الرئيس عبّاس مُشاركاً : قمة بغداد تنطلق الجمعة بحضور عشر زعماء عرب .. واجراءات أمنية مشددة خوفاً من تفجيرات مُحتملة

الرئيس عبّاس مُشاركاً : قمة بغداد تنطلق الجمعة بحضور عشر زعماء عرب .. واجراءات أمنية مشددة خوفاً من تفجيرات مُحتملة
غزة - دنيا الوطن
اعطت الحكومة العراقية ابناء بغداد عطلة اجبارية تبدأ من اليوم الاحد وتنتهي بعد اسبوع، وتشمل الاجازة جميع المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات، كما اعلنت العراق اغلاق سماءها في وجه حركة الطائرات باستثناء طائرات الرؤساء، استعدادا للقمة التي تعقد يوم الجمعة القادم.

وتشهد بغداد إجراءات أمنية مشددة قبل أيام من انعقاد القمة العربية المقررة في 29 مارس/آذار الجاري، فيما وصفت بعض المصادر الصحافية ما يجري انه فوضى مرورية خانقة في العديد من شوارع المدينة، ويتطلب الوصول من أي منطقة في بغداد إلى منطقة أخرى عدة ساعات بسبب قطع العديد من الطرق وتكدس السيارات في الشوارع، ولم تمنع الإجراءات الأمنية المشددة وقوع تفجيرات كبيرة قبل عدة أيام.

هذا وتدرس الجهات الأمنية والسياسية رفيعة المستوى في العراق، الإجراءات الأمنية التي ينبغي اتخاذها خلال انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد، خاصةً بعد أن توقّعت مصادر أمنية في وزارة الداخلية شن جماعات إرهابية موجة جديدة من العمليات العنيفة قبيل انعقاد المؤتمر.

وكانت مصادر مطلعة ادّعت ان الوفود الرئيسية التي ستشارك في القمة والممثلة في رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية ستقيم في الكويت على مدار الثلاثة أيام التي ستنعقد فيها جلسات أعمال القمة، على أن يتم نقل تلك الوفود من وإلى العراق بالطائرات.

وأضافت المصادر أن الوفود «الثانوية» ممثلة في الشخصيات السياسية والدبلوماسية والإعلامية المرافقة لرؤساء الدول المشاركة، سيكون محل إقامتها في بغداد، وسط فرض حظر كلي للتجوال على مدى أيام انعقاد القمة، وذلك وفق خطة أمنية معدَّة مسبقا يقوم عليها 100 الف رجل امن.

وتبحث الجهات الأمنية فرض حظر التجول خلال انعقاد القمة، وهناك عدة خيارات في هذا المجال لم يتحدد الأخذ بأي منها، ومن ذلك أن يكون الحظر فقط على المركبات أو تحديد الأماكن والمناطق التي يجري فيها الحظر، ولكن من المستبعد أن يُفرَض حظر شامل على حركة الأفراد في بغداد.

وتعتقد المصادر الأمنية أن معظم القادة العرب وممثليهم سيصلون ويغادرون في نفس يوم انعقاد القمة، وأن جلسة واحدة أو جلستين تكفيان لمناقشة وإقرار بيان بغداد الذي يعده وزراء الخارجية العرب.

وقال مصدر في وزارة الداخلية، في تصريح صحفي، إن جهاز الاستخبارات المرتبط بمكتب القائد العام للقوات المسلحة حصل على معلومات مهمة تؤكد عزم بعض الأجنحة المسلحة المرتبطة بتنظيمات إرهابية، تنفيذ عمليات نوعية وسط بغداد، وأضاف «تم تحديد مواقع تلك الأهداف التي دخلت ضمن دائرة التركيز الأمني لمنع وقوع تلك الهجمات فضلاً عن مصادرة أكثر من عشر سيارات كانت معدة للتفجير عن بعد في أماكن مزدحمة»، وأشار إلى أن مصدر المعلومات جهات متعاونة مع لجنة المصالحة الوطنية المرتبطة برئاسة الوزراء.

من جانبه الرئيس الفلسطيني اكّد انه سيشارك في القمة فيما رجحت مصادر ان الاردن سينتدب رئيس الوزراء عون الخصاونة لترؤس الوفد الاردني.

