سجل عمليات تبادل الأسرى بين العرب والكيان الصهيوني عربيّاً بدأتها مصر وفلسطينيّاً الجبهة الشعبية

غزة - دنيا الوطن
 بقلم : أوس داوود يعقوب*
في إطار المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والكيان الصهيوني ـ التي تضمنت الإفراج عن (1000) أسير، و(27) أسيرة، مقابل الإفراج عن الجندي الصهيوني (جلعاد شاليط) ـ عاد (477) أسيراً فلسطينياً من أصحاب الأحكام العالية، إلى كل من مناطق بالضفة الغربية، وقطاع غزة، وإلى مدينة القدس المحتلة، وإلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام الـ48، وإلى الجولان والأردن، إضافة إلى إبعاد أربعين من الأسرى المحررين إلى سوريا وتركيا وقطر. ومن المقرر إتمام المرحلة الثانية التي تتضمن الإفراج عن (550) أسيراً من أصحاب الأحكام الأقل خلال الشهرين القادمين.

وقد وصف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الصفقة بأنها «كانت هي الخيار الأفضل« وقال: «كانت باهظة الثمن وثقيلة».

أما فلسطينياً فقد وصفت هذه الصفقة بالتاريخية، بعد خمسة أعوام من المناورات والألاعيب الصهيونية والتفاوض مع عدو شرس، همجي، لم يهدأ لحظة عبر أجهزته الاستخباراتية (الشاباك والموساد وفرق المستعربين وغيرها)، ناهيك عن الاستعانة بمئات العملاء، من الوصول إلى الجندي المختطف من على ظهر دبابته خلال عملية على حدود قطاع غزة، من قبل عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية، في 25 حزيران (يونيو) عام 2006م.

ولاشك أن صفقة التبادل هذه ـ وهي الأولى التي تتم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ـ تظهر مدى زيف الأساطير التي تروى عن قوة وتفوق الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية، وتبرز كذلك مدى ضعف قوة الردع الصهيوني، حيث عجز قادة الجيش والأجهزة الاستخباراتية في الكيان الصهيوني من الوصول إلى (شاليط) ميتاً أو حياً، رغم الحرب الشرسة التي شنتها آلة القتل والإرهاب الصهيونية في سبيل ذلك؛ نهاية شهر كانون أول (ديسمبر) 2008م ـ كانون ثاني (يناير) 2009م ـ وهو ما أثار استغراب المراقبين الصهاينة في تل أبيب، والصهاينة من عصابات الأمن الوقائي في المقاطعة السوداء في رام الله، والصهاينة العرب وتحديداً أزلام نظام مبارك البائد، والقوى الاستعمارية الغربية والأمريكية على حد سواء؛ من قدرة القطاع الصغير المساحة، والخاضع تماماً لأجهزة الرقابة الصهيونية براً وبحراً وجواً، والمحاصر من كل الجهات، والمحروم من العمق الإستراتيجي، على الاحتفاظ بالجندي الصهيوني طوال مدة أسره.

وبإتمام صفقة «الوفاء للأحرار»، يضاف إلى سجل تبادل عمليات الأسرى في تاريخ الصراع الفلسطيني العربي ـ الصهيوني، البالغ عددها (35) صفقة، صفحة مشرقة كتبت بأيادٍ مخلصةٍ أمينةٍ على روح المقاومة، وعلى الصعيد الفلسطيني يمكن وصف هذه الصفقة؛ بالصفقة الأقوى في تاريخ صفقات التبادل بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني.

وباحتساب صفقة «الوفاء للأحرار» يكون عدد صفقات تبادل الأسرى التي تمت بين الدول العربية وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية من جهة وبين الكيان الصهيوني من جهة ثانية، بلغ (36) صفقة، منها عشرة صفقات جرت بين فصائل المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني، وهذا خلافاً لما ذكرته وكالات ومراكز الإعلام الفلسطينية والعربية ووكالات الأنباء العالمية، التي أفادت أن عدد الصفقات بلغ (38) صفقة، وهذا ما ذهب إليه أيضاً الباحث الفلسطيني المختص في شؤون الأسرى الأسير المحرر عبد الناصر فروانة في دراسته الشاملة والقيمة، والتي كانت خير عونٍ لي في عملية الرصد التي قمت بها هنا، وفيما يلي: عملية رصد دقيقة لتاريخ هذه الصفقات وتفاصيلها عربيّاً، وفلسطينيّاً:

