تحذير بموريتانيا من نسخة تونسية

تحذير بموريتانيا من نسخة تونسية
جانب من مظاهرة للمعارضة الموريتانية
غزة - دنيا الوطن
انتقدت المعارضة الموريتانية الأوضاع المعيشية في البلاد وانتشار البطالة في صفوف الشباب، وحذرت من أن تجاهل الأوضاع الاجتماعية للسكان يؤذن بعدم الاستقرار، ودعت إلى أخذ العبرة مما يجري من احتجاجات في تونس.

وجاءت تحذيرات المعارضة في مسيرة شعبية نظمتها الخميس وانتهت بمهرجان خطابي وسط العاصمة نواكشوط، وذلك بعد يوم واحد من مهرجان نظمته أحزاب الأغلبية الحاكمة خصصته لاستعراض ما تعتبره إنجازات للحكومة الحالية.

وكان رئيس مجلس النواب الموريتاني مسعود ولد بلخير أول المتحدثين في مهرجان المعارضة، إذ حذر من انتشار البطالة في البلاد ودعا النظام إلى انتهاج سياسات وتوجهات تخدم الشعب الموريتاني وتحقق طموحاته.

تلاعب بالمواطنين
ورفض ولد بلخير بشكل خاص ما اعتبره "الحملة الساقطة" التي تشنها أحزاب الأغلبية الموالية للرئيس محمد ولد عبد العزيز لتشويه المعارضة، ودعاها إلى التوقف عن النيل من قياداتها وتجريحهم والإقبال على العمل بدل الكلام.

ورأى أن الشعب الموريتاني يتطلع إلى إجراءات حقيقية تتمثل في تخفيض أسعار المواد الأساسية والقضاء على البطالة ومخلفات ظاهرة الرق، إضافة إلى ضمان الحريات العامة.

وأكد ولد بلخير في الوقت ذاته أن سياسات النظام القائم لن تضمن له الاستقرار في الحكم ما لم يعدل عنها إلى سياسات تخدم الشعب وتحقق مطالبه وطموحاته.

أما زعيم المعارضة الموريتانية أحمد ولد داداه فقد اتهم السلطات "بالتلاعب" بالمواطنين من خلال شعارات الانحياز إلى الفقراء ومحاربة الفساد.

واتهم ولد داداه السلطات بأنها ظلت مكتوفة الأيدي أمام "الارتفاع المذهل" للأسعار، وامتازت خطواتها بالتخبط وغياب التخطيط.

النموذج التونسي
ومن جانبه دعا رئيس حزب اتحاد قوى التقدم المعارض سلطات بلاده إلى أخذ العبرة مما يجري في تونس من احتجاجات اجتماعية، وأن تراجع بسرعة ما وصفها "بالسياسة العرجاء" بما يخدم ضمان العدالة واستحداث وظائف للعاطلين وضبط الأسعار.

واتهم محمد ولد مولود الحكم القائم بالفساد، معتبرا أن الأموال العمومية تتحكم فيها مجموعات صغيرة ممن وصفهم "بالفاسدين" لا تلقي بالا للأوضاع السيئة التي تعيشها غالبية السكان.

ودعا ولد مولود بشكل خاص إلى التحقيق في الأموال التي أنفقتها السلطات على إقامة عدد من الطرق في العاصمة نواكشوط، قائلا إن فسادا كبيرا يشوب منح صفقاتها.

تدابير واحتجاجات
وتزامنا مع احتجاجات المعارضة كانت الحكومة تجتمع بالقصر الرئاسي في نواكشوط، وقال بيان صادر عنها إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز دعا حكومته إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة للتحكم في الأسعار وضمان بقائها في مستوى يجعلها في متناول جميع السكان على كافة التراب الوطني".

وأوضح البيان الحكومي أن تلك الإجراءات جاءت "في ضوء الارتفاع الملاحظ في أسعار بعض المواد الغذائية".

وجاء البيان الحكومي واحتجاجات المعارضة بعيد ساعات من اندلاع مظاهرات محدودة قادها تلاميذ المدارس في حي "عرفات" بالعاصمة نواكشوط مطالبة بخفض أسعار المواد الأساسية. وقد تدخلت قوات الشرطة والدرك لتفريق تلك المظاهرات، وسط مخاوف من انتقال عدواها إلى المؤسسات التعليمية الأخرى.

كما جاء بعد توقف الدروس لليوم الخامس على التوالي في جامعة نواكشوط -الجامعة الحكومية الوحيدة في البلاد- بسبب إضرابات طلابية مطالبة بحل مشاكل النقل الجامعي وتحسين ظروف الإعاشة في المرافق الجامعية وتطوير المكتبات.

التعليقات