مدير "العربية": مصر ستبقى بلا رئيس حتى 2013

مدير "العربية": مصر ستبقى بلا رئيس حتى 2013
غزة - دنيا الوطن
قال عبد الرحمن الراشد مدير قناة "العربية" الإخبارية اليوم أن برنامج الانتقال السياسي في مصر يشير إلى أنه لن يكون هناك رئيس جمهورية يحل محل الرئيس المخلوع حسني مبارك قبل مطلع عام 2013، حيث إن أول انتخابات منذ قيام الثورة ستكون لمجلس الشعب في آخر هذا العام، ولن تتم انتخابات مجلس الشورى قبل يناير من العام المقبل.

وأضاف : بالتالي لن تشكل لجان لدراسة تعديل الدستور أو تغييره قبل مارس المقبل، وهذا لن يتم في أسابيع ولكنه سيستغرق نصف عام على الأقل، ثم بعد ذلك تنظم الانتخابات الرئاسية مطلع العام التالي.

ولفت الراشد إلى أن هذا التأخير يشترط أن يكون الوضع السياسي في الداخل المصري مستقرا وقادرا على الصبر.

وتساءل الراشد في مقال تم نشره على موقع قناة العربية باللغة الإنجليزية: هل تحتمل الساحة السياسية انتظار عام آخر أم أنها مؤهلة للانفجار؟ مشيرا إلى أنه لو كانت الثورة المصرية حالة مكررة، بمعنى أن هناك قوة واحدة واضحة المعالم هي التي ثارت وسيطرت، كما عليه الحال في معظم الثورات في العالم من البلشفية إلى الخمينية، لما استدعى الأمر القلق من الفراغ الزمني والسياسي.

واستطرد: أن الثورة المصرية بدأها ونفذها الشباب بدون قيادة، فهي كانت حركة عفوية تمكنت من إسقاط حكم مبارك؛ لكن الآن بعد ثمانية أشهر، فالذين خسروا الثورة هم الشباب ورجال مبارك، والذين ربحوا الجولة هم العسكر بالدرجة الأولى، فهم الذين يقررون الحكومة والمحاكمات ويشرفون على الوضع السياسي اليوم ويخططون للوضع غدًا.

وتابع: أن هناك شركاء في المكاسب الثورية أيضاً مثل جماعة "الإخوان المسلمين"، وعدا ذلك فإن بقية الأصوات تتصارع على حصص صغيرة في كعكة الحكم السياسي.

وقال: لا يعتقد أن أحداً من نشطاء ميدان التحرير تصور أن الأمر سيستغرق عامين حتى يمكن إحلال رئيس محل مبارك بل إنه خلال فترة محاصرة الشباب الثائرين للنظام كانوا يرفضون فكرة الانتظار إلى سبتمبر الحالي على اعتبار أنها فترة بعيدة.

وأكد أنه أثناء الثورة كان الهاجس أن الوقت ليس في صالح الثوار، وهذا كان صحيحًا ولا يزال صحيحًا إلى اليوم، فالفراغ الطويل، فضلا عن أنه يهدد الاستقرار السياسي للبلاد، فهو أيضا قادر على تغيير الخريطة السياسية.

وكما تنبأ الجميع قبل أشهر، فإن الخاسر الأول هم الذين صنعوا الثورة، حيث أصبحوا في المقاعد الخلفية بعد أن كانوا هم صناع الثورة وواضعي شروطها.

ويري الراشد أن الخريطة اليوم تشير إلى أن العسكريين باقون في إدارة الحكم أو الإشراف عليه إلى سنوات طويلة مقبلة، والأحزاب الأكثر تنظيما هي الأقدر على البقاء هذه الفترة الطويلة.

واستطرد أنه علينا أن نتذكر أن عامين من العمل السياسي الجاد على مستوى الجماهير مكلف مادياً، فمن أين للأحزاب التمويل؟ حيث إنه في المجتمعات السياسية الأكثر نمواً تتحمل الدولة جزءاً كبيراً من تكاليف الأحزاب حتى التي تخسر في الانتخابات لاحقاً وتبرهن على أنها تحصل ما يكفي لتمثيل نسب دنيا من الناخبين.

التعليقات