سرايا : ما يتعرض له مبارك نذالة من الكثيرين الذين لمعوا فى عهده

سرايا : ما يتعرض له مبارك نذالة من الكثيرين الذين لمعوا فى عهده
القاهرة ــ دنيا الوطن ــ إبراهيم حشاد :
أكد الكاتب الصحفي أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام السابق أن الرئيس مبارك كان يمكنه اللجوء لأي دولة أوروبية ، لكنه أصر على البقاء في مصر، وطلب من ابنه جمال العودة من لندن أيام الثورة، واصفا ما يقال عن امتلاكه 40 مليار دولار بأنه مجرد فبركة، وكشف الكثير من الأمور الغامضة في علاقته بالرئيس السابق خاصة فيما يتعلق بمن سيكتب مذكراته ، حيث أكد أن مبارك لا يسند مهمة كتابة مذكراته لأي صحفي وأعتقد ان اللي هيكتبها واحد من أسرته ، وخاصة إني سألت الرئيس السابق في احدي المرات عن مذكراته، فأجابني بأنه سجل بالفعل جزءا منها وجمال مبارك كان يسجل له.
وقال سرايا انه لم يحدث مبارك من بعد التنحي، والرئيس هو من كان يتصل بنا، وفي الأهرام لدينا تليفون خاص يصلنا بالرئاسة، لكن التليفون انقطع بعد التنحي، وأنا لا أقحم نفسي نتيجة للظرف التاريخي فالرئيس في المحاكمة والاتصال عملية غير سهلة، ولكن لدي أصدقاء اعرف منهم الأخبار.
وحول عدم رد أسرة مبارك علي الاتهامات الموجهة لها.. قال سرايا : لا أعلم، وكل ما أعرفه هو أن مبارك وافق علي المحاكمة، وكانت أمامه كل الفرص ليكون خارج مصر، أمريكا وعدد من الدول الأوربية منحوه فيزا لجوء سياسي لكنه رفض، والسعودية والإمارات عرضوا عليه الإقامة، بالإضافة إلى أن ابنه جمال كان خارج مصر في لندن في بداية الثورة، ومبارك طلب منه العودة لمصر، فمبارك لم يكن عليه حظر إقليمي أو عربي، وعلينا ألا نظلم الرجل لأنه أصبح في ذمة التاريخ، وكونه فضل يقعد في مصر تحسب له ولا تحسب عليه.
وحول انسحاب قوات الشرطة يوم 28 يناير.. هل يراها خيانة للرجل ؟
قال سرايا : لا اعتقد أن الدولة المصرية التي يصل عمرها تاريخيا إلى 5 الاف سنة.. ممكن يحصل فيها خيانة لدي مؤسساتها من هذا النوع، لكن الشرطة وقع عليها ظلم كبير بسبب الإجهاد، فالثورة كانت اكبر منها، وللأسف الشرطة دفعت ثمن الثورة وأخطاء الفترة الأخيرة من حكم مبارك.. الرئيس مبارك عندما وجد ان الشعب لا يريده، قرر ان يترك السلطة من اليوم الأول 28 يناير، ولكن أصحاب المصالح هم من كانوا وراء تأخر تنحي الرئيس.
وقال : من خلال معرفتي بشخصية مبارك، الرئيس لم يقبل الضغوط الخارجية خلال فترة حكمه، ولكن الضغط الوحيد عليه كان من داخل مصر، وغير صحيح أن مبارك كان حليفا لأمريكا ، فسياسته الخارجية كانت تراعي المصالح المصرية الصرفة، 30 سنة بدون حروب والأمن الداخلي كان مستتبا، فمبارك لم يوافق علي مطالب الغرب بالحرب علي العراق، لم يدخل في حروب خارجية سوي حرب الخليج لتحرير الكويت لتحقيق المصالح المصرية.
* هل كانت حرم الرئيس السابق تحكم مصر فعليا؟
يقول سرايا : كان لها آراء، لكنها لم تكن تحكم مصر، والحقيقة انه في السنوات الأخيرة لحكم مبارك كان الرئيس يتخفف من الحكم، والمحيطون به يلعبون بالحكم، فرئيس الوزراء وجمال مبارك ، ويوسف غالي مسكوا الاقتصاد، المخابرات ماسكة بعض الملفات، العادلي كان ماسك ملف الأمن، أما الجيش فكان له وضعه الخاص.
* هل يملك مبارك 40 مليار جنيه كما نشرت الوكالات الأجنبية؟
يقول سرايا : لا اعتقد انه يملك هذه الأرقام، وإلا كانت أجهزة المخابرات العالمية والمصرية توصلت إليها، فكل ما يقال عن مبارك من ناحية فلوسه دعاية وغير حقيقي، خاصة أني قرأت لسياسي أمريكي يقول إن مبارك يملك 300 مليون دولار ثم صرح بعدها أن الرقم يخص القذافي وليس مبارك.
* التوريث.. حقيقة أم أكذوبة؟
يقول سرايا : أنا سألت الرئيس ثلاث مرات من قبل عن التوريث، ونفي لي نفيا مطلقا أي تفكير في ذلك ، بأسانيد سياسية أن مصر دولة مؤسسات دولة فيها جيش قوي، ونخب سياسية وشعب، مش بلد عائلة ولا يصح نظامها أن يكون للتوريث، لكني ألوم مبارك انه أعطي الفرص لهم لأنه لم يعين نائب رئيس لوقت طويل.. وقد كان هناك تيار يحيط بالقصر الرئاسي وجمال مبارك، وكانوا يزينون ذلك لجمال، خاصة أن لهم مصالح أن يستمر النظام في شخص جمال بعد أبيه، ناس في الحزب والحكومة يعملون لتحقيق الهدف.
* أحد سكرتارية الرئيس صرح بانه كان يطبع تقريرين عن البلد واحدا للرئيس والآخر لجمال؟
يقول سرايا : معظم الناس اللي بيتكلموا الآن مع الصحافة، وادعوا أنهم سكرتارية الرئيس، لم أرهم طوال الفترة التي عملت بها، فقد قرأت أسماء ناس كثيرة جدا تدعي أنهم سكرتارية أو طباخون أو سائقون لكني لا اعرفهم، ربما كانوا موجودين في مرحلة سابقة وتركوا مناصبهم، وللأسف كلامهم غير دقيق، ويعبر عن نذالة لم تكن متوقعة منهم خاصة الذين لمعوا وتألقوا فى عهده ، وأعتقد أنهم عايزين يطلعوا في الإعلام فيخترعوا الأشياء المثيرة والجماهيرية ولكن التاريخ سيكشف الحقيقي من المزيف.. وللأسف، هناك ناس ألفت كتبا ومنهم كتاب كبار، لكنها قصص مختلقة لا تمت للحقيقة بصلة ليعملوا لكتبهم قيمة تاريخية، مثل قصة قتل مبارك للمهدي في السودان، إذ كان مبارك وقتها كان ضابطا طيارا ورئيس العمليات بالقوات الجوية فكيف سينفذ عملية مخباراتية وقتها، ولكن ما نراه اليوم مهانة يمكن أن يراه التاريخ شيئا آخر، تقييم الرؤساء لا يتم إلا بعد موتهم.
* وهل صحيح أن مبارك كان له يد في اغتيال السادات؟
يقول سرايا : خيال مريض، لان معني ذلك أن المؤسسة العسكرية تآمرت علي السادات وهذا غير صحيح، لأن المؤسسة العسكرية بعد 73 قررت أن تكون احترافية للدفاع عن مصر فقط، لا تقوم بانقلابات عسكرية ولا تتدخل في الشأن الداخلي.

التعليقات