§       صفقات التبادل بين الدول العربية والكيان الصهيوني:

(1)    - بعد حرب عام 1948م أجرت قيادة الكيان الصهيوني عمليات تبادل مع مصر والأردن وسوريا ولبنان، حيث كان في أيدي المصريين (156) جندياً صهيونياً، وفى أيدي الأردنيين (673) صهيونياً، ومع السوريين (48) صهيونياً، ومع لبنان (8) جنود صهاينة. أما جيش الاحتلال الصهيوني فكان يحتجز (1098 ) جندياً مصرياً، و(28) سعودياً، و(25) وسودانياً، و(24) يمنياً، و(17) أردنياً، و(36) لبنانياً، و(57) سورياً، و(5021) فلسطينياً.

 وقد نفذت حكومة (تل أبيب) عمليات التبادل مع كل دولة تحتجز جنودها على انفراد، فعقدت صفقة «الفالوجة» مع مصر بتاريخ 27 شباط (فبراير) 1949م، ومع لبنان في الفترة ما بين الثالث من آذار (مارس) والرابع نيسان (أبريل) 1949م، وكانت الصفقة الأخيرة مع سوريا بتاريخ 21 تمّوز (يوليو) من نفس العام.

(2)            -  في شهر كانون أول (ديسمبر) من عام 1954م أسرت القوات  السورية خمسة جنود صهاينة توجهوا إلى مرتفعات الجولان في مهمة خاصة، وقد انتحر أحدهم في سجنه بسوريا ويدعى (اورى ايلان). وفي 14 كانون ثاني (يناير) 1955م سلمت جثته للكيان الصهيوني، والأربعة الآخرون هم: (مائير موزس، يعقوب ليند، جاد كستلنس، مائير يعقوبى) وقد ارجعوا للكيان الصهيوني في 30 آذار (مارس) 1956م بعد أسرٍ دام 15 شهراً، مقابل الإفراج عن 41 أسيراً سورياً.

(3)    -  في 21 كانون أول (يناير) 1957م بدأت الصفقة الثالثة وانتهت بتاريخ 5 شباط (فبراير) 1957م، وأطلق بموجبها سراح (5500) مصرياً، تم أسرهم في عدوان عام 1956م، وقد ارجعوا إلى مصر مع جنود مصريين آخرين مقابل إفراج مصر عن أربعة جنود من جيش العدو كان الجيش المصري قد أسرهم أثناء العدوان.

 (4) -  في 21 كانون أول (ديسمبر) 1963م جرت عملية تبادل بين العدو الصهيوني وسوريا، تم بموجبها إطلاق سراح (11) جندياً ومدنياً صهيونياً مقابل تحرير (15) أسيراً سورياً.

 (5) -   في  حرب حزيران (يونيو) عام 1967م سقط بأيدي القوات العربية (15) جندياً صهيونياًً، منهم (11) بأيدي قوات الجيش المصري، بينهم ستة من عناصر من الوحدات الخاصة البحرية أسروا خلال هجومهم على ميناء الإسكندرية، وطياران، والبقية أعضاء في شبكة تجسس. إضافة إلى أسر جندي واحد بأيدي القوات السورية، واثنان بأيدي القوات العراقية، وواحد في أيدي القوات اللبنانية، بينما سقط في قبضة قوات العدو الصهيوني (4338) جندياً مصرياً بالإضافة إلى (899) مدنياً، و(533) جندياً أردنياً و366 مدنياً، و(367) جندياً سورياً و(205) مدنيين سوريين.

 وقد بدأت عملية التبادل في 15 حزيران (يونيو) 1967م وانتهت بتاريخ 23 كانون أول (يناير) 1968م، كما أفرج خلال عملية التبادل عن طيارين من القوات الجوية الصهيونية، وهما (يتسحاق جولان و وجدعون درور)، وقد وقعا في الأسر بعد أن قصفا مطار (H3) العسكري في غرب العراق، وأفرج الصهاينة مقابل ذلك عن (428) أردنياً.

