جدل حول شراء إعلاميين مشهورين لشهادات من جامعة لاهاي غير المعترف بها من وزارة التعليم بالسلطة الفلسطينية

جدل حول شراء إعلاميين مشهورين لشهادات من جامعة لاهاي غير المعترف بها من وزارة التعليم بالسلطة الفلسطينية
رام الله-تقرير عبير صراص لإذاعة هولندا العالمية
 مرة أخرى تثير الجامعات التي أسسها أكاديميون عرب في هولندا جدلا في الأوساط التعليمية لكن هذه المرة في الأراضي الفلسطينية. فقد منحت إحدى هذه الجامعات، وهي جامعة لاهاي غير المعترف بها في هولندا درجات الدكتوراه لعدد من الشخصيات الفلسطينية البارزة. وتناقلت بعض المواقع الفلسطينية الخبر بين مهنئ وبين ومطالب بالتخلي عن الشهادة غير المعترف بها.

► تحقيق

كانت إذاعة هولندا العالمية قد أجرت تحقيقا صحفيا مفصلا عن جامعات عربية منها الجامعة الحرة وجامعة لاهاي المذكورة والتي تصدر شهادات في التعليم العالي دون أن تعترف بها وزارة التعليم الهولندية أو وزارات البلدان العربية. علما بأن هذه الجامعات لا تستوفي المواصفات الكاملة للحصول على الاعتراف المطلوب.
وفي حديث للاذاعة الهولندية قال الدكتور نبيل أبو زنيد رئيس مفوضية فلسطين في لاهاي: 'وصلنا تحذير من السلطات الهولندية بشأن الخريجين الذين ربما يوظفون في بلدانهم بالشهادات التي حصلوا عليها من هولندا'.

ويقول أبو زنيد أن عددا من الجهات الهولندية بما فيها وزارة التعليم، ومحققون في الشرطة الهولندية زاروا مكتبه وحذروا من وقوع عدد أكبر من الطلاب الفلسطينيين ضحايا للجامعة. ويرفض ممثل فلسطين في لاهاي التصديق على شهادات الجامعة 'كونها غير معترف بها من أي جهة أكاديمية'.

► شخصيات بارزة

في احتفال أقيم الأسبوع الماضي كرمت جامعة لاهاي التي تأخذ من هولندا مركزا لها عددا من الشخصيات الفلسطينية. إذاعة هولندا العالمية اتصلت بالإعلامي ناصر اللحام  والذي حصل الأسبوع الماضي على درجة الدكتوراه من هذه الجامعة عن رسالته بعنوان 'لغة الجسد في الإعلام الإسرائيلي'.

يقول اللحام إنه كان على دراية تامة بأن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لا تعترف بهذه الجامعة وكان بإمكانه الالتحاق بأي جامعة أخرى إلا أنه التحق بجامعة لاهاي. 'رغبت عن طيب خاطر أن التحق بهذه الجامعة لكي أعطيها الفرصة أن تطور نفسها' و 'أنا على دراية تامة بالجدل حول جامعة لاهاي وتقدمت للحصول على درجة علمية من هذه الجامعة رغم معرفتي ولقناعتي التامة لأن البحث العلمي والأكاديمي يعتمد على الإبداع ولا يعتمد على موافقة وزير أو طأطأة رأس من وزير عربي أو عدمها'.

ويؤمن اللحام بأن هذه الجامعة توفر فرصا لهؤلاء الذين ليس بمقدورهم السفر والدراسة في الخارج: 'هذه الجامعة توفر ظروفا مناسبة للفلسطينيين المحاصرين أو السجناء الذين ليس بمقدورهم السفر للخارج. ومن الأجدر لمنتقديها أن يوفروا بدائل أفضل'.

