أراب أيدول يستحوذ على انتباه شباب غزة هروباً من عتمتها

أراب أيدول يستحوذ على انتباه شباب غزة هروباً من عتمتها
غزة - دنيا الوطن
تقرير:نسرين موسى ومحمد غنام
أراب أيدول و بعيدا عن أحكام الدين وحرمانية هذا البرنامج الفني إلا أن الإقبال من قبل الشاب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة يتزايد في التجمهر أمام التلفاز لمتابعته.

ومن لا يجرؤ على متابعته منهم أمام البعض فيتخفى ويقتنص لحظة لرؤية هذا البرنامج وذلك خوفا من أن يقال عنه انشغل عن هم وطنه ومعاناته المتمثلة بإنقطاع الكهرباء والسولار خاصة وانتبه لمثل هذا البرنامج

وأراب ايدول برنامج فيه تتنافس مصرية ومغربية ، حيث يختار الجمهور محبوبته ، بعد أشهر من المنافسة والتحدي.

وبعيدا عن الخوض في تفاصيل وفحوى هذا البرنامج الذي تعرضه قناة إل mbc يكمن التساؤل ما الذي يدفع شباب غزة من الجنسين لمتابعته؟؟ هل هوالهروب من عنجهية المشاكل المحيطة بهم بتعداد أنواعها وعلى رأسها العتمة المقيمة ؟؟؟

نقلت هذا التساؤل لكلا الجنسين في محاولة للوقوف على الإجابة لعرض كم هي مأساة الشباب الغزى المحروم من هكذا ترفيه...

حلوا عنا بدنا نعيش
منى والتي على مشارف العشرينات قالت وهى تحدق بشاشة التلفاز بلغة من الصعب تجميعها بسبب شدة انتباهها وتركيزها بفقرات البرنامج المعروضة: حلال والا حرام أفضل من الهم الذي نعيشه يوميا وبلغة التأفف أضافت((متى سنشعر أننا مثل هؤلاء البشر يعيشون ولا يحملون الهموم التي جعلتنا نشيخ ونحن ما زلنا شبابا بمتقبل العمر.....

وتختم منى بلغتها العامية التي تدل على حجم كرهها لتفاصيل حياتها بقطاع غزة وتقول(حلوا عنا خلونا نعيش ))!!!

هروب
وبعيدا عن عصبية منى التي توافقت مع عنجهية المشاكل التي تحاصر وتخنق غزة بلغته العقلانية المواطن إبراهيم الغندور أرجع إلتفاف شباب غزة حول مثل هذا البرنامج إلى حالة الكبت والحرمان التي يفرضها الحصار الخانق.

ويقول الغندور: إن عدم وجود أي متنفس للشباب في غزة جعلهم يربطون أنفسهم بما يدور بالعالم الخارجي ويتابعون كل حركاتهم في محاولة للهروب من المعاناة المعاشة..

حرام..
وتنحني الجامعية سحر بمنحنى الدين رافضة إلتفاف الشباب الفلسطيني أو المسلم كما قالت حول مثل هذه البرامج التي وصفتها بأنها ربحية بأهدافها وقالت: لم أكن أعرف عن هذا البرنامج شيئا لكنى عرفته بطريق الصدفة من صديقاتي في الجامعة فتابعته وعرفت من خلال متابعتي أن الجميع يتابعونه كنوع من النسيان لكل شيء يجرى في حياتنا المحاصرة.

وبلغة الأسى تقول سحر: خسارة كبيرة للمسلمين أنهم نسوا الله وتابعوا مثل هذه البرامج والأجدر أن يتابعوا برامج الدين والسيرة والأحاديث النبوية.

فقدان التسلية
ورغم انقطاع الكهرباء أثناء فترة البرنامج إلا أن ذلك لم يمنع الشباب في غزة من متابعته وقاموا بإشعال المواتير حيث ترجع الطالبة لانا احمد ذلك إلى فقدان معظم الشباب في قطاع غزة لأي وسيلة تسلية .

وتختم الشابة أحمد:سوء الوضع وحرمان شبابنا من كل شي كشباب الدول الأخرى يجعلهم يفعلون أكثر من هذا

محاولة لنسيان الأزمات
ولم يخف المواطن جابر عوض أن متابعته لمثل هذه البرامج تنبع من اجل نسيان الوضع الجاري في قطاع غزة.

ويوضح جابر : الوضع في غزة أصابنا بالحالات النفسية سواء كبارا أم أطفالا لذلك الكل يلجأ لمثل هذه البرامج في محاولة لنسيان تأزم الوضع ولو لفترة زمنية محدودة .

ويختم المواطن عوض حديثه مشددا :في الأول و الأخير لا ننسي قضيتنا ولكن القصة قصة ملل من انتظارنا لحياة آدمية أفضل

إفتقار
وتؤيد حديث المواطن عوض الأخصائية الاجتماعية عزيزة عبد الحي والتي أرجعت إلتفاف هؤلاء الشباب للبرامج الدخيلة عليهم إلى سوء الوضع المعاش والافتقار لوسائل التنفيس عن النفس

وأضافت عبد الحي: حال الشباب يرثى له حيث يفتقرون لليد التي تنشلهم من عتمة الحياة التي فرضت كواقع عليهم

وطالبت عبد الحي الجهات المسئولة بمد يدهم للشباب قبل أن يودوا بطرق الضياع والتشتت وعمل كل ما يهيئ لهم الحياة الكريمة وعدم زجهم بالوضع السياسي المتردي برمته لأن من حقهم الحياة كبقية الشباب بمختلف الدول.

تساؤلات تقفز فور إعلان النتيجة
وتقفز العشرينية سلمى أحمد من مكانها فور إعلان النتيجة بفوز المتسابقة المصرية كارمن سليمان باللقب وفور توازنها قالت: لماذا لا يوجد عندنا من يهتم بمواهبنا وفقط نعيش الهموم؟؟ولماذا لا يوجد مراكز وأماكن للترفيه لنا نحن الشباب..؟؟حرام أن ترتسم الفرحة على وجوهنا بغض النظر عن الحرام فليس شرطا أن نفرح ببرامج محرمة فهواياتنا كثيرة ولكن من يهتمون بنا قليل!! لماذا

المتسابقة المصرية كارمن سليمان تحصل على لقب آراب أيدول

وختاما لا يوجد أفقه من تساؤل العشرينية احمد ونقول معها لكل مسئول عن مصير الشباب الفلسطيني لماذا نحن كشباب كل الآفاق مسدودة بوجوهنا؟؟ وإلى متى ستبقون بموقع المسئولية وانتم فقط مسئولون عن توفير الرفاهية لأنفسكم؟؟؟ ودوما إلى متى؟

التعليقات