دراسة : الجلوس لساعات طويلة يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب

دراسة : الجلوس لساعات طويلة يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب
غزة - دنيا الوطن
اذا ما كنت تجلس لساعات طويلة على مكتبك وتخشى من تأثير ذلك على وزنك وصحتك، فعليك بأخذ استراحة قصيرة من الجلوس كلما أمكن لك ذلك كما تنصح دراسة استرالية حديثة.

واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين يجلسون لساعات طويلة دون أخذ فترات راحة للوقوف أو المشي بالمكان يتعرضون لمخاطر كبيرة للإصابة بأمراض القلب.

وتتمثل هذه المخاطر في البداية في اكتساب خصر واسع وزيادة في ضغط الدم ومستوى عال في دهون الدم (ثلاثي الجلسريد) و زيادة إلتهابات الجسم مع انخفاض مستوى الكولسترول الحميد بالجسم.
وتبرز مساوئ هذا المكوث الطويل دون حركة في أن آثاره السلبية تظهر حتى على الأفراد الذين يذهبون لصالة الألعاب بشكل منتظم خلال الأسبوع.

وتقول كاتبة الدراسة جنيفيف هيلي من مركز بحوث منع السرطان بكلية صحة السكان بجامعة كوينسلاند بأستراليا:""حتى لو أنك تمارس التمارين البدنية من 30 إلي 60 دقيقة في اليوم فإن ما تفعله في باقي اليوم يؤثر على صحة الأوعية الدموية بالقلب." 

وأضافت أن هذه الدراسة تقترح مجرد تغيير بسيط في مستوي نشاط الشخص مثل الوقوف لفترة قصيرة بين وقت وآخر في هذه الساعات الطويلة من الجلوس يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وأشارت الدراسة، التي نشرت نتائجها مؤخراً بجريدة القلب الأوروبية (European Heart Journal) أنه بالدول المتقدمة يقضي معظم الأفراد ما يقرب من نصف ساعات يومهم جالسين, وهو الأمر الذي قد يفسر سبب احتلال أمراض القلب أعلى قائمة أسباب الموت المبكر في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.

ولتأكيد هذه العلاقة قام فريق البحث بمراجعة البيانات الخاصة بالمسح الأمريكي لاختبار الصحة العامة والتغذية، وتضمن المسح بيانات 4.800 شخص أمريكي تزيد أعمارهم عن 20 عاماً ممن شاركوا في المسح بين أعوام 2003 -2006.

وقد تم تثبيت جهاز لقياس التعاجل في ورك جميع المشاركين لقياس تأثير نشاط الأسبوع من المشي والجري والجلوس. كما راجع الباحثون عوامل الخطورة المتعلقة بأمراض القلب بما في ذلك محيط الخصر وضغط الدم ومستوي الكولسترول.

وقد وجد الباحثون أن أقصى ساعات يقضيها المشاركون في الجلوس تزيد قليلاً عن 21 ساعة باليوم بينما تصل أقل ساعات إلى ساعتين يوميا. كما أن أقل عدد فترات الراحة في الأسبوع تقل عن 100 مرة، بينما أعلى عدد فترات الراحة تصل إلي ما يقرب من 1,300 مرة.

وقد ثبت أن مستوى الدهون في الدم يزيد بشكل كبير بين الأشخاص الأقل حركة وكذلك علامات مقاومة الأنسولين وهو الإشارة الأولى لمرض البول السكري.
بشكل عام الأشخاص الذين يأخذون أكبر عدد من فترات الراحة من الجلوس (حتى لو أنهم يقضون معظم ساعات اليوم في وضع الجلوس) يتمتعون بخصر نحيل.

كما ثبت تأثير ذلك النشاط الحركي على تقليل مستويات بروتين سي الإرتكاسي C-reactive protein الذي يشير إلي مشاكل الإلتهابات بالجسم.

لهذا تنصح الدراسة بتشجيع الأشخاص بالإكثار من الوقوف والحركة في أثناء عملهم كلما أمكن، مثل أن يقفوا عند التحدث في الهاتف أو في أثناء الاجتماعات وأن يسيروا إلي زملائهم للتحدث في شؤون العمل بدلاً من الحديث من خلال الإيميل أو الهاتف وأن يستخدموا السلالم للوصول إلى مكاتبهم أو للتواليت.

وتعلق سوزان فين رئيسة المجلس الأمريكي للياقة والتغذية على الدراسة بإيجابية قائلة إننا كثيراً ما نوصي الموظفين بالتمشية قليلاً في أثناء فترات الراحة لتناول الغذاء حتى لو كان بالسير في الممرات بين المكاتب. فهذه التغيرات البسيطة تصنع فارقاً كبيراً في تقليل الدهون والصوديوم وتقلل الكثير من المخاطر الصحية لهؤلاء الأشخاص الذين يستلزم عملهم الجلوس لساعات طويلة

التعليقات