مصر: صدامات بين قوات الامن والمتظاهرين في الاسماعيلية والسويس والحكومة تحذر من "آجندات سرية"

مصر: صدامات بين قوات الامن والمتظاهرين في الاسماعيلية والسويس والحكومة تحذر من "آجندات سرية"
غزة - دنيا الوطن
اندلعت اشتباكات في مدينة الاسماعيلية شرقي مصر يوم الخميس بين متظاهرين يطالبون برحيل الرئيس المصري حسني مبارك وقوات الامن، حسبما اوردت وكالة رويترز نقلا عن شهود عيان الذين اضافة بأن الشرطة فرقت المتظاهرين باستخدام الغز المسيل للدموع.

كما استخدمت قوات الامن العيارات المطاطية وخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق التظاهرات التي انطلقت في مدينة السويس يوم الخميس، وذلك في اليوم الثلاث للاحتجاجات التي تشهدها مصر ضد نظام حكم الرئيس حسني مبارك.

وكان المتظاهرون في السويس قد اضرموا النار في وقت سابق من يوم الخميس بنقطة للشرطة.

من جانبها، قالت الحكومة المصرية إن قواتها الامنية تتحلى باعلى درجات ضبط النفس في تعاملها مع التظاهرات الاحتجاجية، ولكنها لن تتورع عن استخدام القوة في التصدي لاعمال التخريب.

وقال مجدي راضي الناطق باسم مجلس الوزراء: "إن الشرطة تحتفظ باقصى درجات ضبط النفس، ولكنها ستتدخل عندما يقع اي اعتداء على الممتلكات وعندما يسلك البعض سبلا غير قانونية للتعبير (عن آرائهم)."

واضاف الناطق ان الحكومة تحث الشبان المشاركين في التظاهرات "على توخي الحيطة من احتمال استغلال الاخوان المسلمين وغيرهم للاحتجاجات لتمرير آجنداتهم الخفية" على حد تعبيره.



ارتفاع عدد الضحايا

ارتفع عدد ضحايا الاحتجاجات المناوئة للحكومة المصرية إلى سبعة قتلى وفق بي بي سي.

وقال مصدر أمني إن اصطدامات الأربعاء بين المتظاهرين وقوات الشرطة أسفرت عن مقتل ضابط أمن وأحد المحتجين.

وأضرم متظاهرون النار في بناية حكومية في مدينة السويس كما حاولوا إشعال النيران في مقر محلي للحزب الحاكم وذلك في وقت متأخر من يوم الأربعاء، وفق مصادر أمنية وشهود عيان.

وألقى محتجون قنابل حارقة على مقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في السويس لكنهم فشلوا في إضرام النيران فيه.

وأطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع على المحتجين في محاولة لتفريقهم.

وأمرت الشرطة المصرية أصحاب المحلات التجارية بإغلاقها بعد ورود أنباء عن أعمال سلب.

وقال شهود لوكالة رويترز إن عدد الجرحى وصل إلى نحو 55 شخصا.

واعتقلت قوات الأمن المصرية نحو 700 متظاهر حتى الآن. وفي اتصال هاتفي مع البي بي سي قال أحد المعتقلين بمعسكر السلام للأمن المركزي إن النشطاء المحتجزين بدأوا إضرابا عن الطعام مطالبين بالإفراج عنهم أو عرضهم على النيابة.

وقال المتصل إنهم يعاملون معاملة حسنة من قبل سلطات المعتقل وإن كان هناك بين المحتجزين عدد من المصابين.

ودعا منظمو المظاهرات أمس عبر موقع فيسبوك إلى تنظيم مظاهرات واعتصامات جديدة في أنحاء مصر انطلاقا من المساجد والكنائس يوم الجمعة في إطار ما أطلقوا عليه اسم "جمعة الغضب".

ووردت أنباء عن أن الشرطة استخدمت القنابل المسيلة للدموع مجددا لتفريق المتظاهرين اللذين احتشدوا لليوم الثاني على التوالي، كما وردت أنباء عن أن بعض المتظاهرين ردوا برمي الحجارة على عناصر القوات الأمنية.

وفي كلمة له بمناسبة التظاهرات التي جرت أمس قال محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير من أجل الديمقراطية إن على الشعب المصري التوحد من اجل مستقبل مصر.


