موقع اسرائيلي:نجاح الأسد حاليا في وقف التمرد العربي يعتبر إنجاز إستراتيجي لموسكو وطهران

موقع اسرائيلي:نجاح الأسد حاليا في وقف التمرد العربي يعتبر إنجاز إستراتيجي لموسكو وطهران
دمشق - دنيا الوطن
بعد عشرة أشهر من إندلاع التمرد ضده، في الخامس عشر من مارس 2011، نجح الرئيس السوري بشار الأسد في إعادة السيطرة لنفسه ولجيشه على أنحاء سوريا، حيث تقهقر المتمردون إلى عدد من أحياء المدن والبلدات خاصة الواقعة شمالي سوريا، بينما تقوم قوات الجيش والقوات الأمنية الموالية للأسد بتطويقهم.

وفي صباح اليوم الإثنين 30/1 استكمل الجيش السوري عمليات تطهير الأحياء والقرى المحيطة بدمشق من المتمردين بعد أن بدأ يوم الأحد عملية شارك فيها 2000 جندي تحركوا بالدبابات والعربات المصفحة. وقُتل ما لا يقل عن ستة جنود سوريين حين مرت الآلية التي يستقلونها على عبوة ناسفة زرعت على الطريق قرب قرية صحنايا شرقي دمشق.

وعلى الرغم من أن دوائر المعارضة والجيش السوري الحر يواصلون الإدلاء بتقارير حول معارك ثقيلة في منطقة دمشق، خاصة حول المطار الدولي، هناك طبقا لمزاعمهم حيث أحبطوا محاولة زوجة الأسد وأبناءه للفرار من سوريا، غير أن مصادرنا العسكرية تقول أنه لا توجد أي معارك من هذا النوع، وأن عائلة الأسد لم تحاول أن تخرج من العاصمة السورية.

الأوصاف التي تتحدث عن معارك وأحداث لم تقع، والمبالغات حول أعداد القتلى نتيجة أعمال الجيش وقوات الأمن السورية، تدل فقط على الوضع الصعب الذي يواجهه المتمردون في سوريا وعجزهم عن إسقاط بشار الأسد. كما يعتبر هذا هو السبب الرئيسي وراء الإقتراح الغربي – العربي الموضوع حاليا أمام مجلس الأمن والذي ينص على أن يتنازل بشار الأسد عن السلطة في دمشق وينقلها لنائبه فاروق الشرع – هذا هو السبب وراء عدم وجود أي فرصة لتحقق هذا الأمر، ولكنه يدل على حجم الفشل الغربي – العربي في هذه المرحلة في التسبب في إسقاط السلطة في دمشق.  

وبعد عشرة أشهر من التظاهرات، المعارك، قمع المتظاهرين بوحشية، وقتلى وصل عددهم إلى 8000 وعشرات الآلاف من المصابين، وسط هذه الحالة تتزايد سيطرة الأسد على السلطة. وهناك على الأقل سبعة تداعيات للأوضاع التي تتطور في الشرق الأوسط والخليج الفارسي:

أولا: حتى الآن فشل الغرب والعرب في إسقاط الأسد وبذلك تفكيك محور إيران – دمشق – حزب الله. وحاليا هذا المحور تعزز بعد أن انضم العراق إليه.

ثانيا: يتعلق الأمر بانجاز إستراتيجي إيراني من الدرجة الأولى خاصة في الفترة التي تحاول فيها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج الفارسي، وعلى رأسها السعودية إظهار النظام في طهران على أنه نظام فاشل يئن تحت العقوبات المفروضة عليه.

 ثالثا: إستقرار نظام الأسد رفع التهديد الوجودي الذي كانت منظمة حزب الله تقف أمامه وإحتمال عزلتها في لبنان. والآن نجح الأسد في السيطرة على معظم أرجاء سوريا وسوف يحصل حزب الله مجددا على الثقة الذاتية التي فقدها بسبب الأحداث في سوريا، وسوف تتعزز علاقاته مجددا مع كل من طهران، دمشق، بغداد، وبذلك ستعمل المنظمة اللبنانية من جديد على تعزيز وضعها داخل لبنان.
 
رابعا: الأبعاد الكبيرة للفشل العربي – الإسلامي في معالجة الوضع في سوريا تضع صعوبات أمام إمكانية تقدير التداعيات الفورية لهذا الفشل على السعودية، تركيا، والفلسطينيين. السعودية وقطر اللتان أيدت أجهزتهما الإستخباراتية بالمال والسلاح المتمردين السوريين لم تنجحا في مواجهة الأجهزة العسكرية والإستخباراتية السورية أو حتى مع المساعدات المضادة التي أتت من إيران وتم وضعها تحت سيطرة الأسد.

 جامعة الدول العربية التي حاولت للمرة الأولى التدخل في التمرد العربي من خلال إرسال وفد مراقبين كان عليهم السيطرة على الوضع في سوريا، بدت على أنها عاجزة ولا تمتلك قدرات على "الفعل"، واضطرت للتدقيق في كيفية تفكك عمل المراقبين ومغادرتهم – بل فرارهم من سوريا. تركيا أيضا، والتي أبدت في مستهل التمرد تأييدا للمتمردين ومكنت جيش سوريا الحر من العمل على أراضيها، قامت بتبريد تأييدها لهم بعد أن قررت أن مصالحها مع طهران أهم كثيرا من مصالحها مع دمشق نفسها.

 

خامسا: تعزز موقف موسكو وبيجين في الشرق الأوسط والخليج الفارسي بشكل قوي في مقابل وضع واشنطن. ونجحت موسكو من خلال صد أي نقاش أو قرار معادِِ لسوريا في مجلس الأمن أو من خلال المساعدة في إرسال قوة عسكرية بحرية – جوية روسية إلى سوريا و التوقيع على سلسلة من الإتفاقيات الإقتصادية والعسكرية الصينية مع دول الخليج، نجحت موسكو وبيجين في تهميش دور واشنطن من مركز منصة التمرد العربي التي سيطرت عليه منذ 2011 وقت التمرد العربي في مصر وليبيا.
 
سادسا: الإستقرار في نظام الأسد، على خلاف توقعات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي قال أن النظام السوري سيسقط في غضون أسابيع، يعزز الحلقة العسكرية – السياسية الإيرانية حول إسرائيل. وتقول مصادرنا العسكرية أنه ينبغي الالتفات لحقيقة أن الجيش السوري نجح في الأداء بصورة تنفيذية في وضعية حرب وطوال عام كامل، وبذلك نال المزيد من الخبرات في النقل السريع للقوات بأعداد كبيرة من جبهة واحدة إلى الأخرى. كما تعزز التعاون العسكري – التنفيذي – الإستخباراتي بين الجيش السوري، الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله بصورة كبيرة.  

سابعا: خطوات المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس والتي نبعت في الأساس من سياسة قادة حماس التي تقوم على الابتعاد عن سوريا وإيران سوف تتجمد مرة أخرى. حماس، من خلال الزيارة المرتقبة لرئيس حكومتها في غزة إسماعيل هنية إلى طهران في محاولة للتقارب من جديد، وهناك شكوك في أنها سوف تقطع علاقاتها مع سوريا.

ترجمة مركز شتات الاستراتيجي

التعليقات