شاب ليبي .. ينصح الشعب الليبي ويستسمح من سيف الإسلام قبل انتحاره

شاب ليبي .. ينصح الشعب الليبي ويستسمح من سيف الإسلام قبل انتحاره
غزة - دنيا الوطن
أقدم شاب ليبي يدعى محمد سليمان على "الانتحار" بعدما كلف صديقة بنشر رسالة له "ينصح" فيها الشعب الليبي و" يطلب" من سيف الإسلام السماح.

وكان محمد البالغ من العمر ٣٢ عاما، والمتزوج بدون أبناء، قد كتب رسالة خاصة وطلب من صديقه وابن جاره إبراهيم نشرها ولكن بعد وفاته، وفي الرسالة نصائح طلب أن ينفذ الشعب الليبي بنودها، كما طلبهم أن يستسمحوا له من سيف الإسلام القذافي، وذكر فيها أنه سينتحر.

ويوم الثلاثاء الموافق ٣من الشهر الحالي أقدم محمد على الانتحار، حيث دخل داخل حفرة عميقة، وأطلق الرصاص من مسدسه الخاص صوب قلبه، فمات من فوره، ثم دفنه ابن جاره بنفس الحفرة بنائ على وصيته.


وهنا ننشر رسالته بالنص:

شاب ليبي ،، ينصح الليبين ويستسمح من سيف الإسلام قبل انتحاره.

السلام عليكم:
أحبتي أسأل الله لكم الخير والراحة والطمأنينة التامين،،، وفقكم وسدد خطاكم ربي الذي رباني ورباكم.
و ،،، بعد ،،،

أرجو كل من وجد كلامي هذا أن يقرأه لآخره، وأن يفكر فيه جيدا، وأن يحاول أن لا يسئ الظن بي، سواء كان ثائر أو مؤيد أو بين بين أهم شيئ إقرأ وتأمل وفكر (أرجوكم)،، فأنا ابن ليبيا، ولي قصة مؤلمة آلمت حياتي، وأنا كذلك من الثوار الذين اعتصموا بطرابلس، وقبلها خرجت في الزنتان ، وكذلك في الزاوية وفي بنغازي وفي مصراتة، كل هذه المدن كنت أذهب إليها لأشارك الثوار وأنا أصلي من (أوباري) واسمي (محمد سليمان) وعمري(٣٢).

أخوتي إن ماحدث ويحدث في بلدنا خطأ كبير وغلطة لايمحوها التاريخ إذ كيف نسفك دم بعضنا؟ كيف نهدد ونتسلط على بعضنا؟ كيف نلقب بعضنا بألقاب ساذجة (طحلب جرذ)؟ كيف نحرص لنتفوه بكلمات تستفز بعضنا لبعض؟ كيف نجرؤ ونطلق الرصاص أو نقصف أو نحرق أي فرد نشك بمجرد شك أنه مخطئ؟ لماذا الثائر يريد تمشيط المؤيد والمؤيد يريد قتل الثائر؟ لماذا أطحنا وقتلنا الزعيم وما أنهينا الصراع؟ ماذا نستفيد من التعذيب الذي يحدث بسجوننا؟ من هم الأسرى وكيف نعاملهم؟ أوليسوا أبناء شعبنا عرب مسلمين؟ أليس لهم حق إختيار ولاءاتهم واعتقاداتهم؟ هل عاملناهم بسنة رسولنا وببنود ديننا؟ كيف ولماذا ولم ومن وما؟أسئلة لاحصر لها ولا إنتهاء لأجوبتها،

أيها الشعب الليبي الكريم:
إن المجلس الحالي والحكومة الجديدة ليس لهم هدف في إنهاء مشاكلنا، وليس شغلهم راحتنا أو حقن دمنا، وذلك لأن عوائلهم مؤمنة، بيوتهم محروسة، دمهم محقن، وحقهم مكبر، فهم لا يشعرون بما نشعر من حرقة وخوف وألم، لا أقصد التحريض عليهم ولكن هذا ماترون وما أرى، أعتقد أن فهمكم نفس فهمي، أخوتي ،، ياأخوتي،،، ياأبناء ديني،،، وأهل وطني،،، هيا لنصلح حالنا بأنفسنا إذن، هيا لندبر حلولا بأيديا، ونصلح شعبنا بأفكارنا، ونوحد البلد بعقولنا، ونصون الوطن بقلوبنا ودمائنا، هيا لنستفيق من نوم الحقد، ونصحو من عذاب الثأر، وندرك حقيقة الوطن والغيرة، هيا لنوحد صفنا، ونكمل بعضنا بعضا، لنترك الخيانة والتجسس والتفتين، لنحرص على التآخي والتكاتف والتصالح والتسامح.