واشنطن

وحثت الولايات المتحدة السلطات المصرية على تطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية في ظل استمرار الاحتجاجات المناوئة للحكومة المصرية.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إن أمام الحكومة المصرية فرصة مهمة للاستجابة لما وصفته "بالمطالب والتطلعات الشرعية للشعب المصري".

وأضافت كلينتون إن الاحتجاجات السلمية لا يجب أن تُمنع.

واستخدمت الشرطة المصرية في وقت سابق الغازات المسيلة للدموع ضد آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في وسط القاهرة.


اصطدامات

واصطدمت قوات الامن المركزي المصرية مجددا يوم الاربعاء بالمتظاهرين المناوئين للنظام القائم في البلاد، وذلك في مدينتي القاهرة والسويس.

وفرقت قوات الامن تظاهرة انطلقت في قلب العاصمة المصرية باستخدام العصي، بينما اوردت الانباء بأن ثمة متظاهرين خرجوا الى الشوارع في مدينة السويس شرقي البلاد.

ووقعت اشتباكات خارج مقر نقابة الصحفيين وسط القاهرة، حيث تجمع مئات المحتجين. واستخدمت قوات الامن الهراوات واطلقت الغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من عبور احد الحواجز، بينما رشقها المتظاهرون بالحجارة.

كما اوردت وكالة رويترز وقوع اشتباكات مقابل دار القضاء العالي.

اما في السويس، فقد اشتبك محتجون مع قوات الامن خارج مشرحة تحتفظ بجثة احد قتلى الثلاثاء.

وتسود البلاد حالة من الهدوء الحذر بعد يوم من الاحتجاجات، وكثفت قوات الشرطة وجودها في الشوارع والميادين الرئيسية بالقاهرة والمحافظات، كما أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي أنها لن تسمح بأي تجمعات احتجاجية اليوم مهددة المخالفين بالاعتقال.

ويقول مراسل بي بي سي في العاصمة المصرية إن السلطات تتعامل مع الاحتجاجات بطريقتها المعهودة، بالنظر الى الازمة السياسية التي تمر بها البلاد على انها تهديد امني للنظام.

الا ان وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الحكومية نقلت عن رئيس الوزراء احمد نظيف قوله إن الحكومة ملتزمة "بحرية التعبير بالوسائل القانونية".

واضاف نظيف بأن الشرطة تعاملت مع التظاهرات بضبط النفس.

البرادعي

وفي كلمة له بمناسبة التظاهرات التي جرت أمس قال محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير من أجل الديمقراطية إن على الشعب المصري التوحد من اجل مستقبل مصر.

وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت صباح الأربعاء انها لن تسمح باي مظاهرة جديدة.

وكانت "حركة 6 ابريل" المصرية المعارضة التي تطالب باصلاحات ديموقراطية في البلاد دعت الى تظاهرات جديدة الاربعاء في وسط القاهرة.

وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيانها "لن يسمح بأي تحرك إثاري أو تجمع احتجاجي او تنظيم مسيرات او مظاهرات".

واضاف البيان انه في حال مخالفة هذه التعليمات "سوف يتخذ الاجراء القانوني فورا وتقديم المشاركين الى جهات التحقيق".

اكبر تظاهرات

وكان عشرات الالاف من المصريين نزلوا الثلاثاء الى الشوارع في القاهرة والعديد من المحافظات مطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك وفرقت الشرطة بعد منتصف الليل اكثر من 10 آلاف شخص كانوا لا يزالون معتصمين في ميدان التحرير بقلب القاهرة.

وتعد هذه التظاهرات الاكبر التي تشهدها مصر منذ انتفاضة الخبز في كانون الثاني/ يناير 1977.

وأعلنت أجهزة الأمن أنه تم اعتقال حوالى 200 شخص الثلاثاء خلال التظاهرات بينهم 70 في القاهرة و50 في السويس على بعد مئة كلم شرق العاصمة.

وقد استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لفض التظاهرات في وسط القاهرة في وقت مبكر يوم الاربعاء.

وقد تفرق المتظاهرون الذين كانوا معتصمين في ميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة الى الشوارع الجانبية.

التعليقات