د. أحمد ثابت أمين حزب الوسط بكفر الشيخ : لا توجد أغلبية صامته بعد اليوم فثورة 25 يناير كانت ثورة كل الناس

دنيا الوطن ــ خاص من ابراهيـــم حشـــاد :
أصبح حزب الوسط فى فترة زمنية قصيرة له تواجد مكثف فى الشارع المصرى من أسوان إلى الإسكندرية ، والمتابع لنشاط الحزب يلاحظ أن أعضائه يمثلون جميع فئات الشعب ، وأن القاسم المشترك بينهم هو الوعى بقضايا مصر ، وحسن تقدير الأمور .. وظهر ذلك واضحاً من خلال نشاط الحزب فى دسوق بعد اختيار د. أحمد ثابت استشاري الباطنة وابن دسوق ، أميناً للحزب بكفرالشيخ ، وكذلك مرشحاً للحزب بدائرة دسوق. وحرصاً من جريدة ( دسوق اليوم ) على القاء الضوء على الوضع السياسى بصورة أوضح ، دون تدخل منا كان لابد من أجراء حوارا لا تنقصه الصراحة مع الدكتور أحمد ثابت أبرز مرشحى حزب الوسط فى دسوق .. وحملنا تساؤلات رجل الشارع الدسوقى ووضعناها امامه ليجيب عليها .
وفى الواقع اكتشفنا بساطة ، وهدوء ، وثقة ، وتلقائية شديدة تعكس صدق الدكتور ثابت من خلال تعبيراته وأفكاره وآرائه عندما يتحدث عن قضايا امته ومستقبلها الذى يسعى للمساهمة فى صنعه لصالح الأجيال القادمة بشكل حقيقى وواقعى افتقدناه كثيراً فى العهد البائد ، ولأننا لسنا مع أو ضد ، نضع أمام القارئ فلسفة أحد أبرز مرشحى حزب الوسط للوقوف على أفكاره وأطروحاته للحكم عليها فدورنا يقتصر على نقل الصورة كما هى أمام قرائنا الأعزاء الذين نعتز بثقتهم .
× فى البداية قدم للقارئ نفسك ؟
* إسمى أحمد محمد ثابت استشارى أمراض الباطنة والكبد وأمين عام حزب الوسط بكفر الشيخ .. مواليد 10 سبتمبر 1960 (بعزبة ثابت – مجلس محلى شابة مركز دسوق ) ، الحالة الاجتماعية : متزوج ولدى خمسة أولاد .. وحالياً مقيم بعزبة ثابت ومدينة دسوق .. حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة جامعة الإسكندرية ، كما حصلت على الماجستير فى القلب والباطنة من جامعة الزقازيق.
× هل كان لكم دور فى العمل العام والسياسى من قبل ؟
* فى البداية أحب أن أوضح أن العمل السياسى جزء من العمل العام ، والسياسة عموماً مرتبطة بكل أنشطة حياتنا ، أما الانتماء الحزبى فهو جزء من النشاط السياسى .. وأعتقد أن العمل العام هو علاقة ترابط وتكامل وتوازن مع المجتمع ، و هذه العلاقة تظهر ملامح وأبعاد فى إعداد وتكوين الرجال وبناء الكوادر التنظيمية، وتزكية النفوس والأرواح.
وعبء ومسئولية العمل العام ، فى أنك تغرس فيمن حولك الألتزام فى حياتهم وسلوكياتهم وسائر شئونهم، بمجموعة من القيم والمواصفات الخاصة المؤدية إلى تحسين قدرات الشخص وتوظيف طاقته لخدمة الأسرة والمجتمع على أحسن وجه ممكن، هذا إلى جانب تأهيلهم علمياً وعملياً وتدريباً لما يسند اليهم من مهام لخدمة الوطن خاصة فى ظل الظروف الراهنة التى تمر بها بلادنا من تحولات نحو الأفضل، وكلما أحسنا العملية التربوية وأداء وظيفتها التكوينية والتأهيلية ، كلما انعكس ذلك على الأداء العملى إجادة وإتقاناً وإحساناً مما يحقق الأهداف المنشودة والوصول الى أفضل النتائج وبأقل الجهود وأدنى حد من السلبيات.. وبالتأكيد أن حزب الوسط يرى أننى قادرا على أداء تلك الرسالة بحكم دراساتى وثقافتى ومدى قدرتى على الثأثير فيمن حولى.