وعلى الجانب السوري تم تحرير (572 ) سورياً مقابل طيار وجثث ثلاثة جنود صهاينة لقوا حتفهم.

(6) - في 2 نيسان (أبريل) 1968م جرت عملية تبادل مع الأردن، حيث أفرج الكيان الصهيوني عن (12) أسيراً، بينما سلمت الأردن جثة جندي صهيوني كان قد قتل في معركة الكرامة.

 (7) -  في بداية عام 1970م وقع بأيدي القوات المصرية 12 جندياً صهيونياً، ووقع ثلاثة آخرون بأيدي القوات السورية، وفي 16 آب (أغسطس)

1970م أرجعت مصر للكيان الصهيوني طياراً مصاباً.

وفي 29 آذار (مارس) 1971م أفرجت مصر عن جندي آخر مقابل الإفراج عن عدد محدود جداً من الجنود والمدنيين المصريين.

(8) - في أوائل شهر آذار (مارس) عام 1973م  جرت عملية تبادل مع سوريا، حيث أفرج الكيان الصهيوني عن خمسة ضباط سوريين كانت قد اختطفتهم من جنوب لبنان خلال مهمة استطلاع عسكرية، إضافة إلى المناضل المرحوم كمال كنج أبو صالح، عضو مجلس الشعب السوري سابقاً، مقابل إطلاق سراح أربعة طيارين صهاينة كانوا بحوزة القوات السورية.

(9) - 3 حزيران (يونيو) 1973م أفرجت سوريا عن ثلاثة طيارين صهاينة  وهم (جدعون ماجين، وبنحاس نحماني، وبوعاز ايتان) بعد أن احتجزوا لمدة ثلاث سنوات في الأسر، وأفرجت قيادة الكيان الصهيوني مقابلهم عن (46) أسيراً سورياً.

(10) - في حرب تشرين أول (أكتوبر) التحريرية عام 1973م، وقع بأيدي القوات المصرية ( 242 ) جندي صهيوني، وبأيدي القوات السورية (68( جندياً، من بينهم ثلاثة اسروا خلال فترة وقف إطلاق النار، ومع القوات اللبنانية (4) جنود، بينما وقع في أيدي جيش العدو الصهيوني (8372) جندياً ومواطناً مصرياً منهم (99) خلال وقف إطلاق النار، والغالبية الساحقة من الأسرى مواطنون مصريون أسرتهم قوات العدو عندما دخلت لشرقي القناة، حيث احتلت بعض القرى وحملت رجالها وشبابها أسرى من بيوتهم.

كما تم أسر (392) جندياً سورياً، و(13) جندياً عراقياً، و(6) جنود من القوات المغربية.

وقد تمت الصفقة مع مصر بين 15 و 22 تشرين ثاني (نوفمبر) 1973م حيث أطلقت مصر سراح (242) جندياً وضابطاً صهيونياً، مقابل أن أطلقت حكومة (تل أبيب) سراح ما تحتجز لديها من جنود وضباط مصريين.

(11) - مع سوريا تمت صفقة التبادل ما بين 1 و6 حزيران (يونيو) 1974م وفي هذه الصفقة أفرجت (تل أبيب) عن (392) سورياً، وستة مغاربة، وعشرة عراقيين، مقابل إطلاق سراح سوريا لـ (58) أسيراً صهيونياً.

(12) -  في آذار (مارس) 1974م أفرجت حكومة الاحتلال الصهيوني عن (65) أسيراً مصرياً وفلسطينيّاً، مقابل إطلاق سراح جاسوسين صهيونيين في مصر.

(13) -  في 4 نيسان (أبريل) 1975م أرجعت مصر للكيان الصهيوني جثث ورفات (39) جندياً صهيونياً، وأفرجت حكومة (تل أبيب) بالمقابل عن (92) أسيراً من سجونها.

