صحيفة إسرائيلية: شهر العسل بين حماس ونظام الأسد انتهى رسمياً

غزة - دنيا الوطن
 ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن شهر العسل بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ونظام الرئيس السورى بشار الأسد قد انتهى رسمياً الآن.

وقالت الصحيفة، فى سياق تحليل إخبارى نشرته على نسختها الإلكترونية اليوم، الأحد، إنه منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد منذ نحو عام، أحجمت حماس عن الوقوف فى صف أى جانب من جوانب الصراع، وأن سياستها المعلنة كانت واضحة، وهى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية.

وأوضحت الصحيفة أن الأمر ليس بهذه السهولة بالنسبة لحماس، فسوريا ليست مجرد دولة عربية، فهى الدولة الوحيدة التى وافقت على استضافة خالد مشعل مدير المكتب السياسى للحركة، وذلك بعد طرده من الأردن وتجريده من جنسيته الأردنية قبل أكثر من عقد من الزمان.

وأضافت أن قرار سوريا بالسماح لحماس بفتح مكتب فى دمشق كان هدفه تقويض السلطة الوطنية الفلسطينية فى الأساس، وأن ذلك لم يكن بدافع الحب للحركة الإسلامية أو للفلسطينيين بوجه عام.

وأشارت الصحيفة إلى أن المحاولات السورية لتقويض السلطة الفلسطينية تعود إلى أوائل الثمانينيات، عندما قام حافظ الأسد، والد الرئيس الحالى بشار الأسد، بدعم رموز بارزة فى فتح واستضافتهم وتوجيههم ضد الرئيس الفلسطينى السابق ياسر عرفات فى جنوب لبنان، موضحة أنه منذ ذلك الحين تم منح ما لا يقل عن عشر جماعات فلسطينية متشددة مقرات فى سوريا التى كونوا فيها جبهة رفض مناهضة لعرفات والسلطة الفلسطينية.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن الربيع العربى وضع الفصائل الفلسطينية، ومن ضمنها حماس، فى وضع دقيق، مشيرة إلى أن الفلسطينيين دعموا بحماس مطالب الشعوب العربية بالتغيير والإصلاح فى الوقت الذى تجنبت فيه حماس والجماعات الأخرى التى تتخذ من دمشق مقراً لها أن تضع نفسها فى وضع ترى من خلاله أنها تدعم ديكتاتوراً عربياً يقتل شعبه.

ورأت الصحيفة أن أول مؤشرات التوتر بين حماس والرئيس السورى بشار الأسد طفت على السطح قبل بضعة أشهر عندما طالبت السلطات السورية خالد مشعل أن يسير على نهج حزب الله، وأن يعلن دعمه للنظام السورى غير أن رفض الأخير جعل منه شخصا غير مرحب به فى سوريا، وهو ما جعله يبدأ فى البحث عن مكان جديد، موضحة أنه فى الأسابيع الأخيرة انتقل هو والعديد من قادة حماس الموجودين فى دمشق مع أسرهم إلى مصر والأردن وقطر وقطاع غزة.

وقالت الصحيفة، إنه حتى وقت قريب حافظت حماس على عدم الظهور علنا ضد بشار الأسد طالما أن قادتها ومسئوليها ما زالوا هناك فى دمشق، فهى لم ترغب فى أن تظهر مثل حزب الله الذى انخفضت شعبيته كثيرا فى الدول الإسلامية بسبب وقوفه إلى جانب حرب الأسد الدامية ضد شعبه.

وأشارت الصحيفة - فى ختام تحليلها - إلى أن الوضع تغير الآن بالنسبة لحماس، فمسئولوها عادوا من دمشق وأصبحت الآن قادرة على التعبير عن مشاعرها، وهذا ما اتضح عندما اختار رئيس وزراء حماس إسماعيل هنية القاهرة مكانا يعلن منه يوم الجمعة الماضى دعم حركته للشعب السورى للتخلص من نظام الرئيس السورى بشار الأسد.

التعليقات