× كيف تقيم لنا خلفيتك السياسية ؟
* أولا أنا لم أنتمى من قبل لأى حزب سياسى .. ولكنى كنت محسوب على المعارضة حيث أنى كنت دائم النقد لممارسات الحكومات السابقة فى عهد مبارك ، وكنت أمارس دوراً مهنياً وإجتماعياً ، وآخر تلك الأنشطة ( ائتلاف أطباء 13 فبراير) الذى قمت بتكوينه مع مجموعة من زملائى الأطباء و كان لهذا الائتلاف دور كبير فى رفع المعاناة عن العاملين بوزارة الصحة ، والوقوف مع من يتعرض للظلم منهم .. وكذلك كان لى مشاركات فعالة فى بعض الأنشطة الاجتماعية الخيرية ، أما عن قناعاتى السياسية ، فأنا أرى أن مصر ينبغى أن تكون دولة مدنية ، الشعب فيها مصدر جميع السلطات ، والحرية فيها مطلقة لا يقيدها إلا القيم العامة للمجتمع.. حرية تراعى ثقافتنا وحضارتنا وهى الحرية المتفق عليها بين جميع المصريين بمختلف دياناتهم وآرائهم السياسية.. وخوضى الانتخابات نابع من تأثرى وتفاعلى مع المرحلة الجديدة التى يعيشها الوطن وضرورة ان نبنى ولا نخرب ، نعطى بسخاء ولا نأخذ ، نصنع مجدا لهذه البلد التى لعب بها حفنة من البشر لا ضمير لهم ولا ولاء أو انتماء لديهم ، لصوص نهبوا كل خيراتها طوال أكثر من ثلاثة عقود ورغم ذلك ظلت تلك البلد شامخة واقفة على قدميها تتحدى الجميع بتاريخها وأصالتها وعراقتها.
× كيف ترى ثورة يناير بإيجابياتها وسلبياتها؟
* اعتقد ان ثورة 25 يناير ايجابياتها كثيرة ومتعددة بالقياس الى سلبياتها التى جاءت كتوابع لثورة بلا قائد وهذا شيئ وارد ويمكن تداركه مع الايام بعودة الاستقرار .. فمن حقنا أن نفخر بثورة 25 يناير.. ومن حق أجيال حالية وقادمة سوف تولد أن تفخر بها ، ولأننا نعتز بكل ما قدمته الأجيال على مدى التاريخ والذي يقف شاهداً لهم ولعطائهم ولإنجازات ثوريه و حضارية تحققت على أرض مصر .
من حق شعب مصر أن يعود إلى مركز الفعل المحلى والعربى والاقليمى بل والعالمى ، فثورة يناير كانت وستظل ، ثورة تحرر ، وهى ملهمة لكل شعوب الأرض وداعمة لقضايا وطننا العربى بغير مواربة ، وهى ثورة الشعب الحر الذى رفض نظام حكم متعفن كئيب ، ورفض كل السياسات والإجراءات والمفاهيم والأفكار التى قادت الى إنهاك شعب مصر وإضعاف الدولة المصرية على أيدى فاسدين وديكتاتوريين ومجرمين.
ولأننا نؤمن بأن هذه الثورة ، انتصرت لخيار الخبز والحرية معا .. وهو خيارنا، فبدون الخبز تغيب العدالة والحرية.. وبدونهما تغيب الكرامة.. كرامة الناس وكرامة الوطن ويغيب معها الأمان للاثنين معا.. وأنا أرى أن تحقيق العدالة ركن أصيل فى أى تحول ديمقراطى ، ولا يستقيم التحرر سياسيا دون تأكيد الحقوق الأقتصادية والأجتماعية بالعدالة والحرية الاجتماعية وتوزيع ثمار التنمية والثروة بشكل عادل.
وأنا أؤمن إيمانا شديدا بعدم وجود أغلبية صامته.. فثورة الوطن الآن هى ثورة كل الناس ، ثورة شعبية بامتياز، فهى ليست ملك حزب بعينة أو حركة أو تيار ، قادها شباب نفخر بهم ولكنها تحولت ثورة شعبية بإلتحام كل طوائف المجتمع بها ومعها دون أى إنكار.
