الناتو ينقل إلى تركيا تحذيرا إسرائيليا حربيا

الناتو ينقل إلى تركيا تحذيرا إسرائيليا حربيا
غزة - دنيا الوطن
نقل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قبل أسبوعين، تحذيرا إسرائيليا حربيا إلى تركيا، في أعقاب «تحركات حربية في البحر الأبيض المتوسط». وقالت مصادر إسرائيلية عسكرية، أمس، إن هناك تصرفات تركية تفتح الباب أمام خطر تدهور الوضع إلى حرب حقيقية بين البلدين. وكانت الصحف التركية قد أعلنت في نهاية الأسبوع، أن طائرات حربية إسرائيلية طارت على علو منخفض قرب المياه الإقليمية التركية، فوق السفن الحربية التركية التي تبحر قرب منطقة التنقيب عن الغاز. وأن هذه الطائرات هربت من المكان، قبل أن تصل إليها الطائرات التركية. ولكن مصادر إسرائيلية نفت ذلك تماما، أمس، وقالت إن ما جرى هو استفزاز تركي، حيث إن سفينة حربية تركية اقتربت كثيرا من المياه الإقليمية الإسرائيلية. وأضافت: «في مثل هذه الحالات وعندما تقترب سفن حربية صديقة إلى المياه الإقليمية، يتم إبلاغ الدولة المعنية وتنتهي الحكاية. ولكن في هذه المرة لم يخبر الأتراك شيئا، فاعتقدت إسرائيل أن تركيا تحاول فحص مدى اليقظة الإسرائيلية. فأقلعت إلى الجو طائرات إنذار إسرائيلية، فابتعدت السفينة التركية». وكشفت تلك المصادر أن إسرائيل تشعر بأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «يلعب بالنار»، وأنه «تجاوز الخيط الرفيع الفاصل بين التصعيد الكلامي والانزلاق إلى مواجهة عسكرية». وأشارت إلى أن الرجل الذي أدار بشهادة الجميع «معركة سياسية مخططة ومنظمة ضد إسرائيل، ووضع لها أهدافا واضحة، هذا الرجل بدأت عواطفه تقوده وأخذت العوامل النفسية تغلب المنطق لديه».

وكتب المحرر العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، أمس، عن «جملة تحركات عسكرية تركية استعراضية، بينها خروج قوة بحرية تركية في مهمة تنقيب، مقابل الشواطئ القبرصية وهي معززة بسفن حربية وغواصات وكأنها في مهمة عسكرية». كما كتب عن «زيادة وتيرة الحركة العسكرية التركية البحرية والجوية في البحر المتوسط، وعن تبجح وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أمام السفراء العرب في أنقرة، أن الطيران التركي أرغم أكثر من مرة طائرات إسرائيلية كانت على مقربة من الأجواء السورية على الفرار». ويضيف فيشمان: «إنه وبغض النظر، عما إذا كان الحديث يدور عن أنصاف حقائق أو مجرد فانتازيا، فالشيء الواضح هو أن اللهجة التركية قد انتقلت من الشتائم إلى ألاعيب الحرب، وأن أردوغان بدأ يلعب بالنار وفي وضع كهذا فإن المسافة الفاصلة بين شعور أحد الطيارين الأتراك أو الإسرائيليين بالتهديد والضغط على الزر الذي يطلق الصاروخ ليست بعيدة وأن المسافة بين التحرش والانفجار الإقليمي ليست بعيدة أيضا».

وانتقد المحرر السياسي في صحيفة «معاريف»، بن كاسبيت، السياسة الإسرائيلية قائلا إن «خيارات إسرائيل ليست كثيرة، وإن عليها أولا وآخرا أن تختار بين إسلام تركيا وإسلام إيران أو بين أردوغان وأحمدي نجاد»، اللذين يصفهما بـ«المهووسين». ويقول إن تركيا مفضلة على إيران، لأنها «دولة غربية تقريبا، نصف أوروبية، كوزموبوليتية، منفتحة على العالم الديمقراطي، عضو في الناتو، لا تدعو للقضاء على إسرائيل، لا تعمل على إنتاج أسلحة دمار شامل، وتعيش مع أمم العالم بسلام نسبي».

وأما الكاتب الصحافي إيتان هابر، محرر «يديعوت أحرونوت» الذي شغل منصب مدير عام ديوان رئيس الوزراء في زمن حكومة إسحق رابين، فيضيف إلى خسارة إسرائيل لأصدقائها في المنطقة، خسارة لأهم قيمة كانت تملكها، ألا وهي قوة الردع في مجالات متعددة وليست العسكرية فحسب، كما يقول.

ويشير إلى انقلاب المعادلة التي كانت قائمة، حيث أصبحت إسرائيل هي المرتدعة في مختلف هذه المجالات، سياسيا وقضائيا وعسكريا. وهو يذكر، لتأكيد نظريته، برسالة القاهرة الأخيرة التي ردعت إسرائيل عن التحرك العسكري ضد قطاع غزة، علما أن إسرائيل كانت قد خرجت في الماضي بحربين ضد لبنان وضد غزة دون أن تتلبد سماء القاهرة، ويذكر كذلك أن جنرالا إسرائيليا صاحب صولة في المعارك، لم يتمكن من الهبوط من الطائرة في لندن، عندما انتظره شرطيان في نقطة تفتيش الجوازات، مشيرا إلى أنه لم يخلق بعد في قمة القيادة السياسية والعسكرية، من هو على استعداد لامتحان قوة المحكمة الدولية في «لاهاي» وفي مجال الارتداع الاقتصادي يورد هابر، أن عشرات الشركات الإسرائيلية تخاف أن تفصح عن هويتها الإسرائيلية وتعمل وهي مجهولة الهوية.

ويقول هابر، إن هناك على مقربة من دمشق في سوريا أو على ضفاف الليطاني في لبنان أو في زقاقات رفح، هناك يستطيع أي كان أن يضغط على زر التشغيل، لتعرف إسرائيل أنها واقعة تحت هجمة صاروخية وعندها لا يؤثر على نتيجة الحرب كثيرا، تدمير كتيبة دبابات على الجبهة، لأن ما سيحسم الحرب هو الدمار والخراب الذي سيصيب العمق الإسرائيلي، ناهيك عن أن الجيوش من حولنا تمتلك السلاح الأميركي العصري، وأن الحرب القادمة ستكون طويلة وعلى أرضنا، يقول هابر.

التعليقات