"مهمشة" يمنية تتعرض للاغتصاب ويقتل أحد المدافعين عن حقوقها

"مهمشة" يمنية تتعرض للاغتصاب ويقتل أحد المدافعين عن حقوقها
غزة - دنيا الوطن
ترفضُ صفية خلعَ الخمارِ وكأنها تختبئُ من عارٍ يلاحقُها منذ أكثرَ من شهر، هي عاملةُ نظافةٍ وأمٌ لستةِ أطفال اغتصبَها أربعةُ أشخاص في الثلاثين من نوفمبر الماضي.

ولأنها تنتمي لفئةِ المهمَّشين مرت الحادثةُ ولم تحرِّكْ ساكناً عند المجتمعِ المحافظ ، تقول صفية أحمد " أني اشتغل وجاؤوا سحبوني .. وهم جاؤوا وأخذوني واغتصبوني خلوني اكنس الحوش واني ابكي والباب مطروق كملت اكنس قالوا لي اكنس البدروم مارضيت ادخلوا ضربوني واغتصبوني".

المهمَّشون فئةٌ يقدَّر عددُها بالملايين، يعيشون في بيوتٍ من الصفيح، ويمتهِنُ أغلبُهم العملَ في قطاعِ النظافة.

اغتصابُ صفية عمَّقَ من شعورِهم بالظلم، وجعلهم يُصرّون على البحثِ عن سبيلٍ لغسلِ ذاكرتِهم الغارقةِ في صورِ الامتهانِ من عارِ الاغتصاب.

نعمان الحذيفي رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين في اليمن علق بأن "ما يسمى بالاخدام هذه الشريحة أكثر ما تعاني منه هو التمييز الرسمي، تمييز من الدرجة الأولى، وبالتالي من الطبيعي ما حدث لصفية والى اليوم حتى الآن لم يتم إلقاء القبض على من قام بالجريمة".

جدرانُ التمييز تحاصِرُ أحلامَ المهمَّشين البسيطةَ في فضاءِ عدالةٍ اختزلتها قصةُ صفية، وبدلا من ملاحقةِ الجُناة تطورت الحادثةُ من اغتصابٍ إلى جريمةِ قتلٍ قضى فيها شابٌ برَصاص المغتصبين.

علي سالم أصيب بطلق ناري في احتجاج لمهمشين أمام المنزل الذي وقعت فيه حادثة الاغتصاب، "رحنا إلى البوابة عند باب البيت حق المغتصب وهو ضرب علينا رصاص اصبت في يدي ذراعي الأيمن، والمقتول قتل وأنا وهو، وصلت القضية رحنا كل مكان ولا أحد أفادنا بشيء".

المهمشون هم فئةٌ اجتماعيةٌ حكمَ المجتمعُ عليهم بالدونيةِ في ظروفٍ تاريخيةٍ معينة ولم تنجح التحولاتُ التي عرَفها اليمن في استنهاضِ واقعِهم إلى حالٍ أفضل، لكن لاعتباراتٍ اجتماعية لم تجدْ قضيةُ صفية الاهتمامَ القضائيَ والحقوقيَ المناسبَيْن، وربما ساهمت الأوضاعُ السياسيةُ التي تمرُّ بها البلادُ حاليا في تجاهلِ القضية.

التعليقات