أوزبكستان: السلطات تضع كاميرات مراقبة في المساجد

أوزبكستان: السلطات تضع كاميرات مراقبة في المساجد
غزة - دنيا الوطن
نقلت إذاعة “أوروبا الحرة” عن سكان محليين في أوزبكستان، أن السلطات قامت بنصب كاميرات مراقبة في أكثر من 30 مسجداً في مدينة نامنغان. ذكر ذلك رجل دين في أكبر مساجد المدينة في مقابلة مع القسم الأوزبكي لـ”إذاعة الحرية”، طالباً عدم الكشف عن اسمه.

ووفقاً لرجل الدين هذا، فإنه تم وضع كاميرات الفيديو في المساجد لأسباب أمنية، ولمنع اللصوص من السرقة، ولم يذكر المصدر الجهة التي صدرت منها أوامر وضع الكاميرات في المساجد.

وأظهر السكان المحليون عدم رضاهم عن قرار السلطات وضع كاميرات في المساجد، معتبرين ذلك حاجزاً إضافياً ضد حرية الدين في أوزبكستان، حيث يجب على الدعاة التسجيل لدى السلطات الرسمية كذلك.

ووفقاً للمصدر، فإنه تم وضع أول كاميرا في المساجد منذ أسبوعين. وتقع مدينة نامنغان في منطقة وادي فرغانة، وتعتبر مركزاً لأكثر المناطق المحافظة دينياً في أوزبكستان.

ويتصف وادي فرغانة بكثافة سكانية مرتفعة، ويقع بين أوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان، ويعتبر الخزان الرئيسي للحركات الإسلامية المتشددة، والتي تتطلع لإقامة دولة إسلامية في منطقة آسيا الوسطى.

ويعتبر معظم سكان فرغانة من المحافظين دينياً، وهي من المناطق التي تم إهمالها في آسيا الوسطى من قبل الحكومات المتعاقبة.

تكتيك القمع

ويذكر المحللون المختصون في شؤون الحركات الإسلامية في آسيا الوسطى، أن الجماعات التي كانت اعتبرت ميتة لمدة طويلة كالحركة الإسلامية الأوزبكية، تستعيد الآن قوتها في آسيا الوسطى، وهي المنطقة التي تم إهمال المشاكل التي تموج بها كالفساد والفقر والتوتر العرقي.

فالمنطقة الواقعة تحت الضغوط الاقتصادية العميقة، وتحت وطأة الفقر التي تضم أنظمة حكم علمانية وشعوب وجماعات عرقية أغلبيتها تدين بالإسلام، أصبحت وبشكل متزايد عرضة للأفكار المتشددة الجهادية في السنوات القليلة الماضية.

ويضيف بعض المحللين الأمنيين أن المتمردين الذين غادروا المنطقة منذ مدة طويلة للمشاركة إلى جانب طالبان في أفغانستان، بدأوا يتسللون عائدين إلى المنطقة، لاستغلال هذه الحالة الحرجة التي تمر بها المنطقة.

إن تنامي الإحساس بخيبة الأمل في المنطقة المترافقة مع الافتقار إلى أبسط قواعد الحريات العامة، وأحزاب معارضة مؤثرة، بالرغم من مرور عقدين من الزمن على استقلالها عن السلطة السوفياتية، شكل بيئة سياسية مثالية لنمو أي تيار قوي معارض، حتى لو كان متطرفاً.

وعموماً فإن التدابير التي اتخذتها الحكومات, لتقييد حرية التعبير والدين، تعكس شعوراً عميقاً بضعف قادة دول المنطقة، إلا أنهم يعتقدون أن أفضل طريقه للحفاظ على الوضع الراهن، هو تكتيك القمع، ولكن كل هذه المحاولات للتغطية على احتمالات التعبير عن الاستياء الشعبي العام، لا تقلل بل ربما تزيد من فرص بلادهم في دخول “ربيع فرغانة”.

وحذر رئيس أوزبكستان الشهر الماضي من تنامي التطرف في آسيا الوسطى، وأضاف كريموف، يمكن أن يؤدي إعلان الانسحاب المرتقب للقوات الأميركية والقوات الدولية من أفغانستان عام 2014، إلى مزيد من التهديدات وتوسع للنشاط الإرهابي والتطرف، وإلى زيادة التوتر والصراع في هذه المنطقة الشاسعة، وهذا يجعل من المنطقة مصدراً لعدم الاستقرار الدائم.

واعتبر كريموف تدهور الحالة الاجتماعية والاقتصادية في مختلف بلدان المنطقة، تحدياً خطيراً للاستقرار الإقليمي، وهو ما يخلق ظروفاً مواتية للسخط الشعبي والتوظيف الدائم لتلك الحالة، وتجنيد المزيد من الأعضاء الجدد أكثر فأكثر في صفوف الحركات المتطرفة.

وتعتبر أوزبكستان الدولة ذات الثقل الأكبر ديموغرافياً وتاريخياً في آسيا الوسطى، ويشكل العرق الأوزبكي غالبية سكانها (البالغ عددهم 27 مليون نسمة)، فيما يدين أكثر من 88 في المئة من الشعب بالإسلام.

وشهدت أوزبكستان، العديد من أعمال العنف والاضطرابات التي ذهب ضحيتها العشرات، وكانت سلطات كريموف دوماً تتهم حزب التحرير الإسلامي، بالوقوف وراء أي هجمات تتعرض لها، وهو الشيء الذي ينفيه الحزب باستمرار.

التعليقات