رفعوا شعار :افتحوا شارع الشهداء وارفعوا الاغلاقات عن قلب الخليل .. اصابة أكثر من 30 شخص في احتجاجت القدس والخليل

رفعوا شعار :افتحوا شارع الشهداء وارفعوا الاغلاقات عن قلب الخليل .. اصابة أكثر من 30 شخص في احتجاجت القدس والخليل
الخليل- دنيا الوطن
أصيب اليوم عضو الكنيست الفلسطيني محمد بركة الساق الأيمن وعشرات المواطنين الفلسطينيين جراء استخدام قوات الإحتلال لقنابل الغاز والصوت لتفريق مظاهرة دعت إليها لجنة الدفاع عن الخليل والحملة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري  وبدعم من القوى السياسية اليسارية في الذكرى الثامنة عشرة لمجزرة الحرم الإبراهيمي ومطالبة بفتح شارع الشهداء وحرية الحركة للمواطنين الفلسطينيين في الخليل.

 وكان مئات المواطنين قد تجمعوا لأداء صلاة الجمعة في حي تل الرميدة رافعين الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الوطنية بمشاركة متضامنون فلسطينيون ويهود من داخل الخط الأخضر ومتضامنون دوليون ومن ثم انطلقوا باتجاه شارع الشهداء القريب فقام جنود الإحتلال الذين انتشروا على الأرض وفي حقول الزيتون القريبة واعتلوا أسطحة المنازل بإطلاق عشرات قنابل الغاز والصوت باتجاه المتظاهرين مما حال دون تقدمهم وأدى إلى وقوع الإصابات.
 
أثناء قيام قوات الإحتلال بقمع المظاهرة صادف مرور جنازة إلى المقبرة الإسلامية القريبة ففتح المتظاهرون الطريق لإتاحة المجال للجنازة بالمرور الآمن غير أن جنود الإحتلال ورغم ادراكهم لوجود الجنازة إلا أنهم استمروا بالقاء قنابل الغاز والصوت وضخ المياه القذرة باتجاه المشاركين في الجنازة أيضا.

 عرف من بين المصابين إضافة إلى عضو الكنيست بركة منسق لجنة الدفاع عن الخليل هشام شرباتي وعضو المجلس الوطني محمد أمين الجعبري وسيدة من تل الرميدة تبلغ من العمر نحو 65 عاما والشابين كفاح فهمي شاهين 16 عاما الذي أصيب جراء استنشاقه للغاز ورامي محمود عطاونة 33 عاما والذي جرح في يده بقنبلة صوت.  كما تم اعتقال الناشط في حركة ترابط أوري جرتس.  

"يعيش في مدينة الخليل قرابة مائتي ألف فلسطيني اليوم، فيما يحتل قلب المدينة تقريبا 400 مستعمرا و200 طالبا صهيونيا من طلاب المدرسة الدينية في ست بؤر استعمارية تقع على امتداد شارع الشهداء، وغالبية هؤلاء متورطون في اعتداءات وأعمال تنكيل بحق سكان مدينة الخليل عموما، وسكان المناطق المحيطة بالبؤر الاستعمارية خصوصا والذين أصبحت حياتهم محفوفة بالخطر" وذلك حسبما قال الناشط في لجنة الدفاع عن الخليل هشام الشرباتي. 

واستنادا الى الناشط في الحملة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري لؤي عطاونة: فان اعتداءات المستعمرين تشمل رجم البيوت والمارة الفلسطينيين بالحجارة، وإعاقة الحركة من والى البيوت والأحياء القريبة من البؤر الاستعمارية، توجيه الألفاظ النابية للسكان وشتمهم، والسخرية من معتقداتهم الدينية الإسلامية والمسيحية، ومن الرسول محمد عليه السلام الذي ينعتونه بالخنزير باللغتين العبرية والعربية،  قطع الأشجار، وتدمير الممتلكات.