وحسب صحيفة الصباح الجديد سيشارك 10 زعماء في قمة بغداد والمشاركون هم: امير الكويت، ورؤساء لبنان وتونس ومصر وفلسطين وجيبوتي والصومال وموريتانيا وليبيا سيحضرون القمة ولم يعرف بعد، من يمثل دولة اليمن.

على صعيد اخر، سيمثل القادة من الصف الثاني دولا مثل السعودية، الاردن، الامارات، البحرين، قطر، الجزائر، المغرب، وسلطنة عمان.

الى ذلك، كشف نائب رئيس الوزراء المصري السابق يحيى الجمل أن المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم حاليا في مصر سيشارك في قمة بغداد. فيما سيترأس المرزوقي وفد جمهورية تونس للقمة العربية.

ويحضر افتتاح القمة 70 شخصية عربية وأجنبية، وسيشهد اليوم الأخير من القمة وهو الخميس قراءة بيان القمة من قبل الرئيس طالباني حيث سيتضمن ما توصل اليه اجتماع وزراء الخارجية والاقتصاد العرب من نتائج رفعت الى القادة للمصادقة عليها.

وقال رئيس سلطة الطيران المدني في بيان صدر امس الاول إن أجواء العراق مفتوحة لاستقبال جميع الطائرات من جميع مطارات البلاد ما عدا يوم ال 29 من الشهر الحالي الذي سيخصص لاستقبال طائرات ضيوف العراق من الملوك والرؤساء الذين سيشاركون في القمة.

وفي السياق أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي أن مشروع جدول أعمال القمة العربية المقررة في بغداد يوم الخميس المقبل يتضمن 10 بنود فقط تتصدرها تطورات الأوضاع في سوريا والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومكافحة الإرهاب والوضع في اليمن وإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وملف اغلاق مضيق هرمز.

وتعقيبا على ذلك نسب الى أستاذ الإعلام الدولي في جامعة بغداد الدكتور كاظم المقدادي- قوله ان الاجراءات الامنية الراهنة في بغداد تعكس "غياب المهنية لدى القيادات العسكرية المسؤولة عن إدارة الجانب الأمني للقمة العربية، فهي إجراءات بدائية لا تعتمد على الجهد النوعي بل على الجهد الكمي".

وأكد المقدادي أن ذلك "يعطي صورة سيئة عن الملف الأمني بالكامل، حيث كان من المأمول أن تكون الإجراءات الأمنية المصاحبة للقمة بمستوى يليق بالعراق وتاريخه وبسمعة جيشه".

علما ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قدّر كلفة التحضيرات للقمة العربية تبلغ 450 مليون دولار، وكانت الحكومة العراقية خصصت مبلغ 300 مليون دولار لاعادة تأهيل، وليس اعمار، اكبر ستة فنادق في بغداد استعدادا للقمة. والفنادق المعنية هي الرشيد الواقع داخل المنطقة الخضراء والمنصور، وميريديان وشيراتون، وبغداد، وبابل.

الى ذلك، قال زيباري ان "القصر الجمهوري السابق سيكون مقرا للقمة التي ستعقد حسب قرارات القمة السابقة ومجلس وزراء جامعة الدول العربية.

واشار زيباري الى ان القصر سيكون كذلك مقرا لاقامة "سبعة زعماء" فقط.

وكان القصر الجمهوري مقرا للسفارة الاميركية بعد سقوط بغداد في نيسان/ابريل 2003، وقامت بتسليمه الى السلطات العراقية في الاول من يناير/كانون الثاني 2009.

ويقع القصر في منطقة عرفت باسمه قرب دجلة في وسط بغداد وكانت سابقا تعرف باسم "ام العظام". وكان مقرا للحكومة ابان النظام السابق ورمزا لسيادة البلاد حتى سقوطه في نيسان/ابريل 2003.

وقد شيد القصر آخر ملوك العراق فيصل الثاني "1935-1958" دون ان يسكنه ابان خمسينيات القرن الماضي، وقام الرئيس السابق صدام حسين بتوسعته خلال التسعينيات. والقصر من ابرز مباني المنطقة الخضراء الشديدة التحصين التي تضم مقار الحكومة العراقية والسفارتين الاميركية والبريطانية والامم المتحدة.

التعليقات