× حدثنا عن دورك وإسهاماتك فى ثورة 25 يناير ؟
* عندما نتحدث عن الثورة لابد فى البداية أن نوجه التحية لأرواح شهداءها والمصابين والمفقودين .. وشباب مصر الواعى الذى قاد الثورة وتبعه باقى الشعب ، وأصارحك القول أننى لست من قادة الثورة ، ولا محركيها ، ولا زعماءها ، ولكنى شاركت فيها كملايين المصريين الذين شاركوا في أحداثها.. فمنذ يوم 25 يناير وأنا أشارك في المظاهرات حيث كنت فى الإسكندرية ، وبعدها عدت لمدينة دسوق ، وشاهدت الغياب الأمنى التام مما دفعنى لان العب دورا بارزا فى عمل اللجان الشعبية ، وقدمت لها الدعم بكل الصور .. كما أنى ذهبت عدة مرات لميدان التحرير ولكن بشكل متقطع ، وكل هذه الأمور مصدر فخر بالنسبة لى ولكنى لا أحمد عليها لأن هذا واجبى نحو وطنى وكل ما قدمته وأقدمه لا يساوي شيئاً أمام أرواح الشهداء ودماء المصابين وهلع أهالى المفقودين على ذويهم.
× هل تخوض انتخابات مجلس الشعب لتحقيق مجد سياسى أو مكاسب لك ولأسرتك ؟
* النجاح المهنى لى ولأسرتى لم يأتى من فراغ ولكنه جاء بفضل الله عز وجل ثم جهدنا واجتهادنا وحبنا لعملنا .. فأنا فلاح مثل ملايين الفلاحين بمصر وهذا شرف لى .. واعتقد اننى لا ابغى نجاحا او تميزا يضاف لشخصى بقدر حرصى على المشاركة فى المرحلة الجديدة ، فهذا دورنا لنمهد الارض لابناءنا لحصد الرفاهية والنجاح فى وطن كان منهوبا سنوات طويلة غاب عنها الشرفاء ولم يعد هناك صوتا غير صوت الانتهازيين وأصحاب المصالح والباحثين عن شهرة ومجد زائف.. وقد ترددت كثيرا فى خوض الانتخابات ولكن إذا ابتعدت للحفاظ على نجاحى المهنى فى عملي الذى يأخذ منى الوقت الكثير وابتعد أيضا غيرى فمن يصنع مستقبل هذا الوطن ؟
أننا فى مرحلة بناء مصر الحديثة لابد من تكاتف جهود كل المخلصين لخدمة هذا الوطن.. فالبرلمان القادم سيكون عليه دوراً كبيراً فى تاريخ مصر الحديث حيث سيضع أساس لدولة مصر الجديدة الديمقراطية.
وهناك أسباب أخرى جوهرية تدفعنى بشدة لخوض الانتخابات فمن خلال عملى لمست انتشار الأمراض الخطيرة بين أبناء الشعب المصرى وخاصة الفلاحين ، وكذلك انحدار مستوى التعليم ، وعدم وجود عدالة اجتماعية بأى صورة من الصور .. فانا أخوض تلك التجربة ببرنامج واضح ومحدد ينهض بالمستوى الصحى والتعليمى للمواطن المصرى قبل أي شىء بحيث يعالج المصرى ببطاقته الشخصية فقط فى أى مكان داخل مصر، وأن يتلقى الأبناء مستوى تعليمى مناسب .. أملى فى البرلمان القادم عقد اجتماعى جديد يحقق العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة بين جميع المصريين من أجل حاضر أفضل ومستقبل مشرق للأبناء والأحفاد .
× لماذا اخترتم حزب الوسط دون غيره كى تنتمى له ؟
* كما أوضحت لك من قبل ، لم يكن لى أى انتماء حزبى ولكنى عندما قررت خوض المعركة الانتخابية وممارسة العمل السياسى قمت بالاطلاع على برامج الأحزاب الموجودة فوجدت ضالتى فى الوسط حيث أنه يمثل التيار المصرى العام ويحمل القيم الوسطية المعتدلة التي تناسب جميع المصريين بكل دياناتهم مصري .. مسلم ، مسيحي ، يهودي .. رجل ، امرأة ، شاب ، شيخ ، طفل .. رأيت في برنامج الوسط كل مايريد الإنسان المصرى لنهضة هذا الوطن .. كما التقى رأيى مع رأى الوسط فى إضافة بُعد أخلاقى للعمل السياسى ، والاهتمام بالبعد الأخلاقى فى العملية التعليمية والرعاية الشاملة الصحية لكل فئات المجتمع وتشجيع الشباب وتفعيل دور المرأة ، ومراعاة كل أبعاد المجتمع المصرى الثقافية (الفرعونية – القبطية – النوبية – الإسلامية) ومزجها معاً بالقيم المشتركة بينها فى مزيج مصرى خالص بحيث تتوحد جميعاً فى شخصية واحدة اسمها مصر وكذلك قيادات الحزب والشخصيات صاحبة التاريخ المشرف أمثال المهندس أبو العلا ماضى ، ومحمد السمان ، والمستشار عصام سلطان .. والمفكرين المنظرين للحزب د محمد سليم العوا ، و د. عبد الوهاب المسيري ، وفهمى هويدى ، وعلى رأسهم د يوسف القرضاوى والشيخ محمد الغزالى وكذلك الآليات التنظيمية للوسط والتى تُراعى الكفاءة وتحترم الخبرات فكل مصرى له مكانه المناسب فى الوسط والأمانات تعمل بفاعلية من الإعلام والعضوية والتثقيف والمهنيين( فلاحون – أطباء – معلمون – مهندسون – عمال – أساتذة جامعة- أزهريون) فلا تمييز إلا بالكفاءة والعطاء .