أخوتي لاشك أن الحل في مانراه الأيام هذه في بلادنا هو العمل بحلولها في القرآن الكريم والسنة النبوية ومنهج الصحابة وتابعيهم وأقوال علماؤنا الأبرار،

ولا شك بأن الشعب الليبي كله يثق بأن الله سبحانه وتعالى تكفل برزقنا وحياتنا وأموالنا وأولادنا مادمنا متوكلين عليه ومفوضين أمورنا إليه، وأنا فرد من هذا الشعب الأبي الذي كان وسيبقى الشعب الأكثر إيمانا بالوطنية والأخوة والوفاء، ولكل إنسان في هذا الوطن وفي غيره قصة وقصص ولي أنا قصة (( ستعرفونها في نهاية رسالتي ))،

أخوتي ألم يأن لنا أن نتفق على ما سأقوله وإني والله أكتب بنفس صادقة مؤمنة لا تخشى في الحق لومة لائم؟ وعليكم أن تفهموا وتتفهموا:

١_ التسامح ثم التسامح ثم التسامح، نسامح بعضنا مهما بلغت ذنوبه، مهما ارتكب في حقنا، مهما فعل في حياتنا، نتسامح ونتصافح، وذلك بأن نذهب أنت وأنا وكل ثائر إلى المؤيدين وإذا كنت مؤيد لتذهب إلى الثائر ونتصافح ونتعانق ونحلل بعضنا، ونتعاهد على الإخلاص والوفاء، وأن نتفق على عدم الإعتداء على بعضنا، ونتفق أيضا على أن لا نجرح بعضنا ولا نمكن عدوا من وطننا ولا من أنفسنا، وأن لا نكون عونا لمن يريد بهذلة بلدنا أو سرقة خيراتنا، لنبدأ من الآن ونتزاور الثآئر والمؤيد فبنغازي مثلا يزورون سرت، وبني وليد تزور طرابلس، وراقدالين وزوارة يتزاوران، ونبدأ بالإتفاق والتلاحم ونتعاهد على حقن الدم ونتنازل عن حقوق بعضنا لجلب المصلحة التي هي( الترابط وحفظ الوطن).
إن هذا لو قام به أحد فإنه ذو حظ عظيم قال تعالى:( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم~ ومايلقاها إلا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم) أرأيتم؟ إن التسامح والعفو يجعل العدو صديق، والبعيد قريب، والظالم حنون، والحاقد محب، إذن فلنفعل ولنصبر فإننا سنكون ذو حظ عظيم.

٢_ كما قلت نتنازل عن حقوقنا لأجل المصلحة، نتنازل ولو كان الحق كبيرا، والنصيب كارثيا، نتنازل عن الدم الذي سال لئلا تسيل دماء زيادة، فإن الدم الذي سفك غال جدا كافي لأن نحقن الأغلى الذي لم يسفك بعد، الدم الذي سال عظيم فهل نرضى أن يزيد؟ هل نرضى أن نثأر لنزيد الجروح على وطننا؟ ليس لدي أدنى شك في أن التراب نفسه يصرخ أن أوقفوا الدم. قال تعالى في من له حق الدم: (فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل) جعل الله لك أن تأخذ حقك ولكن لاتسرف ولاتقتل من لم يقتل قريبك، لاتقتل مؤيد لأنك تعتبره شارك في قتل أخاك الثائر، وأنت لاتقتل أي ثائر لأنك تراه في منزلة من قتل أباك مثلا، لماذا؟ (إنه كان مسئولا) إذن ستسأل أمام الله ، ستقف وحدك ليسألك رب الأرض والأهل والجاه الذي علم فعلك وسيعاقبك على خطأك، وحدك دون أصدقائك وأهلك لن يدافع عنك أحد، فبماذا سنجيب؟ قتلته لأنه ساند القذافي، لأنه خرج في جبهات الثوار، لا هذا ليس مبررا فالله عارف وهذا لا يجعلك محقا، إذن فنتنازل قبل أن نكسب ذنوبا لاحصر لها.