► مؤهلات

رغم رفضه التصديق على الشهادات إلا أن الدكتور أبو زنيد لا يشكك في قدرات أو مؤهلات الشخصيات التي حصلت على هذه الدرجات وأنه متأكد أن معظمهم ثابر لنيل درجة أكادييمة عليا. 'ولكنهم للأسف لم يختاروا جامعات معترف بها في بلد المنشأ'. ويعتقد أبو زنيد أن على السلطات ليس فقط تحذير الطلاب الملتحقين بأن شهاداتهم غير معترف بها بل أيضا معاقبة هؤلاء الذين يحاولون تحصيل درجات علمية دون أدنى جهد.

ففي حديث لإذاعتنا قال فلسطيني مقيم في هولندا لا يرغب في الإفصاح عن هويته أنه تلقى عرضا مؤخرا بالحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة لاهاي وعندما استقصى عن العرض اتضح أن الجامعة توفر شهادة الدكتوراه في 24 تخصصا مختلفا. 'كان بإمكاني الحصول على شهادة الدكتوراه في غضون شهرين إذا رغبت بذلك مقابل رسوم تعليمية مقدارها 6000 يورو' كما يقول.

► ثقة

لكن الإعلامي اللحام لا يأبه بعدم توقيع الجهات الرسمية على هذه الشهادة قائلا إنه يفتخر بأطروحة الدكتوراه التي حصل بها على هذه الدرجة. ويتابع قائلا 'أثق بالأساتذة الذين تعاونت معهم ثقة وطنية وعلمية، واعتقد أن الجدل حول هذه الجامعة مفرط فيه وليس له داع أبدا'.

حول عدم اعتراف السلطات الهولندية بالجامعة يعتبر الإعلامي أن ليس ثمة علاقة بين تحصيله العلمي وبين الإجراءات الفنية أو البيروقراطية التي تواجهها الجامعة مع الحكومة الهولندية والسفارة الفلسطينية في لاهاي. ويضيف اللحام لإذاعتنا إنه ليس من المعقول أن يكون التحقيق العلمي للطلاب مرهون بتوقيع من وزارة أو أخرى.

► استهداف

يعتقد اللحام أن جهات معينة تستهدف الجامعة ويقول: 'أشعر أن هناك كيدية في التعامل مع هذه الجامعة واستهدافها في التقارير الإذاعية. أنا أؤمن بقدرات الأساتذة القائمين على الجامعة من أصول عراقية وفلسطينية. هم سليلو حضارات عريقة وقادرون على تطوير هذا الجامعة ونحن نساعدهم في ذلك'.

وكانت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية نشرت تحذيرا بتاريخ 2 يناير 2011 للطلبة الفلسطينيين الملتحقين في الجامعة لكون الجامعة غير معترف بها في هولندا بلد المنشأ.

وفقا لمكتب مفوضية فلسطين لدى هولندا فإن السلطات الهولندية طلبت مؤخرا من المفوضية التعاون في التحقيق القضائي ضد الجامعة والتعرف على ضحايا الجامعة في فلسطين من أجل الشهادة أمام المحكمة الهولندية. كما يتخوف أبو زنيد من تقارير تشير إلى اقبال عدد من الأسرى الفلسطينيين للالتحاق بهذه الجامعة.

► السفراء العرب

ويبدو من الموقع الالكتروني للجامعة أنها تستثمر قدراتها في عدد من الدول العربية ولديها مكاتب في 14 بلداً عربياً. حول هذا يقول أبو زنيد:'جرى نقاش داخل مجلس السفراء العرب في هولندا. وبناء على المعلومات التي وردتنا من السلطات الهولندية يرفض بعض السفراء التصديق على الشهادات بينما قرر البعض الآخر للأسف تصديق الشهادة لكون الجامعة مرخصة كمؤسسة في الغرفة التجارية في هولندا، أي أنهم يصادقون على أن الجامعة مسجلة حسب الشروط ولا يوقعون على محتوى الشهادة'.

يذكر أن وليد العمري مدير مكتب الجزيرة بالقدس هو أيضا من خريجي جامعة لاهاي وحصل على دكتوراة في ابريل نيسان عام 2010

التعليقات