أحسست أن حزب الوسط منى وأنا منه ، ولم أتردد وانضممت للوسط لصالح هذا الوطن الحبيب.
× يتردد بقوة أن حزب الوسط هو الابن الثانى لجماعة الإخوان بل هو أول تجربة سياسية لهم فما علاقة حزب الوسط بالإخوان المسلمين كجماعة وحزب الحرية والعدالة كحزب ؟
* أؤكد لك وبشكل واضح ومحدد أنه لا توجد أى علاقات تنظيمية تربط بين حزب الوسط وجماعة الإخوان المسلمين ، فالوسط حزب سياسي والإخوان جماعة دينية دعوية.
وحزب الحرية والعدالة هو حزب جديد أسس منذ أسابيع أما حزب الوسط فقد أسس منذ عام 1996 فمن المنطقى أن تسأل الأحدث عن الأقدم يعنى أسأل حزب الحرية والعدالة عن حزب الوسط وليس العكس ، ولكن أود أن أوضح لك أمرين هامين هما أن جماعة الإخوان المسلمين وإن كانت تربطنى صداقات شخصية وعلاقات مهنية ببعض أفرادها إلا أنى أعترض تماماً عن الأداء السياسى لها ، فمثلاً عندما أرادوا خوض الانتخابات رفعوا شعار( الإسلام هو الحل ) وهذا شعار رائع ولكنه عام حيث أنهم لم يقدموا آليات عمل لهذا الشعار أو برنامج معين يوضح كيف يكون تطبيق هذا الشعار على الأرض مما ترتب عليه كيل الاتهامات لهم بما ليس فيهم من خصومهم السياسيين، وكذلك التشويه الإعلامى لهم ، وحتى بعد تأسيس حزب الحرية والعدالة لاحظ العاملون بالسياسة ــ وأنا منهم ــ أن الهيكل التنظيمى للحزب لم يختلف كثيراً عن الجماعة فمن يقود الجماعة ليس بالضرورة أنه يصلح لقيادة حزب ، وكذلك عدم مشاركتهم في الفترة الأخيرة فى ميدان التحرير مع أن المطالب عليها إجماع وطنى !! مما أظهرهم وكأنهم لا هم لهم سوى إجراء الانتخابات بأى صورة .. وأخيراً خوضهم معركة لا أرى من ورائها طائل وهى معركة رفع شعار (الإسلام هو الحل) فى الانتخابات وكأن جميع المشاكل الخاصة بالعملية الانتخابية قد انتهت ، ولم يتبقى إلا هذا الأمر .. وللعلم ، أنا أرفض رفع أى شعارات دينية فى الحملات الانتخابية أو القيام بأى دعاية انتخابية داخل المساجد أو الكنائس لأن هذا يخالف القانون، ونحن نسعى أن تكون مصر دولة قانون ، فينبغى أن نحترم جميع القوانين ، والأمر الثانى أن حزب الوسط ، وأنا شخصياً لنا علاقات جيدة بجميع المصريين .. ففى دائرة دسوق لدى تواصل جيد مع جميع الأحزاب والتيارات السياسية والحركات الشبابية ونتعاون مع الجميع فى بعض الأنشطة التى فيها الصالح العام لبلدنا .. وحزب الوسط بدسوق يضم جميع فئات المجتمع المصرى من رجال ونساء وشباب وفتيات ومسيحيين ومسلمين ، لأنه حزب مصرى مدنى يسعى لإقامة دولة العدل والحرية والمساواة .

التعليقات