منى عمر: الصين لن تشارك فى بناء سدود على النيل تضر بمصالح مصر

القاهرة - دنيا الوطن
أكدت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية، أن الصين كحكومة ملتزمة بعدم المشاركة فى أى أعمال أو مشروعات على نهر النيل من شأنها الإضرار بمصالح مصر.

وأشارت السفيرة عمر فى لقاء مع عدد من المحررين الدبلوماسيين بمقر وزارة الخارجية اليوم الثلاثاء، إلى أن الحكومة الصينية حريصة على إقامة علاقات طيبة مع مصر، مؤكدة "ليس لدينا أى أشياء رسمية تثبت أن الحكومة الصينية ضالعة فى بناء أى سدود تمثل خطر على مصر".

وأضافت أن بعض الشركات الصينية الخاصة ربما تقوم بمثل هذه الأعمال بعيدا عن حكومة الدولة التى تحرص على توطيد علاقاتها معنا كما أننا على اتصال مستمر مع المسئولين الصينيين للتأكيد على حساسية هذا الموقف والذى يؤكد دائما التزامه بعدم المشاركة أو الدخول فى اى مشروعات من شانها الإضرار بمصر.

وقالت السفيرة عمر إن "أفريقيا بالنسبة للصين مثل الدجاجة التى تبيض ذهبا"، وذلك على خلفية تناول اللقاء لاهم نتائج الاجتماع الثامن لكبار المسئولين لمنتدى التعاون الصينى الافريقى الذى عقد فى الفترة من 26 إلى 30 أكتوبر فى مدينة هانجو جنوب شرقى الصين، مشيرة إلى أن الصين تنظر إلى أفريقيا باعتبارها أرضا بكرا تنعم بالكثير من الموارد الطبيعية والثروات المعدنية، وتحاول أن تدخل إليها من كافة المنافذ كما أن الكثير من الدول الأفريقية تسعى نحو التنمية والتقدم ونقل الخبرات وتكنولوجيا المعلومات وهى من أهم المجالات التى يركز عليها الجانب الافريقى فى تعاونه مع الصين.

وأوضحت السفيرة عمر أن مصر تقوم بدور محورى وريادى فى العلاقات الصينية الأفريقية كونها أحد الدعائم الرئيسية لإنشاء هذا المحفل الهام الخاص بالمنتدى الصينى الأفريقى، واستطاعت مصر تقريب وجهات النظر بين الجانبين فيما يتعلق بقبول مفوضية الاتحاد الافريقى فى عضوية المحفل على أن يتقرر فى الاجتماع الوزارى فى يوليو 2012 الدور الذى ستقوم به المفوضية، أيضا الاهتمام بأولويات القارة ونقل ما يمكن أن تقدمه الصين إلى أفريقيا وما يحتاجه الأفارقة من مشروعات واستثمارات من اجل الوصول إلى التنمية المنشودة وعلى رأسها المشروعات الإقليمية مثل الطرق والنقل لتسهيل التجارة البينية بين الدول الأفريقية إضافة إلى بناء القدرات الأفريقية الخاصة بالتدريب ونقل الخبرات وتكنولوجيا المعلومات.

وحول تأثر الاستثمارات الصينية فى أفريقيا بثورات الربيع العربى واحتمالات غزوها وسيطرتها على السوق الأفريقى أكدت مساعدة وزير الخارجية لأفريقيا على أن المستثمر الصينى فى حالة ترقب لما يجرى من أحداث، بما لا يمنع أهمية الاستفادة من الخبرة الصينية التى لا تضع شروطا مسبقة للتعاون وتفصل ما بين الاستثمار والسياسة، كما أنها تبدى استعدادا وتفهما كبيرا أن تعمل استثماراتها على خلق فرص عمل للأفارقة وتدريبهم بالشراكة مع رجال أعمال أفارقة لتحقيق عملية تواصل وتنمية مستدامة للدول التى تستثمر بها بناء على المصالح المشتركة.

وقالت عمر إن من مصلحة الصين الاستجابة للمطالب الأفريقية الخاصة بالعمالة والتدريب، وأن الجانب الصينى يسعى دائما إلى خلق حالة من التوازن ما بين ما يمكن أن يقدمه للقارة واحتياجاته منها. لافتة إلى أنه من دور الحكومات وضع ضوابط لدخول السلع الصينية التى تسيطر على الأسواق.


وحول اجتماع منتدى التعاون الصينى الأفريقى الأخير قالت السفيرة عمر إنه تم متابعة تنفيذ إعلان وخطة عمل المؤتمر الوزارى الرابع بشرم الشيخ 2009، والاستعدادات الصينية للمؤتمر القادم فى بكين 2012، مشيرة إلى أنه سبق الاجتماع تنسيق مشترك للجانبين المصرى والصينى من خلال الرئاسة المشتركة الصينية المصرية للمنتدى لافتة إلى نمو ملحوظ فى العلاقات الصينية الأفريقية، حيث زاد حجم التجارة من 91 مليار دولار عام 2009 إلى 114 مليار دولار عام 2011 كما قامت الصين بإلغاء 312 دينا لـ 35 دولة افريقية فى الفترة من 2000 إلى 2009 وأنشئت 6 مناطق اقتصادية فى 6 دول أفريقية من ضمنها مصر.

وأشارت السفيرة عمر إلى أنه من المقرر أن ينعقد الاجتماع الوزارى للصين أفريقيا فى يوليو 2012، بحيث تتولى جنوب أفريقيا الرئاسة خلفا لمصر التى نالت إشادة بدورها من كافة المشاركين الأفارقة والجانب الصينى.

التعليقات