(14) –  في 26 حزيران (يونيو) 1984م أعادت حكومة الاحتلال الصهيوني ثلاثة من جنودها هم: (جيل فوجيل، وارئيل ليبرمان، ويوناثان شلوم)، وخمس جثث لجنود آخرين، كانوا قد أسروا من قبل قوات الجيش السوري، مقابل الإفراج عن (291) جندياً سورياً، و(85) معتقلاً لبنانياً من المقاومة الوطنية اللبنانية، و(13) معتقلاً من أبناء الجولان السوري المحتل، معتقلين منذ العام 1973 (بشرط بقائهم في الجولان المحتل)، ورفات (74) جندياً سورياً.

(15) - في 11 أيلول (سبتمبر) 1985م  أفرجت حكومة (تل أبيب) عن (119) لبنانياً معتقلين في سجن «عتليت»، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين اللبنانيين المفرج عنهم منذ 4 حزيران (يونيو) 1985م إلى ( 1132) محرراً ، وذلك مقابل إطلاق سراح (39) رهينة أمريكية كانوا محتجزين على متن طائرة (بوينغ) أمريكية تابعة لشركة (تى دبليو إي) في حزيران (يونيو) من العام ذاته، احتجزتهم منظمة أطلقت على نفسها «الجهاد الإسلامي»، كما أفرجت ما تسمى «ميليشيا جيش لبنان الجنوبي» (المتعاونة مع العدو الصهيوني) عن (51) معتقلاً لبنانياً من سجن الخيام، وقامت حكومة الاحتلال أيضاً بتسليم رفات تسعة مقاتلين من حزب الله .

(16) - شهد العام 1991م عمليتي تبادل أسرى بين حزب الله وحكومة الاحتلال الصهيوني، الأولى: تمت في 21 كانون أول (يناير) 1991م، وأفرجت (تل أبيب) بموجبها عن (25) معتقلاً من معتقل «الخيام» بينهم امرأتان، والثانية: بتاريخ 21 أيلول (سبتمبر) 1991م حيث أفرج عن (51) معتقلاً من معتقل «الخيام» مقابل استعادتها لجثة جندي صهيوني كانت محتجزة لدى حزب الله. 

(17) - في 21 تشرين أول (أكتوبر) 1991م أفرجت حركة الجهاد الإسلامي عن أستاذ الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت) جيسى تيرتر)، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح (15) معتقلاً لبنانيّاً بينهم (14) من سجن الخيام.

(18) – في 21 تمّوز (يوليو) 1996م، أرجع حزب الله لحكومة الاحتلال رفات الجنديين الصهيونيين (يوسف بينيك  و رحاميم الشيخ)، في المقابل سلمت حكومة (تل أبيب) السلطات اللبنانية رفات (132) لبنانيّاً، استشهدوا في اشتباكات مع القوات الصهيونية. كما أطلق حزب الله سراح (17) جندياً من «جيش لبنان الجنوبي»، وأطلق الأخير سراح (45) معتقلاً من مجاهدي حزب الله  من معتقل «الخيام»، وقد تمت هذه العملية بوساطة ألمانية.

(19) - في عام 1997م جرت اتفاقية تبادل بين حكومة الاحتلال الصهيوني والحكومة الأردنية، أطلقت بموجبها الحكومة الأردنية سراح عملاء لجهاز (الموساد) الذين اعتقلتهم قوات الأمن الأردنية بعد محاولتهم الفاشلة في اغتيال الدكتور خالد مشعل ـ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فيما أطلقت حكومة الاحتلال سراح الشيخ المجاهد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، والذي كان معتقلاً في سجونها منذ العام 1989م، وكان يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة.

(20) - في 26 حزيران (يونيو) 1998م قامت سلطات الاحتلال الصهيوني بإعادة (40) جثة لشهداء لبنانيين، وإطلاق سراح (60) معتقلاً لبنانيّاً (منهم 10 معتقلين كانوا محتجزين في السجون الصهيونية في فلسطين المحتلة)، و(50) آخرين من معتقل «الخيام»)، وقد تم إخراج جثث (38) شهيداً من المقابر وجثتين من مشرحة «أبو كبير» إحداهما جثة الشهيد (هادى نصر الله) نجل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ، وبالمقابل سلم حزب الله رفات الرقيب (إيتامار إيليا) من الوحدة الخاصة في سلاح البحرية في القسم العسكري في مطار «اللد»، والذي قتل معه (11) ضابطاً وجندياً من وحدة البحرية الخاصة خلال مهمة خاصة في لبنان.

