أزمة الكهرباء والوقود تتفاقم:مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لمنع وقوع كارثة في قطاع غزة

أزمة الكهرباء والوقود تتفاقم:مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لمنع وقوع كارثة في قطاع غزة
غزة - دنيا الوطن
تتفاقم أزمة نقص التيار الكهربائي والوقود في قطاع غزة، التي بدأت تتفاقم منذ أواخر العام 2011 ووصلت ذروتها بتاريخ 14 شباط (فبراير) 2012، وهو الوقت الذي توقفت فيه محطة توليد كهرباء غزة عن العمل بشكل تام. ولا يقتصر الوضع على نقص كميات التيار الكهربائي الناجمة عن توقف محطة التوليد عن العمل، بل يزيد من سوء الأوضاع الإنسانية وسرعة ترديها النقص الحاد في كميات الوقود بأنواعه المختلفة الأمر الذي يحول دون قدرة المواطنين والمؤسسات على تعويض النقص بتشغيل مولدات الطاقة الكهربائية الخاصة، وفي الوقت نفسه يسهم في شل الحركة في القطاع ويحول دون قدرة السكان على الوصول إلى أماكن عملهم أو جامعاتهم ومدارسهم أو حتى إلى المستشفيات، التي اضطرت لطلب مساعدات طارئة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. 

كما يتسبب انقطاع التيار والنقص الحاد في الوقود والمحروقات بآثار كارثية على خدمات أساسية لا يتوقف أثرها عند جودة الحياة، بل يتجاوزه إلى تهديد الحق في الحياة خاصة فيما يتعلق بالخدمات الطبية بما فيها عمل المستشفيات والمراكز والعيادات الطبية والاحتفاظ بالعينات في المختبرات وبنوك الدم، وحتى ثلاجات حفظ الموتى، وكذلك بخدمات تزويد المنازل بمياه الاستخدام المنزلي ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، وقدرة المواطنين سكان البنايات العالية على الحركة، سيما منهم المرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. هذا بالإضافة إلى الآثار الاقتصادية الكارثية ولاسيما وأن الأوضاع الاقتصادية متدهورة أصلاً في قطاع غزة، حيث يتسبب انقطاع التيار والوقود بتوقف تام في المنشآت الصناعية المختلفة، وارتفاع كلفة الإنتاج وبالتالي أسعار المنتجات الصناعية والزراعية والداجنة، إضافةً إلى خطر تلف اللحوم والمجمدات الأخرى، ما يلقي بأعباء مادية كبيرة على كاهل التجار والمستهلكين، الذين يعاني القسم الأكبر منهم من الفقر المدقع في قطاع غزة. 

هذا بالإضافة إلى الأثر الفعال لهذه الأزمة على قدرة المؤسسات الدولية والمحلية غير الحكومية على العمل، خاصة تلك التي تنشط في المجال الغوثي، والتي اضطر بعضها إلى وقف أو تقليص خدماتها بسبب نقص الوقود والتيار الكهربائي، وعدم قدرتها على تسيير الشاحنات التي تنقل المساعدات الإغاثية إلى الفئات الأكثر فقراً. وينطبق الأمر نفسه على المؤسسات الأهلية والحكومية التي يتهدد عملها خطر التوقف التام في ظل عدم قدرة موظفيها على التنقل وتوقف مولداتها الكهربائية الخاصة بسبب انعدام الوقود.

 

مركز الميزان لحقوق الإنسان، وأمام استمرار تدهور الأوضاع في قطاع غزة وعدم وضوح آفاق لتحسنها قريباً، فإنه يعبر عن قلقه الشديد من وقوع كوارث إنسانية قد تطال المجتمع برمته في ظل استمرار وقف إمدادات الوقود إلى قطاع غزة، والمركز إذ يجدد تأكيده على مسئولية سلطات الاحتلال الأساسية عن حياة السكان في قطاع فإنه يشدد على مسئولية المجتمع الدولي وخاصة في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة وعدم قدرة السلطات المحلية على البحث عن مصادر أخرى لتزويد القطاع بحاجته من الوقود والمحروقات والتيار الكهربائي، وعليه فإن مركز الميزان لحقوق الإنسان يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل لإنهاء أزمة الوقود والكهرباء في غزة بكل السبل والعمل على رفع الحصار المفروض على قطاع غزة فوراً.

التعليقات