مشاهد من انتخابات مصر !

مشاهد من انتخابات مصر !
غزة - دنيا الوطن
  * الطوابير كانت الظاهرة الأبرز في انتخابات أمس، مما أعاد إلى أذهان البعض مشاحنات طوابير الخبز، لكن المصريين أضافوا إلى هذا المشهد طعما آخر حرموا منه كثيرا وهو الحرية، فمنذ الساعات الأولى من صباح أمس تناسل هذا المشهد، واستمرت هذه الطوابير لساعات طويلة أمام اللجان في معظم المحافظات الـ9 التي تجرى بها المرحلة الأولى من الانتخابات، وعلى الرغم من مرور الوقت وتعطل البعض عن مصالحه وأشغاله وطول الطوابير تحت أمطار الشتاء الغزيرة في بعض المناطق.

* بجانب الطوابير الطويلة كانت السعادة هي المشهد المسيطر على اللجان ومراكز الاقتراع يوم أمس، فمنذ الصباح الباكر وقبل فتح لجان الانتخابات أبوابها اصطف آلاف من المصريين في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم في أول استحقاق برلماني منذ سقوط نظام الرئيس السابق، حسني مبارك، في شهر فبراير (شباط) الماضي، وهم يضحكون وسعداء بالتجربة الديمقراطية، بل إن في بعض اللجان الانتخابية في منطقة حلوان بجنوب القاهرة.

* أحد المشاهد الانتخابية التي لفتت نظر الكثيرين أيضا بالأمس هو ارتداء عدد كبير من الناخبين ملابس سوداء، وهو ما فسرته داليا رمضان (24 عاما) التي أدلت بصوتها في منطقة حدائق حلوان (جنوب القاهرة)، بقولها: «قررت أنا وصديقات لي ارتداء الملابس السوداء تلبية لدعوة أطلقتها صفحة (كلنا خالد سعيد) على موقع (فيس بوك) للتواصل الاجتماعي حدادا على شهداء الثورة المصرية، خصوصا شهداء الأحداث الأخيرة في شارع محمد محمود».

* مشهد آخر من مشاهد يوم الانتخابات المصرية الأول كان مشاركة رجال القوات المسلحة في تأمين عملية الاقتراع، وأشاد أغلب الناخبين بمساعدة ضباط الجيش لهم، وحملت الصور الوافدة من اللجان الانتخابية في مختلف المحافظات لقطات لرجال الجيش وهم يحملون سيدة مسنة إلى داخل لجنة التصويت، أو يفتحون ممرا للناخبين وسط مياه الأمطار.

* سماسرة الأصوات كانوا حاضرين أيضا في المشهد الانتخابي، وأبوا أن يغيبوا في أول انتخابات بعد الثورة، إذ ظهروا أمام بعض اللجان وهم يروجون لانتخاب بعض أعضاء الحزب الوطني (المنحل) الذين يخوضون الانتخابات، ولكن المشهد الأكثر تأثيرا ويدل على وعي المواطن المصري هو رفض عدد كبير من الناخبين الاستجابة لدعايتهم، الأمر الذي جعلهم يختفون بعدما كانوا يستخدمون «البلطجة» لإجبار الناخبين على التصويت لمرشحي «الوطني» في الانتخابات السابقة.

* في محافظة الإسكندرية، اتسمت طوابير الانتخابات بمظهر مميز خاص بها هو اصطحاب الناخبين للمظلات وارتداء الملابس الثقيلة لحمايتهم من الأمطار التي تهطل على المدينة المطلة على البحر المتوسط منذ يومين، وأحالت الكثير من شوارعها إلى برك للمياه، واحتمى الناخبون الذين اصطفوا خارج إحدى مدارس منطقة محرم بك بشريط طويل من النايلون، لوقايتهم من الأمطار التي لم تكف عن الهطول.

* مكبرات الصوت وعربات الدعاية أيضا حجزت لها مكانا وسط المشهد الانتخابي المزدحم، ومنذ الصباح الباكر أقلقت هذه المكبرات مضاجع أهالي الإسكندرية في مختلف المناطق عشية يوم الانتخابات، وظلت تردد الدعاية الانتخابية حتى ساعات متأخرة من الليل متمثلة في أغان مؤيدة لأغلب التيارات، وبخاصة التيار الديني، واستمرت إلى يوم الانتخابات.

* حرص الناخبون في بعض اللجان على تخصيص صفوف للمسنين، بينما في أخرى عانت السيدات المسنات من شدة الزحام والتخبط في التعرف على اللجان، واستغل ذلك بعض أنصار المرشحين في إرشادهن لاختيار أشخاص بأعينهم، وشاركت الكثيرات من الفتيات المحجبات من حزبي النور والحرية والعدالة في مساعدة الناخبات في التعرف على لجانهن الفرعية عن طريق أجهزة الكومبيوتر المحمولة.

التعليقات