باسم ياخور: الدراما السورية لا يمكن مقاطعتها..لا اليوم ولا في السنوات المقبلة

باسم ياخور: الدراما السورية لا يمكن مقاطعتها..لا اليوم ولا في السنوات المقبلة
غزة - دنيا الوطن

يطل النجم باسم ياخور على جمهوره بشكل آخر وصوت آخر للهجة أخرى، في أحد أهم الأعمال الكوميدية لهذا العام " الخربة"، والذي تمكن من خلاله ، حتى الآن ، من إضافة جملة جديدة إلى قاموس الكوميديا السورية (افتح قوس- سكر قوس) ...
باسم يتألق بشكل ليس غريبا ، لكن الغريب أن يظهر بالصورة والصوت الجديدين له، في تألق لم يقل، وربما زاد عما قام به في مسلسل " ضيعة ضايعة" الذي تحدث فيه بلهجة بيئته الأصلية.

ماذا تحدثنا عن مسلسل " الخربة وماذا يعني بالنسبة لك؟
المسلسل يدخل في إطار الأعمال الكوميدية الاجتماعية، وتدور أحداثه في قرية تقع بين دمشق والسويداء واسمها "خربة" التي تمتاز ببساطة العيش وطيبة الشعب ، والعمل يروي قصة صراع مستمر بين عائلتين هما عائلة "بو نايف"(بو مالحة) وعائلة "بو نمر"(بو قعقور)، وألعب في المسلسل دور رجل يدعى توفيق متزوج من ابنة أبي نمر واسمها نفّجة، ويشارك هذا الرجل في كيد المقالب والحيل التي يقوم بها أبو زوجته وتدور حوله الكثير من القصص الممتعة خاصة وهو الخاضع إلى حد كبير لسلطة زوجته، أنا سعيد جدا للمشاركة في المسلسل الذي يتحدث بلهجة أهالي السويداء وأشعر بالراحة التامة لتواجدي مع طاقم العمل الرائع، والأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي هو تواجد الفنان الغالي نضال سيجري على مستوى العمل الإخراجي ..

هل شعرت بالخوف في البداية من مشاركتك في المسلسل ؟
في الحقيقة شخصيتي في المسلسل تشبه إلى حد كبير شخصية جودة في المسلسل الرائع " ضيعة ضايعة "، وبإجماع كل من تابع ذلك العمل، كان دوري فيه ناجحا إلى حد كبير مما شكل بالنسبة لي خوفا من مسألة ما بعد النجاح ، والخشية تكمن في أن الناس عندما تابعوا جودة واستمتعوا بأدائي آنذاك فهم بشكل طبيعي لن يحبوا شخصية توفيق في "الخربة" ما لم تكن أجمل أو في نفس المستوى، كما أن هذه النوعية من الأعمال التي تتحدث عن بيئة معينة بلهجة خاصة وأدوات وواقع بيئي مختلف عن غيره تجعل في أدواري شيئا من الالتقاء والتشابه في الكثير من النقاط، مما يتيح للمقارنة فسحة كبيرة ويجعلها دائما متواجدة في عقول الناس.

ما الشيء المميز الذي وجدته في مسلسل " الخربة " ؟
بعد أن قرأت النص انجذبت كثيرا إلى العمل وأعجبت به إلى حد كبير، ووجدت فيه الكثير من النقاط المميزة والرائعة سواء في الأفكار أو في مسألة بناء الشخصيات أو في الترابط بين أجزاء النص والحوار ، أعتقد أن العمل مختلف جدا عن باقي الأعمال التي شاركت فيها سابقا، وأعتقد أنه يحمل للناس المتعة الحقيقية وأن يعجب كل من يتابعه بما يحمله من جمالية ومتعة ..

قلت سابقا أن أي عمل كوميدي غير مضمون النتائج ، هل تنطبق هذه المقولة من وجهة نظرك على مسلسل "الخربة" ؟
نعم، فالأعمال الكوميدية برأيي تحمل في طياتها شيئا من المغامرة، ونحن في هذا العمل نبذل الجهد الكبير ونعمل بجد وتفان حتى يخرج العمل بأحلى صورة وحتى نضمن إلى حد كبير أن ينجح المسلسل في النهاية ، لأن نجاح العمل ينعكس بشكل كبير على جميع القائمين عليه ، وبالتالي نحن نعمل بضمير وبجد والباقي على رب العالمين ..