(21) - في العام 2003م أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عن رفات مجاهدين من حزب الله هما: ( عمار حسين حمود وغسان زعتر) ، مقابل السماح للوسيط الألماني بزيارة (العقيد إلحنان تانينباوم) المحتجز لدى منظمة حزب الله اللبنانية.

(22) -  في 29 كانون أول (يناير) 2004م تمت صفقة تبادل جديدة ما بين حزب الله وحكومة الاحتلال الصهيوني عبر الوسيط الألماني، أسفرت عن الإفراج عن (462) معتقلاً فلسطينيّاً، بينهم  (24) أسيراً لبنانيّاً، كان أشهرهم القيادي في حزب الله الشيخ عبد الكريم عبيد الذي اختطفه الصهاينة من لبنان في العام 1989م ومصطفى ديراني الذي اختطف في العام 1994م، و(6) أسرى عرب، كما أفرج خلالها عن المواطن الألماني ( ستيفان مارك)، الذي اتهمته سلطات الاحتلال بالانتماء لحزب الله، وأنه كان ينوي القيام بعملية ضد العدو الصهيوني، كما تم استعادت جثث تسعة وخمسين مواطناً لبنانياً، والكشف عن مصير أربعة وعشرين مفقوداً لبنانيّاً، وتسليم خرائط الألغام في جنوب لبنان وغرب البقاع.

كما أفرج بموجب هذه الصفقة عن (431) فلسطينيّاً من الضفة الغربية وقطاع غزة، غير أنه لم يتم تحرير أياً من أسرى المناطق التي احتلت عام 1948م، أو من أسرى القدس، وجميع من أفرج عنهم ( باستثناء 20 أسير) كانوا قد اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى، كما أن القائمة تضمنت (60) معتقلاً إدارياً والباقون هم ممن شارفت محكومياتهم على الانتهاء.

وبالمقابل أفرج حزب الله عن قائد في جيش الاحتلال يدعى (إلحنان تانينباوم) ورفات 3 جنود صهاينة، هم: (آدي أفيتام، و بيني أفراهام، و عمر سويد من الطائفةالدرزية)، وكان هؤلاء قد قتلوا في تشرين أول (أكتوبر) عام 2000م.

ومن الجدير وجدير بالذكر أن حكومة الاحتلال الصهيوني رفضت ـ آنذاك، إطلاق سراح الأسير اللبناني سمير القنطار، المعتقل منذ 22 نيسان (أبريل) عام 1979م، وربطت ذلك بمعرفة مصير الطيار الإسرائيلي (رون آراد)، الذي أسقطت طائرته عام 1986م.

(23) - في 5 كانون أول (ديسمبر) 2004م أفرجت الحكومة المصرية عن الجاسوس الصهيوني (عزام عزام)، بالمقابل أفرجت حكومة (تل أبيب) عن (6) طلاب مصريين كانوا معتقلين لديها، ووفقاً لهذه التفاهمات أيضاً أطلقت (تل أبيب) وفي 28 كانون أول (ديسمبر) من نفس العام، تم سراح (165) معتقلاً فلسطينيّاً كانوا قد اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى (باستثناء معتقل واحد كان قد أعتقل في العام 1999م)، منهم (52) معتقلاً كانوا معتقلين بسبب دخولهم الأراضي المحتلة عام 48 بدون تصريح عمل، والباقون من ذوي الأحكام الخفيفة وممن شارفت محكومياتهم على الانتهاء.

(24) - في 15 تشرين أول (أكتوبر) 2007م جرت عملية تبادل محدودة ما بين حزب الله  وحكومة الاحتلال الصهيوني، حيث استعادت بموجبها (تل أبيب) جثة أحد مواطنيها وتقول أنه مدني من (يهود الفلاشا)، يعمل صياداً، جرفته مياه البحر إلى الشواطئ اللبنانية ووصل لأيدي حزب الله، فيما استعاد حزب الله جثتي مجاهدين، هما: (محمد يوسف عسيلي، الشهير بـ«ذو الفقار»، ومحمد دمشقية)، اللذان استشهدا  خلال حرب تمّوز (يوليو) 2006م، وأفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عن المواطن اللبناني (حسن عقيل) الذي اعتقلته القوات الصهيونية تلك الحرب.

