قصة الضابط الليبي "محمد المدهون" انشق وثار على العقيد

قصة الضابط الليبي "محمد المدهون" انشق وثار على العقيد
غزة - دنيا الوطن
يروي الكاتب نيكولاس كريستوف في مقال كتبه بصحيفة نيويورك تايمز قصة ضابط ليبي كان يروي له قصص التذمر في صفوف جيش القذافي، ومع بدء الثورة الليبية كان يزرع القنابل ويوزع السلاح المهرب في طرابلس للمساعدة على قلب نظام القذافي.

وقال الكاتب إن سالم المدهون (47 سنة) اعتقل قبل ثلاثة أسابيع بعدما اكتشفت قوات القذافي جهاز الثريا الذي كان يتصل به، وعند علمه باعتقاله قال إنه من المؤكد أن يكون قد تعرض للتعذيب وربما أعدم، وفور وصوله طرابلس قرر الذهاب لتعزية أرملة المدهون.

لكن الكاتب اعترف بأن مخاوفه لم تكن في محلها، فقد نجا المدهون بعدما نجح الثوار في تحريره من سجن بوسليم في طرابلس، حيث وجدوه منهكا من التعذيب، وأصبح المدهون بطل تاجوراء.

وأوضح الكاتب أن سالم المدهون درس الهندسة الكهربائية في فرنسا والتحق بسلاح البحرية، وعند انطلاق الثورة في فبراير/شباط الماضي تلقت سفينته الأمر بقصف بنغازي، لكنه انشق وحول وجهة سفينته إلى مالطا، وعن طريق وسيط اتصل بالكاتب لسؤاله عن كيفية الحصول على حماية أميركية بينما كانت سفينته في البحر.

ثم يروي الكاتب اختفاء المدهون بعد ذلك ثم بدئه تنظيم عمليات المقاومة في ضواحي طرابلس، حيث عمل مع قوة قوامها نحو 1200 مقاوم، فكان يرسل إحداثيات المواقع العسكرية التي يجب استهدافها إلى الحكومة الفرنسية كي يقصف الناتو هذه المواقع.

وقال الكاتب إن دور المرأة لم يكن في الواجهة، لكنه كان أساسيا، فحتى ابنتا المدهون اللتان تبلغان 11 و14 عاما شاركتا في خياطة الأعلام، ومع باقي أفراد الأسرة تم تعليقها على المساجد والمدارس لإيصال رسالة الثورة.

وفي مايو/أيار تم اعتقال المدهون في نقطة تفتيش روتينية، فكذب بشأن هويته وقال إنه مجرد بائع خضر، وبعد أربع ساعات من الاستجواب والضرب تم الإفراج عنه، لكن الشرطة عرفت مخبأه في 10 أغسطس/آب ويومها انقلبت حياته رأسا على عقب.

وقال المدهون "عندما اعتقلوني، كنت أعرف أنني سأُقتل"، وقال إنه تعرض للصعق بالكهرباء وكان استنطاقه بإشراف سيف الإسلام القذافي.

وأضاف أن ما ساعده في مواجهة التعذيب هو تلاوة آيات القرآن الكريم، كما أنه لم يفش أي اسم. وبعدما اقتحم الثوار سجن بوسليم عينوا المدهون قائدا لمنطقة تاجوراء.

وقال الكاتب إن أميركا تتوجس من قادة ليبيا الجديدة، لكنهم من جميع الأطياف، وقصة المدهون تشكل نافذة لمعرفة الرؤية التي تشكل الربيع العربي من تونس حتى سوريا.

وأوضح الكاتب أن المدهون يعترف أن العمل الصعب ما زال في بدايته، وهو متفائل بأن ليبيا تستطيع بناء ديمقراطية تعددية، ويأمل أن يزور الرئيس باراك أوباما طرابلس قريبا كي يشكره الشعب الليبي ويشكر كل الأميركيين على دعمهم، وقال المدهون "كان موتي محققا، لكنني حي بفضل الله ثم الناتو". 

التعليقات