٣_ بالتأكيد عندما نتسامح ونفتح قلوبنا لبعضنا فإن ذلك سيكون بمقابل من الطرفين، ما المشكلة إذا وافقنا على شروط بعضنا؟ ماذا سيحدث أليس الحب والتلاحم؟ لو افترضنا أن ثائر وافق على التسامح والتنازل مقابل أن يسلم المؤيد سلاحة للجيش مثلا ما الحائل إذن؟ يسلمه لأجل الوطن والنفس وحقن الدم أليس كذلك؟ القصد: أن نوافق على مقابل البعض وإن كبر الشرط وإن كان هذا المقابل إعفاء قاتل، أو تسليم جان، مادام هذا سيصلح أكثر مما يفسد. كونوا معي في هذا فإن الوضع بحاجة لمثل هذه الخطوات لفض اللغز الذي لم نستطع حله فوق بلدنا.

٤_ إطلاق سراح الأسرى بأشكالهم وبألوانهم، أوليسوا أبناء وطننا، خاصة أن أغلبهم مغلوب عليهم، ذاقوا التعذيب، ورأوا الإهانة، ولهم أهل ينتظرونهم هم من أهل بلدنا، ولبعضهم أبناء وزوجات هم أملهم بعد الله، هم وإن كسبوا أخطأء ليسوا محتلين أو مجانين، هم يدافعون عن أنفسهم ووطنهم حسب إعتقاداتهم، إذا كان الأسير مؤيدا (وهم الأغلب) فلو فعل مافعل فنحن الثوار وبصدق وصراحة فعلنا كما فعل، قتلنا كما قتل، ومن بيننا من سرق كما سرقوا، فأينا يعتبر ظالما ومن هو المظلوم؟ لنطلق سراحهم، أو الحل الأنسب: نتبادل الأسرى ونكسب أجر حريتهم وأجر إصلاح الوطن.

٥_ السلاح،،، سلموا السلاح _نعم ياجميع أفراد الشعب سلموا السلاح، لاتستخدموه ضد بعضكم، لاتصوبوه تجاه بعضكم، اتركوه لأوانه، من يضمن الأقدار، ربما هناك من يستحق أن نصوبه له من غاصب قادم أو محتل هاجم، أعاذنا الله من نوائب الدنيا، سلموا السلاح لن تخسروا شيئا، سلموا السلاح لجهة أمينة تحفظه وتدس مكانه.

٦_ النزاعات نحلها بالحوار والحوار والحوار. بالنصح والتشاور. بالهدايا واللقاءات التي تكون تشكل اللحمة والأخوة، نبتعد عن الحقد والكره، والفتنة والتحريض، نصلح إعلامنا ونهذبه، نقبل وجهات نظر بعضنا، لانتهجم بأساليب وألفاظ بذيئة على بعضنا، ندع الحساسيات وجميع أنواع الخزعبلات التي الكل في غنى عنها، لنضع الوطن أمام أعيننا، ولنكبر عقولنا ونهذب أنفسنا.لنقل أنت وأنا ليبيون، لا جزد أو طحلوب، ولا ثائر أو مؤيد، ولنصدق ثم نصدق فلا نجعل للكذب حولنا مرتع، ولا للفتنة بيننا مرجع.


أخوتي الليبيون: كلكم دون فرق. فرد فرد، وبيت بيت، كلنا كنا نبايع القذافي ولي أمر، بأنفس وأهداف راضية أو مكرهة، وكلنا كنا نرفع الراية الخضراء بنفس أو بشكل فقط، وكلنا كنا بيوت دون جزء مهدوم وشوارع دون بوابات تغلقها، كلنا كنا نأكل ونشرب من نفس أكل بعضنا، كنا جميعا دون استثناء، أليس منظر جميل ؟ أليس زمان على الأقل جعلنا واحدين؟ ماأجمل الوحدة. صحيح نحن نقول أن معمر كان سيقسمنا ولكن بحق فهذا كذب عليه فبعد الله هو من جعلنا دولة واحدة إذ كنا قبلها فزان وبرقة وطرابلس، لكن معه أصبحت ليبيا ليبيا فقط، هذه حقيقة عشناها نحن بأنفسنا ونعرفها، هل هو من قسمنا أم من بين ثوارنا من سيقسمنا؟ لاحقق الله هذا، في عهد معمر كنا وحدة في الوطن والراية والزعيم والمعيشة كنا سواسية في الفقر أوالغنى وفي الإهمال أو العناية، وفي العلاج أو التعليم، لكن الآن هناك زعماء ثلاثة: القذافي وعبدالجليل والسنوسي صاحب برقة، وهناك عدة رايات: علم المملكة، علم الجماهيرية، العلم الأمازيغي، علم برقة، و...و... الخ،، هناك الناس مفرقة: سرت خراب دمار لايد تشتغل فيها وفي مدن الثورة البيع والشراء والحماس مشتغل.