 عضو الكنيست محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة قال إن هناك رائحة كراهية وعنصرية تزكم الأنوف تفوح من بؤر الإستيطان في المدينة، وأشار بركة الى الاعتداءات التي يمارسها المستوطنون على سكان الخليل الفلسطينيون بحماية قوات الإحتلال في الوقت التي يتشدق فيه قادة إسرائيل بالحديث الكاذب عن السلام.   

وقال رجا غبارية من حركة أبناء البلد أن الإحتلال يدعي رغبته في السلام في الوقت الذي يقوم فيه بتقطيع أوصال الأرض الفلسطينية بالإستمرار في بناء المستوطنات الأمر الذي يحول دون قيام دولة فلسطينية حقيقية ذات سيادة، اغبارية قال إن غرادة الشعب الفلسطيني ونضاله المتواصل سوف تقتلع كل المستوطنات وتجسد التحرر الوطني.

 الناشطة من حركة ترابط جهينه صيفي والتي شارك نشطاؤها بشكل لافت في المظاهرة قالت "هذا النضال مرتبط بمستقبل الوجود الفلسطيني في الخليل خصوصا، والوجود الفلسطيني عموما في البلاد، وبالتالي الأهمية الكبرى لأن يكون لنا دور مؤثر في قيادة هذا النضال كفلسطينيين. وأضافت الصيفي: هذا واجب بل حق كل حر ومدافع عن الحريات والكرامة أن يناضل على جميع الأصعدة من أجل انهاء الاحتلال وإعادة الحقوق لأصحابها وبالتالي النموذج النضالي لأهلنا في مدينة الخليل هو نموذج للنضال الفلسطيني في كل مكان، من أجل تحرير الأرض والانسان."
 
أما عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني عفاف غطاشة فقالت إن قوات الاحتلال وفي مخالفة لالتزامات دولة الاحتلال التي نصت عليها اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين تحت الاحتلال لا تقوم بعمل شيء لوقف اعتداءات المستعمرين، أو التحقيق مع منفذي الاعتداءات منهم، رغم وقوع معظم هذه الاعتداءات تحت سمع وأعين هذه القوات وتقديم الفلسطينيون شكاوى للشرطة الإسرائيلية.  

منذ 18 عاما قام المستوطن المتطرف باروخ جولدشتاين بجريمته المتمثلة بقتل 29 مصلي فلسطيني في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، بعد ذلك قامت سلطات الإحتلال بمعاقبة سكان الخليل الفلسطينيين بفرض إغلاق للشوارع والمحلات التجارية في قلب المدينة.

 احتلال إسرائيل لمدينة الخليل عام 1967 اعتبرته المؤسسة الصهيونية عودة إلى ما أسمته مدينة الأجداد، في إشارة إلى علاقة النبي إبراهيم بالمدينة، ومنذ أوائل أيام الاحتلال كان استعمار المدينة هدفا لدولة الاحتلال.
 
في ضوء استمرار إغلاق شارع الشهداء شريان الحياة الأهم في الخليل والعديد من الشوارع الأخرى وسط المدينة, هنالك ضرورة ملحة لإعلاء الصوت رفضا لهذه الممارسات العنصرية التي تمس بتفاصيل الحياة اليومية للسكان الفلسطينيين في الخليل والنضال من أجل انهاء هذه الممارسات ودحر الاحتلال.

إن ممارسات قوات الاحتلال في مدينة الخليل هي شكل من أشكال الإستعمار العنصري، حيث أن ممارسات قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في الخليل من أجل توفيرالأمن للمستعمرين خلال اعتداءاتهم على السكان الفلسطينيون يشكل رعاية للإرهاب، لذا فإن النضال ضد هذه الممارسات هو نضال من أجل الحرية والكرامة ونضال من أجل القيم الإنسانية عموما.
         

 إن وجود قوات الإحتلال والمستعمرين في مدينة الخليل هو وجود غير قانوني آن أوان زواله ليس من مدينة الخليل فقط وإنما من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967، حتى يتمتع الفلسطينيون بحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة  على أرضهم.



التعليقات