الجزائر تطلب من أسرة القذافي عدم التواصل مع العقيد المخلوع ونجله سيف الإسلام

الجزائر تطلب من أسرة القذافي عدم التواصل مع العقيد المخلوع ونجله سيف الإسلام
غزة - دنيا الوطن
أبلغت الحكومة الجزائرية أفراد عائلة القذافي المقيمين بالجزائر، بأنهم مطالبون بـ«احترام واجباتهم كضيوف». وشددت على أن يمتنعوا عن إعطاء تصريحات للصحافة أو التواصل مع معمر القذافي وابنه سيف الإسلام. جاء ذلك في أعقاب تصريحات لعائشة القذافي، دعت فيها الليبيين إلى القتال بجانب والدها الذي وصفته بـ«البطل». وأفاد مصدر قريب من الحكومة لـ«الشرق الأوسط»، أن وزارة الخارجية طلبت مساء أول من أمس من أفراد أسرة القذافي، وهم زوجته الثانية صفية الفركاش وابنته عائشة ونجلاه محمد وهانيبال، الامتناع عن الإدلاء بتصريحات لأي وسيلة إعلامية، وعن التواصل مع معمر القذافي وسيف الإسلام (إن كانوا على اتصال بهما)، وعدم القيام بأي نشاط على صلة بما يجري في ليبيا حاليا. وأوضح المصدر أن ما سماه «التحذير» موجه أيضا لزوجتي نجلي القذافي وزوج ابنته الموجودين مع الأسرة في إقامة واحدة.

وتعكس هذه الممنوعات استياء بالغا عبرت عنه وزارة الخارجية ليلة أول من أمس، حيال تصريحات أطلقتها عائشة القذافي من مكان إقامتها بالجزائر، نقلتها فضائية «الرأي»، حملت فيها بشدة على قيادات «المجلس الوطني الانتقالي» ووصفتهم بالاسم بـ«الخونة». وحرضت أنصار والدها الذي وصفته بـ«البطل»، على القتال بجانبه.

وقال وزير الخارجية مراد مدلسي من نيويورك، حيث يشارك في الاجتماع الـ66 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه أبلغ بـ«التصريحات التي أدلت بها عائشة القذافي للقناة الفضائية (الرأي)، ولا يسعني إلا أن أعبر عن دهشتي إزاء هذه التصريحات الصادرة عن سيدة استضافتها الجزائر مع بقية أسرتها».

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مدلسي قوله، إن تصريحات عائشة، 35 سنة، «تتعارض مع واجباتها تجاه البلد الذي استقبلها». وحمل كلام مدلسي نبرة تذمر واضحة مما ورد في خطاب عائشة الصوتي، وعكس قلقا رسميا من تداعياته على علاقات الجزائر بالسلطة الجديدة في ليبيا، بعد أن خفتت حدة التراشق اللفظي بين الجانبين في الأيام الماضية على خلفية اعتراف الجزائر بالمجلس الوطني الانتقالي.

وذكر مدلسي أنه «يحرص على القول إن هذه التصريحات غير مقبولة بالنسبة إلينا، وستواجه بقرارات حتى لا تتكرر في المستقبل مثل هذه التصرفات». وأضاف: «أريد التأكيد مجددا على تعهدنا بالعمل مع السلطات الليبية الجديدة لبناء بلدها وتعزيز علاقاتنا بها». مشيرا إلى أن الحكومة الجزائرية ستبلغ مجلس الأمن الدولي، بموقفها من تصريحات عائشة التي توجد بالجزائر مع أسرتها، منذ نهاية الشهر الماضي. ويقيم أفراد عائلة القذافي حاليا بإليزي قرب الحدود مع ليبيا، حسب مصادر من الخارجية، فيما تقول مصادر من المعارضة الجزائرية إنهم في إقامة رئاسية تطل على البحر بوهران، أكبر مدن الغرب الجزائري.

ورجح متتبعون للقضية اتصال السلطات الجزائرية بـ«الانتقالي»، مباشرة بعد تصريحات عائشة، لطمأنة مسؤوليه بخصوص الحرص على عدم تكرار ما حدث. وكتبت «الشرق الأوسط» في عدد أول من أمس، نقلا عن مصادر عليمة أن أفراد أسرة القذافي لم يبلغوا من قبل بما يفيد بأنهم ممنوعون من الإدلاء بتصريحات.

وكانت عائشة القذافي وصفت في رسالتها الصوتية، قادة ليبيا الجدد بـ«العملاء»، وبأنهم قدموا الولاء لوالدها ثم خانوه. وخصت بالذكر محمود جبريل وعبد الحكيم بلحاج وعبد الرحمن شلقم. ودعت من سمتهم «أسود طرابلس وغيرها من المدن للتصعيد ومحاربة الحكام الجدد». مشيرة إلى أن والدها «بخير وفي حالة معنوية طيبة ويحمل سلاحه ويقاتل جنبا إلى جنب مع المحاربين».

التعليقات