ازمة بين الرباط ونواكشوط بعد اطلاق ابن الرئيس الموريتاني النار على صديقته المغربية

ازمة بين الرباط ونواكشوط بعد اطلاق ابن الرئيس الموريتاني النار على صديقته المغربية
غزة - دنيا الوطن
تذهب العلاقات المغربية الموريتانية نحو ازمة جديدة، تسبب بها ابن الرئيس الموريتاني الذي تقول تقارير انه اطلق النار على فتاة مغربية في ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي، في نواكشوط. وتقول المصادر المغربية ان السلطات الموريتانية تحاول تبرئة ابن الرئيس والقاء التهمة على مواطن مغربي مقيم في نواكشوط، فيما مصادر موريتانية تنفي اي محاولة للتدخل بالقضية.
واعتقلت السلطات الموريتانية يوم الاحد الماضي الشاب المغربي رشيد خطاب على خلفية اطلاق النار على الفتاة الموريتانية رجاء بنت اسياد. وتقول التقارير ان بدر نجل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز هو من اطلق عليها الرصاصة ونقلت بعدها لمستشفى بالعاصمة المغربية الرباط.
وأفادت مصادر أن المتهم كان مع صديقيه زين ورشيد يقود سيارته عندما صادف صديقته السابقة التي انضمت اليهم.
ونقلت مواقع على الانترنت عن المصادر قولها انه خلال الحديث أخرج بدر ولد عبد العزيز مسدسه ممازحاً لصديقته السابقة، وقال لها: ما هو رأيك لو أطلقت عليك رصاصة؟ فردت الفتاة بالقول 'أنا عربية أصيلة ولا يخيفني الرصاص'، وفجأة انطلقت الرصاصة فأصابت صدرها وسقطت على الأرض، فهرع إليها الشبان وكانت ما تزال على قيد الحياة، ونقلوها الى المستشفى. وعند ضابط المداومة روى نجل الرئيس تفاصيل الحادث مقرا بمسؤوليته الكاملة عنه.
وقال موقع 'لكم' ان المفوض محمد يحيى ولد سيدي يحيى أبدى رفضه لادارة الامن الجهوي في نواكشوط لمحاولات بعض المحققين إقناع كل من الشاب الموريتاني زين العابدين ولد الشافعي والمغربي رشيد الخطيب باتهام كل منهما الآخر بأنه من اطلق الرصاصة على الفتاة رجاء بنت اسياد.
ووفق رواية أمنية انتشرت في المغرب، فإن ولد سيدي يحيى أكد لرؤسائه أنه لن يقبل بغير الحقيقة التي أسفرت عنها التحقيقات، وهي أن بدر ولد عبد العزيز (ابن الرئيس الموريتاني)، هو من أطلق النار على الضحية رجاء بنت اسياد، وهو ما لا يزال بدر نفسه يؤكده ويرفض التراجع عنه، رغم محاولات ثنيه عن ذلك، كما ان المحققين يرفضون حتى الآن توقيع زين على محضره الذي يروي فيه قصة اطلاق النار على رجاء، ويرفض فيها اتهام الشاب المغربي رشيد. وتقول التقارير المغربية انه في الوقت الذي يعامل به الموريتاني زين ولد الشافعي والمغربي رشيد معاملة سيئة، بتعليمات من الادارة الجهوية للأمن الموريتاني، حيث ظروف النوم صعبة، كما يستعملان مرحاضا عاما بالغ القذارة، فإن بدر ابن الرئيس الموريتاني يتمتع بعناية بالغة، حيث صدرت تعليمات عليا لإخلاء مكتب يحتوي مكيفا ليتم فيه تركيب تلفزيون بلازما مربوط بالأقمار الصناعية وتوفير سرير ليقيم فيه ابن الرئيس الموريتاني بدر، الا ان مصادر موريتانية نفت ذلك وقالت ان بدر لا يحظى بأي معاملة خاصة.
ونقل عن والدة الفتاة رجاء بنت اسياد قولها إن ابنتها أبلغتها وهي على سريرها في المستشفى أن بدر هو من أطلق الرصاصة عليها، قبل أن يتم اعتقال صديقيه المغربي والموريتاني على خلفية الحادث المذكور.
وقد استأجرت السلطات في نواكشوط طائرة طبية خاصة تم استدعاؤها لنقل الفتاة من المستشفى الوطني إلى المغرب للعلاج هناك بعد تدهور حالتها الصحية.
كما بعث الرئيس الموريتاني رسالة إلى أسرة الإمام الشافعي عن طريق النائب البرلماني الخليل ولد الطيب يبلغهم فيها بقرب اطلاق سراح جميع المعتقلين؛ الأمر الذي يفهم منه ربط مصير الشابين المعتقلين بمصير الابن البكر للرئيس وهو ما رفضه أهل الشافعي.
واجريت للفتاة رجاء فحوصات المسح الضوئي الدقيق في المستشفى ولم يتم العثور على الرصاصة في جسدها، رغم الدلائل على أنها لم تخترقه، مما يتطلب، حسب مصدر طبي، إجراء فحوصات أكثر دقة. وتؤكد المصادر إصابة إحدى فقرات العمود الفقري السفلية مما أصابها بشلل نصفي في أطرافها السفلية الا أن حالتها مستقرة وفي تحسن.
وتؤكد المصادر أن السلطات الموريتانية اشترطت على المستشفى المغربي عدم الافصاح عن الحالة الصحية للفتاة والتكتم عليها، كما تم الإيعاز بذلك لذويها أيضا.
ويجري الحديث عن مساع للتوصل إلى حل توافقي بين ذوي الضحية وأسرة بدر ولد عبد العزيز، يتم بموجبه الإفراج عن بدر ولد عبد العزيز، وذلك بوساطة الدي ولد الزين وسيدي ولد الزين اللذين تم انتدابهما لذلك من طرف ولد عبد العزيز.
كما ان تعليمات صارمة صدرت عن إدارة المستشفى لإقصاء جميع الطلبة والدكاترة الموريتانيين العاملين في المستشفى وعزل الفتاة تماما عن أي زائر، وهو ما يعمل عليه شخصان يرافقان أم وأخت الفتاة، حيث قاما بعزل حالة رجاء عن الإعلام ومنع ذويها من الإلتقاء بالطلبة أو الدكاترة المقيمين بالمغرب، وكلف أحد مستشاري الرئيس الموريتاني طبيبا موريتانيا مقيما بالرباط للبحث عن منزل للإيجار، يبدو أنه سيكون مستقرا للفتاة ومرافقيها في الفترة المقبلة من مرحلة الاستشفاء.

التعليقات