(25) -  في الثامن من يونيو 2008 « اسرائيل « تطلق سراح الأسير نسيم نسر وتعيده إلى لبنان بعد أن أمضى في السجن ستة سنوات أتهم فيها بالتجسس لصالح حزب الله، وبالمقابل حزب الله اللبناني أعاد لإسرائيل أشلاء لجثث تعود لأربعة جنود إسرائيليين قتلوا خلال حرب تموز عام 2006م ، وكانت تلك أشلاء داخل أكياس صغيرة ووضعت في النعش الذي نقل إلى الكيان الصهيوني.

وقدر آنذاك بأن هذه العملية هي مقدمة تمهيدية لصفقة تبادل كبرى ستتم بين حزب الله والكيان الصهيوني.

(26) – في 12 تمّوز (يوليو) 2006م تمكنت قوة تابعة لحزب الله من تنفيذ عملية نوعية أطلق عليها «الوعد الصادق» ، تم خلالها مهاجمة دورية عسكرية صهيونية، أسفرت عن قتل وجرح العديد من الجنود الصهاينة، وأسر خلالها جنديان، هما: (أيهود غولدفاسير، وإلداد ريجيف)، وفي العام 2008م تمت صفقة التبادل وأطلق بموجبها سراح عميد الأسرى العرب اللبناني سمير القنطار وثلاثة أسرى لبنانيين آخرين، كانوا قد اعتقلوا في حرب تمّوز (يوليو) 2006م، كما تم إعادة المئات من رفات الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين إضافة إلى إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين ، مقابل استعادة الكيان الصهيوني لرفات من قتلاه.

 

§                     صفقات التبادل بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني:

فلسطينيّاً تمت صفقات التبادل على النحو التالي:

(1)            - في 23 تمّوز (يوليو) 1968م، تمت أول صفقة تبادل بين الفلسطينيين وقيادة الكيان الصهيوني، وذلك بعد نجاح مقاتلين فلسطينيين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إحدى فصائل منظمة التحرير بقيادة المناضل يوسف الرضيع والمناضلة ليلى خالد باختطاف طائرة تابعة لشركة العال الصهيونية، والتي كانت متجهة من روما إلى تل أبيب، أجبرت على التوجه إلى الجزائر وبداخلها أكثر من مائة راكباً، وكانت أول طائرة صهيونية تختطف، محدثة بذلك نقلة نوعية جديدة في أساليب النضال الفلسطيني، وقد تم إبرام الصفقة مع قيادة العدو الصهيوني من خلال الصليب الأحمر الدولي وأفرج عن الركاب مقابل تحرير (37) أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام العالية من ضمنهم أسرى فلسطينيين كانوا قد أسروا قبل العام  1967م.

(2) -  في نهاية عام 1969م خطفت مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة المناضلة ليلى خالد طائرة العال الصهيونية، وكان مطالب الخاطفين الإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال، وقد حطت الطائرة في بريطانيا واستشهد المناضل الأممي (باتريك اورغويللو) بينما تم اعتقال ليلى خالد، بعدها تم اختطاف طائرة بريطانية من قبل مجموعة تتبع لنفس التنظيم وأجريت عملية تبادل أطلق بموجبها سراح المناضلة ليلى خالد.

(3) - في 28 كانون أول (يناير) 1971م جرت عملية تبادل أسير فلسطيني مقابل أسير صهيوني، حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحكومة الاحتلال الصهيوني، وقد أطلق بموجبها سراح الأسير محمود بكر حجازي مقابل إطلاق سراح الجندي (شموئيل فايز) والذي اختطفته حركة (فتح) في أواخر العام 1969م. وجدير بالذكر أن (حجازي) يعدّ أول أسير فلسطيني في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي انطلقت في الأول من كانون أول (يناير) 1965م، وقد اعتقل بعد ثمانية عشر يوماً من تاريخ الانطلاقة، وكان أول من وجه إليه تهمة الإنتماء لحركة (فتح)، وحكم عليه آنذاك بالإعدام، لكن الحكم لم ينفذ، وأجريت عملية التبادل في «رأس الناقورة» برعاية الصليب الأحمر، وتوجه بعدها حجازي إلى لبنان وعاد إلى غزة مع القوات الفلسطينية بعد اتفاقيات أوسلو المشؤومة عام 1994م.