أنا لست بصدد الهدف الذي سيقال عني. هذا شيء نراه ونسمعه ونفعله وهذا حقيقة الوضع. وهدفي واضح هو أن نتذكر ماكان ونفعل مثله ونحاول جاهدين أن تعود الألفة والوحدة دون التقسيم والتحريض.


أخوتي أنا شاب ليبي أخبرتكم باسمي وعمري ومدينتي، وأنا أحد الثوار الذين خرجوا في عدة جبهات، في القتل أنا بنفسي قتلت ٢٤ شخص من الذين رفعوا راية القذافي، وساعدت في أسر كثير منهم، أصبت ولكن ذهبت بنفسي إلى مصر لأن إصابتي فقط في الساق برصاصة صغيرة، أنا تواجدت عند قتل الزعيم الراحل، رقصت فرحا، وأنا أعلم أني على خطأ والله كنت أعلم هذا، كنت واثق من أن الخطأ كان واضحا في معاملة حاكم رعاني وكبرني بعد الله بهذا، كنت أراه عاجزا، وأضحك، رأيته مسنا بسيطا فسخرت واحتقرت، وكان الناس حولي يصرخون ويفرحون ويكبرون، مات هو ولا يعرف من أنا ولا كيف أنا، مات وأنا فرح بموته وهو من لم يصدق أني ابن شعبه، مات وانتهى، وأنا هنا أعيش كلما خرج فوج ليقتل خرجت لأقتل، وأنتقم لأخي وابن خالي وثلاثة من أبناء جدي خال أبي، أصبت بحالة أقرب للصرع فعدت إلى بيتي وبقيت به حتى سمعت خبر إعتقال (سيف الإسلام) فأخذت ابن خالي الكبير وذهبنا إلى مكان التجمع أحبتي أنا الآن أكتب ودمعي والله غزير: اعتديت مع بعض الثوار على سيف والله اعتديت، لا حركت ضميري ولا استشعرت ديني، اعتديت عليه وكان ينظر بعينين دامعتين إلي، ربما لو يسأل عني لتذكرني فقد كنت أقرب واحد وكان ينظر لي بكثرة دون غيري، نظرات غريبة، وسكوت رهيب، اعتديت عليه والله وكان صاحبي يقول: حرام عليك هو مفجوع في أهله، ومريض في بدنه، لكن قلت لكم كنت لا أحرك الضمير، قلت: أحسن أحسن، اعتديت والله عليه ولما اقتيد إلى مكان آخر، فرحت بأسره ولعنته ورجمته ، رأيت ضعفه فاستكبرت، والله أنا ظالم، أنا نادم، أنا نادم، أنا نادم، أتعرفون إن سيف هذا وقع على ملكية أبي لأرضنا التي نسكن فيها، وقد رعى زواجي قبل ٣سنوات تقريبا في زواج جماعي، وشملني منحته لطلاب الجامعة، صح كان جبارا يهدد كارهي أباه، لكن أنا كنت ظالم لأن الظالم(سيف) يتغير لمظلوم إذا استغل وقت ضعفه، كان صديقي يقول: إنسان إنسان يامحمد قلت له: حمار ، سأخبركم ماذا حدث أنا واثق لن تصدقونني لكن خذوا: أنا الآن في بيتي، أصبت بشلل في يدي وليس شلل فالأطباء لم يروا شيئا، وأما قلبي فأشعر أن سيخرج من الألم ولكن دون أن يروا الأطباء شيئا، تركت الصلاة والعبادة، اعتزلت الناس، قد تقولون يمكن ليس ظلمك سيف السبب ولكن ربي أخبرني فماأنساني سيف كيف سأستسمح منه، أصبح تفكيري ماذا استفدت من إهانته، أنا والله ظالم كيف أخذ له حقه مني، أخبرني الله بأن كل ماقلت يارب أخبرني بذنبي الذي جعلني تعيسا فجأة يأتي شكله أمامي، ونظرته لاتفارقني، كأنه يقول لي: ارفق بي، كلما سألت الله أن يذكرني بمن ظلمت تذكرت سيف، أحاول أتذكر غيره لا يخطر أحد ببالي. أنام فيأتيني في النوم، أجلس في الخلاء والبر فأراه، أتصدقون أصبحت لاأنام إلا قليلا؟ أصبحت أفكر في الخلاص، نعم سأنتحر وأنا أعرف أني ظالم لنفسي، سأنتحر فقد قال لي سيف بنظرته لن تكسب مني شيئا وبحق فأنا ماكسبت إلا مارأيتم، سأنتحر فبيدي هدمت وطني، وقتلت أخوتي، وأهنت حاكم بلدي، وبيدي نعم بيدي اعتديت على أسير أعزل، والله سأنتحر سأنتحر وحديثي عن لوعة الألم الذي حدث لي بعد ظلمي سيف لن ينتهي، قالت لي أمي زره بالسجن واستسمح منه، أمي قالت ولكن لن ولن أجرؤ على هذا، سيراني ويرفض السماح، لن أستطيع أن أزوره فالله عاقبني وأراد أن يحرقني حيا لكي أترك التجبر، قد قلت لأمي: سأنتحر الله أراد نقمة له، ربما سيف دعآ علي، أو وكل عقابي إلى الله. أنا لن أذكر وصفي فقط اسألوه عن صاحب العلم المخطط المرسوم على الطاقية، سيتذكر حتما،هذا غير كم كتبت عنه كلام سيئا، كم طعنت في شرفه وفي أهله، كم سخرت وتهزيت من شكله أو أصابعه، كم نزلت باليوتيوب فيديو يخطئ عليه، أو يكذب عليه، أو يفسر عيبا أو زلة عليه، كم رسمت رسوما ساخرة له، وعبارات لاتليق بمسلم، كم انتهكت حرمة عرضه، ودنست سيرة جميله، كم نطقت فيه كذبا، أو قلت عليه زورا، آه من سواد الدنيا حولي، مافعلت هذا إلا معه كنت أكره أباه لكن صبيت جم الشر عليه بعضها لهدف وبعضها استعراضا أمام الناس،لو له رسالة مني (سأقول له: الآن عرفت أن لك قلب أحرقه اعتدائي، وحس يوجعه السجن والهم، وروح يتعبها الامتهان_الآن فهمت أن نحن الليبين لانعرف الجميل، ننكر الخير، لن تصدق ندمي لا أنت ولا أي ليبي، لكن هذا أنا) لايعرفني ولا استفدت بل هو من استفاد، ، ،، ،، اطلبوه لي السماح، واستوصوا به خيرا،، ،، ،، سألت لأجله علماء أقنعوني بحرمة الانتحار. لكن ربما لايشعرون بشعوري. دنياي مظلمة، وحياتي جحيم، وقلبي ضائق، وفؤادي أسود، وروحي محترقة، أنا سأنتحر وهذا حديثي في رسالتي، سأرسلها لابن جاري ابراهيم، وبعد وفاتي سيخرجها، وأنا لست شهيد، لست شهيد، دمي ليس له قيمة وإن غطى بلدنا كله، أنا هنا رجل كرهت نفسي وحياتي واشهدوا أن الظلم ظلام بالدنيا. ظلمات في الآخرة. ولاتنسوا ياكل الليبين مانصحكتم به في بداية الرسالة.فهو أمانة في عنق كل فرد ليبي.ولاتنسوا أنني ثرت وقتل لي من قتل وفوق هذا ماأصابني (فلا تبخلوا بالدعاء لي والله إني في حاجتها) وبذمة من قرأ رسالتي أن ينشرها لتعم كل الليبين.
والله يحفظكم.

والسلام عليكم،..

 (هذه رسالة محمد سليمان لكم، وقد انتحر قبل يومين برصاصة مسدس وسط قلبه عندما دخل لحفرة بجانب بيته في أوباري نطق الشهادة ثم أطلق الرصاصة بقلبه ثم صليت عليه ودفنته داخلها بعد أن أوصاني هكذا، أنا إبراهيم حميدي ابن جاره، وهذه الأمانة أديتها) شكرا.

التعليقات