ماذا يفعل باسم ياخور بعد أن يقرأ دوره ويتعرف على الشخصية التي سيقوم بتجسيدها ؟
في الحقيقة بعد أن أقرأ الدور وأتعرف على الشخصية وأدرك خفاياها وخصائصها أنطلق إلى البحث عنها في المجتمع ، وأحاول أن ألم بجميع جوانبها وأن أقلدها في حياتي حتى أصل إلى مرحلة تصبح فيها تلك الشخصية مألوفة لدي إلى حد كبير ، وفيما يخص شخصية توفيق في مسلسل " الخربة " فالأمر صعب جدا لأن اللهجة ليست لهجتي والبيئة غريبة عني وليست بيئتي، لذلك حاولت منذ البداية التعرف على البيئة والتعرف على اللهجة فكنت ألتقط الكثير من المفردات الخاصة بلهجة الشخصية حتى حققت نوعا من التآلف البسيط بيني وبين الدور، لكن الجميل في الموضوع أني اعتدت بسرعة على اللهجة و الأمر الصعب كان مسألة تطويع اللهجة مع ما تتطلبه الشخصية وتصرفاتها ..


كيف ترى وجه الكوميديا هذا الموسم في ضوء الأحداث الجارية في سورية حاليا؟
الكوميديا سلاح خطير للغاية حيث يستطيع العمل الكوميدي أن ينقل الكثير من الأفكار الهامة والحساسة في شتى الظروف وأصعبها إلى الناس ببساطة وسهولة، كما أن الكوميديا برأيي من أكثر الأنواع الدرامية قربا من الناس وملامسة للواقع ، لذلك فالناس دائما في حالة ترقب لهذه النوعية من الأعمال، وبالنسبة لموضوع المتابعة أنا لا أعرف مدى تأثر الناس حتى الآن بها وبمسلسلاتها ، فكل مسلسل يعرف مدى جماهيرته بعد انتهاء العرض أي بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، ولا أدري إن كان ما يحدث من اضطرابات في الشارع العربي يؤثر سلبا على المتابعة، أم أن الأعمال الكوميدية هي اليوم أشبه بالمتنفس الذي يلجأ إليه الناس للهرب من الواقع والترويح عن النفس، لذلك أنا لا أمتلك إجابة دقيقة عن السؤال حتى الآن على الأقل، لأن الجميع في حالة قلق واضطراب.. حتى نحن في العمل كنا نعمل بجو مضطرب نوعا ما ..

نشاهد في مسلسل "الخربة" نوعا من التكرار بالنسبة لطاقم العمل ، ألا يمكن أن ندرج هذا الأمر تحت إطار الشللية ؟
بشكل أو بآخر هي شللية، ولكن ليست شللية ضارة أبدا وليست شللية متعصبة ومنغلقة لا تسمح للمواهب باختراقها والانضمام إليها، بل هي شللية جاءت من الراحة الكبيرة والتفاهم الذي حصل بين أفراد المسلسل وهي من وجهة نظري تخدم الفن ولا تضر به على الإطلاق ..

نشاهد في الفترة الأخيرة انخفاضا وانحدارا في الأعمال التاريخية من ناحية الكم، كيف تقرأ هذا الأمر ؟
صحيح، ولكن التراجع في الكم ليس بالأمر السيئ وإنما التراجع في الأداء هو الأمر السيئ، وأنا أرى أن إنتاج مسلسل واحد ممتاز على صعيد المستوى في الموسم الواحد أفضل من إنتاج 10 مسلسلات سيئة، لكن يجب الاهتمام بالأعمال التاريخية لأنها تمثل نوعا هاما من أنواع الدراما ، وفي تاريخ الدراما السورية كمية كبيرة من الأعمال التاريخية التي كان لها دور كبير في تقدم وتطور الدراما في سوريا وفي انطلاقها إلى الشهرة والعالمية ..

وكيف ترى صورة الدراما السورية في الفضائيات العربية.. هل تأثرت أم أنها ما زالت رائجة حتى الآن؟
لا، لا أعتقد أننا مقاطعون من قبل أحد ولا أرى أن هذا الأمر ممكن، وكل ما قيل أو ما يقال، لا يخرج من دائرة الإشاعات، وأنا أراهن أن الأعمال السورية ستستمر بغزوها للفضائيات العربية وستباع جميعها ليس العام الحالي فقط ، بل في الأعوام المقبلة أيضا ، لأن أعمالنا في غاية الأهمية والممثل السوري محبوب أينما ذهب في العالم العربي الحبيب ..

التعليقات