(4) - في 14 آذار (مارس) 1979م جرت عملية تبادل «الليطاني» أو كما سميت «عملية النورس»  بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، والكيان الصهيوني، حيث أطلقت الجبهة سراح جندي صهيوني كانت قد أسرته في عملية «الليطاني» في 5 نيسان (أبريل) 1978م حينما تم مهاجمة شاحنة صهيونية في كمين قرب مدينة صور، غير بعيدٍ عن مخيم «الرشيدية» فقتل يومها أربعة جنود صهاينة وأسر جندي واحد من  قوات الاحتياط يدعى (براهام عمرام)، وأفرجت حكومة الاحتلال بالمقابل عن (76) معتقلاً من كافة فصائل الثورة الفلسطينية وكانوا في سجونها، من ضمنهم 12 فتاة فلسطينية، كانت منهن المناضلة الشهيرة (عفيفة حنا بنورة) من «بيت ساحور» التي توفيت قبل سنوات.

(5) - في 13 شباط (فبراير) 1980م أطلقت حكومة الاحتلال الصهيوني سراح المعتقل المناضل مهدي بسيسو (أبو علي) والمناضل وليام نصار، مقابل إطلاق سراح المواطنة الأردنية (أمينة داوود المفتي)، التي عملت جاسوسة لصالح جهاز الاستخبارات الصهيوني (الموساد)، والتي كانت محتجزة لدى حركة (فتح)، وقد تمت عملية التبادل في قبرص، تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر و(المفتي) من مواليد عام 1939م وهي تنتمي لأسرة شركسية مسلمة لكنها تهودت وتزوجت طياراً يهودياً في النمسا ورحلت معه للكيان الصهيوني، وتعدّ أشهر جاسوسة عربية عملت لصالح جهاز (الموساد).

(6) - في 23 تشرين ثاني (نوفمبر) 1983م تمت عملية تبادل جديدة مابين حكومة الاحتلال وحركة (فتح)، حيث أطلقت (تل أبيب) سراح جميع معتقلي أسرى في الجنوب اللبناني وعددهم (4700) معتقلاً فلسطينيّاً ولبنانيّاً، و(65) أسيراً من سجون الاحتلال الصهيوني مقابل إطلاق سراح ستة جنود صهاينة من قوات (الناحال) الخاصة أسروا في منطقة «بحمدون» في لبنان من قبل حركة (فتح)  في 4 أيلول (سبتمبر) 1982م وهم: (الياهو افوتفول، وداني جلبوع، ورافي حزان، وروبين كوهين، وابراهام مونتبليسكي، وآفي كورنفلد)، فيما أسرت الجبهة الشعبية - القيادة العامة جنديين آخرين.

