اتفاق على توحيد "المجلس الوطني السوري" و"الجيش السوري الحر" جهودهما للإطاحة بالنظام

اتفاق على توحيد "المجلس الوطني السوري" و"الجيش السوري الحر" جهودهما للإطاحة بالنظام
غزة - دنيا الوطن
دخلت المعارضة السورية مرحلة جديدة أمس مع الإعلان عن توحيد «المجلس الوطني السوري» و«الجيش السوري الحر» جهودهما للإطاحة بالنظام، لأول مرة منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس (آذار) الماضي. وبالتزامن مع ارتفاع سقف التحرك العربي ضد النظام، قام وفد من المكتب التنفيذي والأمانة العامة للمجلس برئاسة برهان غليون بزيارة إلى «مخيم الضباط» في أنطاكيا (جنوب تركيا) وتم الاتفاق على تأليف لجنة مشتركة من الطرفين تنسق المواقف وتضع الضباط في «صورة الموقف السياسي» مقابل تعهد من «العسكر» بعدم «القيام بما يؤذي سلمية الثورة». وقال عضو الأمانة العامة للمجلس بشار الحراكي لـ«الشرق الأوسط» إن قيادة «الجيش الحر» أبلغت المجلس بأنها «ستكون داعمة للقرار السياسي ولن تخرج عنه». مشيرا إلى أن الاتفاق تم على «سلمية الثورة وضرورة الابتعاد عن عسكرة الثورة، وأن القصد من وجود الجيش هو حماية المتظاهرين السلميين وهو ما بادر الجيش الحر إليه». موضحا أن المجلس قدر لهم عاليا رفضهم إطلاق النار على المتظاهرين، معلنا عن «تعاون دائم بين الطرفين من خلال لجنة تنسيق مشتركة مؤلفة من 8 أعضاء من الجانبين»، موضحا أن «الجيش سيكون من خلال هذه اللجنة في صورة القرار السياسي، وقد تعهد بالعمل في خدمة هذا القرار»، لكن الحراكي رفض وصف الوضع القائم بأن الجيش الحر تحول إلى ذراع عسكرية للمجلس، قائلا إن «وضع المجلس والجيش لم يصل إلى هذه المرحلة، وتطورات المرحلة المقبلة تحدد أطر هذه العلاقة». وأوضح أن المجلس «يعتز بموقف الجيش الحر، وهو سيسعى إلى تأمين احتياجات الجيش ومتطلبات عناصره في تركيا والأردن ولبنان».

وشدد الحراكي على أن الاتفاق تم على «أن لا يتصرف الجيش الحر بما قد يسيء إلى سلمية الثورة»، موضحا أن أعضاء المجلس لمسوا بوضوح أن لدى قادة هذا الجيش وعيا سياسيا كبيرا. مشددا على أن «لا أطماع سياسية لديهم»، مشيرا إلى أنهم «أوضحوا بكل صراحة أن لا أطماع سياسية لديهم ولا نية في انقلابات ولن يكونوا جيشا مؤدلجا، كما أكدوا بعدهم عن الطائفية، وأن مشكلتهم هي مع النظام لا مع الطوائف، لأن من بينهم ضباط من طوائف مختلفة».

وفي حين كان قائد «الجيش السوري الحر» العميد رياض الأسعد يرفض في اتصال مع «الشرق الأوسط» تأكيد أو نفي خبر الاجتماع، أصدر المجلس الوطني بيانا قال فيه إن وفدا من المجلس التقى قيادة «الجيش الوطني الحر» برئاسة العقيد رياض الأسعد لـ«تعزيز آليات التواصل والتنسيق بين المجلس الوطني و(الجيش الحر) بما يشكل قوة دعم إضافية للثورة السورية».

وأكد غليون، وفقا لبيان المجلس، الاعتزاز بالضباط والجنود السوريين الذين انحازوا إلى صفوف شعبهم، وتقديمهم التضحيات لحماية المتظاهرين والمدنيين، مشيرا إلى «التزام المجلس بتوفير الوسائل التي تساعد الجيش الحر على أن يكون قوة داعمة للوحدة الوطنية وسياجا لحماية سوريا من النظام وخططه الرامية لتفتيت وحدة الوطن والشعب».

ونقل البيان عن العقيد رياض الأسعد أن «الجيش الحر» يدعم المجلس الوطني السوري ويعتبره الإطار الوطني الجامع للسوريين وأنه ملتزم بأهدافه وبرنامجه السياسي القائم على سلمية الثورة، ويؤكد أن هدفه الأساسي يتمثل في توفير الحماية للسوريين الذين يتظاهرون سلميا، ورفض الانجرار إلى أي نزاع داخلي أو صدام مسلح وفق ما يخطط له النظام.

وقد اتفق وفدا المجلس الوطني والجيش الحر على تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين تعنى بالتنسيق في مسائل الحراك الميداني والإغاثة والإعلام والعلاقات السياسية، على أن تباشر اللجنة عملها على الفور، ومن المقرر أن يعقد الطرفان لقاءات دورية بهدف تعزيز الرؤى السياسية المشتركة.

التعليقات