الجاروشة وطاسة الرعبة والبابور..تراثيات فلسطينية منسية .. شاهد الصور

الجاروشة وطاسة الرعبة والبابور..تراثيات فلسطينية منسية .. شاهد الصور
نابلس -خاص دنيا الوطن-عزيزة ضاهر
 قام مجموعة من طلبة جامعة النجاح الوطنية بتنظيم "معرضا تراثيا في بلدة عصيرة الشمالية الواقعة قرب نابلس وبالتعاون مع البلدية و جمعية الهلال الأحمر شعبة عصيرة الشمالية واحتوى  المعرض على قسمين أدوات تراثية ذو الطابع الفلسطيني وصور وأشغال يدوية لأسرى البلدة .

وأكد الطالب في قسم السياحة والآثار ومسؤول متحف البد فارس  ياسين لدنيا الوطن أن هذا المعرض هو من أول الخطوات التي يتخذها من أجل تأسيس المتحف، وأن هذا المتحف يهدف للحفاظ على التراث الفلسطيني من محاولات الاسرائيليين في تهويده ومن أجل ربط الجيل الماضي بالجيل الحاضر وتعريف الشباب الناشىء بتراث فلسطين.

وأضاف ياسين "إن معرض التراث هو أول معرض تقوم به أسرة المتحف، ونجاح المعرض هذا يشجعنا لاستكمال طريق مشروع المتحف لنرتقي بتراثنا العريق".

وبين ياسين أن "هناك تقصير إعلامي كبير في مجال التراث الفلسطيني وفي تغطية دور الشباب في الحفاظ عليه، وهذا المعرض لم تحتضنه المؤسسات بالطريقة المثلى، ونحن نسعى إلى زيادة الصدى الإعلامي حول فكرة "البد" وإلى التواصل مع المؤسسات الإعلامية في فلسطين والذي سيتحقق قريبا ".

وأشار إلى أن هناك الكثير من النشاطات المشتركة التي سيقوم بها متحف البد بالتعاون مع متحف يبوس-مخيم الفارعة  والتي سيتم الحديث عنها في وقتها.، وتجدر بنا الاشارة إلى أن متحف يبوس في مخيم الفارعة أقيم  بجهود طلابية بحتة .

وقد لاقى المعرض إقبالا كبيرا من أهالي البلدة والمؤسسات التعليمية وطلبة جامعة النجاح الوطنية وقد لاقى استحسانا كبيرا من كبار السن  اللذين استعادوا ذكرياتهم القديمة مع أدوات تراثية كثيرة احتواها المعرض مثل الجاروشة وطاسة الرعبة والبابور والموقدة والطناجر النحاسية وأمور أخرى .
 
تراثيات منسية

تراثنا الفلسطيني غني  بأدوات كثير كانت تستخدم بالماضي  وتقدم التكنولوجيا جعلها تختفي شيئا فشيئا إلى أن أصبحت تراثيات منسية يجهلها الجيل الحديث .

الجاروشة أو الرحى من الأدوات التراثية المنزلية التي لا يكاد  قديما يخلو منها بيت فلسطيني  وحديثا أصبحت تعرض في المتاحف والمعارض ، تصنع الجاروشة من  حجر مصنوع من الصخور البركانية البازلتية بقطعتين اسطوانية الشكل أحداهما اكبر من الأخرى وهي القاعدة ويوضع  في وسطها عمود من الخشب يركب بمهارة بعد حفر مكان له والقطعة الأخرى  بنفس قطر القاعدة  لكن يوجد بوسطها فتحة دائرية تسمح للعمود الخشبي المركب بالقاعدة بالدوران ، وتحرك الاسطوانة العليا بيد جانبية بحركة دائرية محورها العمود المثبت على القاعدة حيث يوضع الحب المراد طحنه من خلال الفتحة الدائرية التي بوسط الاسطوانة العليا فيتسرب الحب بين الاسطوانتين الحجريتين وينطحن أثناء ذلك .

الحاجة صبحة جرارعة  75 عام جلست في أحدى زوايا المعرض  وقربها الجاروشة  تديرها بيديها وهي تردد بعض الأهازيج الشعبية تقول :" الله على أيام زمان  لما كنا نقعد من الصبح للمغرب عالجاروشة نطحن قمح وشعير وذرة وعدس ولولاد جنبي إلي بدو يوكل والي بدو يشرب والي بدو ينام  بس بيني وبينكم أيام الجاروشة كانت أحسن بكثير من اليوم وبنات هاليوم بألف خير ونعمة ."
  
طاسة الرعبة

طاسة  الرعبة هي طاسة نحاسية كُتب عليها آيات قرآنية لتدخل العناية الإلهية وتخفف الرعب والضغوط النفسية وكانت تقدمها صاحبة المنزل لأولادها وجيرانها وضيوفها في حال تعرّضهم لحالة رعب من خلال التخيلات والمنامات المزعجة
 
الحاجة أم العبد وعمرها تجاوز التسعين عام تقول لمراسلتنا :" لما كان ولد من ولادنا يمرض ويطول بمرضه والدواء لايقدم ولا يؤخر معه كنا نسقي من طاسة الرعبة  ، ولما كان ولد يوقع ونخاف عليه من مسة جن أو يشوف شيء يرعبه ويخوفه كنا نسقي على طول من طاسة الرعبة عشان تخفف عنه الألم وتبعد الأذى ، وتضيف والله بابنتي كنا على البركة والله يباركلنا في كل شيء مش زي اليوم البركة منزوعة من كل شيء بين أدينا .

أما البابور الذي كان بديلا عن الغاز قديما حيث كان كل بيت يحتوي على بابور تقول الحاجة بسيمة "85" عام  لدنيا الوطن :" كنا نطبخ ونشتغل أول شيء على الحطب نعمل موقدة من حجرين ونحط بينهن حطب ونولع النار ونطبخ عليها سواء ليل ولا نهار حتى لوبدنا نطبخ خروف كنا على موقدة الحطب ولو بدنا نسلق بيضة لولد كنا نعملها على موقدة الحطب ، بعدين أجا البابور انبسطنا كثير لما أجا والكل شرا يعني المقتدر لأنو كان غالي كان صوته عالي مزعج لو صاروخ ينضرب على الحارة مابنسمعوا من صوت البابور ، بعد  سنوات طلع البابور الأخرس ما الو صوت مزعج يعني  أيامها كل امرأة عملت طنة ورنة  لزوجها عشان يشتريلها إياه وظلينا نستخدموا لحد ماطلع الغاز ، يعني من الموقدة للبابور للغاز الحديث ، بس بيني وبينكم مافي بعد كاسة الشاي على موقدة الحطب وطعمها يكون دخنة بدل الميرمية ولا النعنع ".






التعليقات