(7) - في 20 أيار (مايو) 1985م أجرت حكومة العدو الصهيوني عملية تبادل مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، والتي سميت بـ «عملية الجليل»، وقد أطلقت حكومة (تل أبيب) بموجبها سراح (1155) أسيراً كانوا محتجزين في سجونها المختلفة، منهم (883) أسيراً كانوا  محتجزين في السجون المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، و(118) أسيراً كانوا قد خطفوا من معتقل «أنصار» في الجنوب اللبناني أثناء تبادل العام 1983م مع حركة فتح، و(154) معتقلاً كانوا قد نقلوا من «أنصار» إلى معتقل «عتليت» أثناء الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان مقابل ثلاثة جنود كانوا بقبضة الجبهة الشعبية وهم: (الرقيب أول حازي يشاي وهو يهودي من أصل عراقي وقد أُسر خلال معركة «السلطان يعقوب» في 11 حزيران (يونيو) 1982م حينما كان يقود إحدى الدبابات ضمن رتل من دبابات الجيش الصهيوني، فضلت دبابته طريقها، فأطلقت عليها مجموعة من الجبهة الشعبية - القيادة العامة قذائف الـ (آر .بي. جي)، مما أدى لإصابتها وبعدها شاهدوا جندياً يفر من داخلها فتمكنوا من أسره ونقله لمكان آخر، والجنديان الآخران هما: (يوسف عزون ونسيم شاليم)، أحدهما من يهودي هنغاري والآخر يهودي مصري، وقد أسرا في منطقة «بحمدون» بلبنان في 4 أيلول (سبتمبر) 1982م، مع ستة جنود آخرين كانوا بحوزة حركة (فتح). وقد أطلق سراحهم ضمن عملية تبادل للأسرى عام 1983م، حيث أن مجموعة فدائية مشتركة من حركة (فتح) ومن الجبهة الشعبية – القيادة العامة تمكنت من أسر ثمانية جنود صهاينة. وتعدّ عملية التبادل هذه أهم عملية تبادل شهدها الصراع الفلسطيني العربي ـ الصهيوني وأكثرها زخماً، وقد أنجزت وفقاً للشروط الفلسطينية  .

(8) – في 13 أيلول (سبتمبر) 1991م استلمت حكومة الاحتلال الصهيوني جثة الجندي (سمير أسعد ـ من الطائفة الدرزية) من «بيت جن»، والذي كانت تحتجزها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين منذ العام م1983، في مقابل سماح قيادة الكيان الصهيوني على عودة أحد مبعدي الجبهة، وهو النقابي علي عبد الله أبو هلال من بلدة «أبو ديس» والذي أبعدته سلطات الاحتلال في العام 1986م.

(9) – تعدُّ  صفقة «شريط الفيديو» التي جرت في الأول من تشرين أول (أكتوبر)

2009م والتي أطلق بموجبها سراح ( 20 أسيرة) مقابل حصول الكيان الصهيوني، على شريط فيديو يتضمن معلومات عن حالة جنديّه (جلعاد شاليط) المأسور في غزة، تعدُّ هذه الصفقة التاسعة في عداد صفقات التبادل فلسطينيّاً، ونرجو الله عز وجل أن لا تكون صفقة «الوفاء للأحرار» الأخيرة في سجل صراعنا المستمر مع العدو الصهيوني ـ إلى أن يتم لنا تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني، وتطهير أرض فلسطين التاريخية من دنس الصهاينة واليهود.

(10) – أخيراً صفقة «الوفاء للأحرار»، والتي تم بمقتضى الاتفاق مع العدو الصهيوني الإفراج عن (1027) أسيراً وأسيرة ـ تم يوم الثلاثاء، وفي مرحلة أولى ـ تحرير (477) منهم من ذوي المحكوميات العالية، ووفقاً لإحصائية مصدرها حكومة «تل أبيب» فإن العقوبات التي فرضتها سلطات الاحتلال الصهيونية على الأسرى الذين ستشملهم الصفقة تصل إلى ما مجموعه (883) حكماً مؤبداً و (4940) عاماً بالسجن.

وبالاستناد إلى القائمة الرسمية التي نشرتها سلطة سجون الاحتلال فقد أشارت الصحيفة العبرية «هآرتس» إلى أن (275) أسيراً من المنوي الإفراج عنهم صدرت ضدهم أحكام بالسجن المؤبد بمعدل (3.21) مؤبداً للأسير الواحد. وذكرت الصحيفة أن: «هناك (198) سجيناً آخر صدرت عليهم أحكام بالسجن بما معدله (24.9) عاماً إضافة إلى (3) معتقلين كانوا ينتظرون المحاكمة».

وأشارت «هآرتس» إلى أن من بين المعتقلين الذين يمضون أحكام أقل من السجن المؤبد فإن (27) أسيراً حكم عليهم بالسجن لمدة (30) عاماً أو أكثر، و(96) أسيراً حكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح ما بين (20 و 30) عاماً و (54) أسيراً حكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح ما بين (11 و 20) عاماً و (11)  أسيراً صدرت أحكام ضدهم اقل من (11) عاماً.


التعليقات