باراك محذرا: الخطاب الفلسطيني بات مقبولا دوليا ما يستوجب إدارة معركة ضد مقاربة نزع الشرعية عن إسرائيل

باراك محذرا: الخطاب الفلسطيني بات مقبولا دوليا ما يستوجب إدارة معركة ضد مقاربة نزع الشرعية عن إسرائيل
غزة - دنيا الوطن
حذر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك من أن "الخطاب الفلسطيني غدا مقبولاً في العالم ما يستوجب إدارة معركة ضد مقاربة نزع الشرعية عن إسرائيل". وأضاف أنه ينبغي على تل ابيب ان تحرص وبكل قوة على علاقاتها مع الولايات المتحدة، "وهي علاقات حيوية لأمن إسرائيل وهامش تحركها السياسي في العالم".

وبعد ما أشار إلى أن العام الماضي كان الأكثر هدوءاً امنياً منذ سنوات على مختلف الحدود، في الشمال (مع لبنان وسورية) والجنوب (غزة)، حذر من أن "وضعاً معقداً ما زال يحيط بإسرائيل "والجيش يتأهب لكل السيناريوات المحتملة ويراقب كل شيء".

وزاد أن ثمة مسؤولية كبرى ملقاة على كاهل الحكومة للبحث في كل سبيل ممكن لتحريك العملية السياسية، سواء في المسار الفلسطيني أو الإقليمي "وعلينا العمل على تحقيق اختراق والتوصل إلى اتفاق، وإذا لم يتم ذلك ووجدنا أنفسنا أمام مواجهة، نقول عندها إنه لم يكن أمامنا بد آخر".

وقاطع محتجون خطاب باراك في جامعة تل أبيب مساء أمس واصفين إياه بقاتل أطفال غزة مما أدى إلى توقفه عن الكلام عدة مرات.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن باراك قوطع عدة مرات من قسم من الجمهور الذي احتج على سياسة إسرائيل ضد الفلسطينيين وتوقف عن الكلام مرة تلو الأخرى.

ورفع المحتجون صور قتلى وجرحى فلسطينيين وهتفوا "أنت قاتل الأطفال في غزة وكاذب مزيف وأنت تحاول فقط إخافة الشعب".

وبدا على باراك - الذي كان يلقي خطابا أمام جمهور مؤلف من مسؤولين كبار في الصناعات العسكرية وأكاديميين من إسرائيل وخارجها وضيوف آخرين - أنه فوجئ بهتاف المحتجين.

لكن الحراس سارعوا إلى إخراج المحتجين من القاعة بعد عدة دقائق. وبعد أن عاد الهدوء إلى القاعة قال باراك إنه لا يرى حاجة إلى الرد على اتهامات المحتجين له.

من جهة ثانية، قال باراك أمس ان الاتصالات بين الولايات المتحدة وسورية في كل ما يتعلق بإحياء مسار المفاوضات بين دمشق وتل أبيب لم تحقق أي اختراق حقيقي على رغم ما ينشر حول الموضوع. وأضاف أن الإدارة الأميركية تعمل طيلة الوقت على الاحتمالات المختلفة في القنوات المتاحة "لكن حتى اللحظة ما زالت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، ويتحتم علينا أن نركّز جهودنا قدر الإمكان في هذه المسألة".

وكان باراك يعقب على نبأ أذاعته القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي مساء أمس أفاد أن المدير العام لمؤتمر رؤساء الجالية اليهودية في أميركا الشمالية مالكولم هونلاين حلّ الأسبوع الماضي ضيفاً على الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق وسلّمه رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأضافت القناة أن هونلاين يعتبر أحد الشخصيات القريبة من نتنياهو، وأنه حمل معه خلال زيارته الى دمشق التي أحيطت بالسرية رسائل من نتنياهو إلى الرئيس السوري.

لكن مسؤولاً إسرائيلياً قريباً من رئيس الحكومة نفى أن يكون الأخير طلب منه نقل رسائل إلى الرئيس الأسد على رغم علمه بأمر الزيارة.

وتابعت القناة أن وصول هونلاين إلى العاصمة السورية تم بوساطة من رجل أعمال سوري – أميركي يدعى جوي علام. وأضافت ان أحد أغراض الزيارة هو بحث أوضاع يهود سورية والكنس والمدافن اليهودية في دمشق وحلب. وتابعت أن السلطات السورية سمحت في الفترة الأخيرة بترميم الكنس والمدافن اليهودية وأدرجت هذه الخطوة في إطار "رغبة سورية إرضاء الإدارة الأميركية".

وأوضح موظف كبير في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إن هونلاين لم يكن موفداً من نتنياهو، مضيفاً أن المشكلة مع سورية ليست في نقص المبعوثين والوسطاء إنما في الطلب السوري بوضع شروط مسبقة للمفاوضات ومنها تعهد إسرائيلي مسبق بالانسحاب من الجولان المحتل "حتى قبل أن نجتمع للتفاوض".

وكان نتنياهو أدلى بتصريح مماثل أول من أمس في اجتماع لجنة الخارجية والأمن البرلمانية حين قال إن اسرائيل مستعدة لمفاوضات مع سورية، وان المشكلة ليست في الوسطاء والمبعوثين "إنما العثرة هي في أن سورية تريد كل شيء مسبقاً، تطالب بكل الأرض (الجولان) قبل أن تجتمع معنا، وأنا لا أسلّم أراضي مسبقاً".

من جانبه قال هونلاين لصحيفة "إسرائيل اليوم" القريبة من نتنياهو انه لا يتدخل في المفاوضات أو في دفع اتفاق سلام بين إسرائيل وسورية، موضحاً أن زيارته دمشق هدفت أساساً الى "تقديم خدمات إنسانية للشعب اليهودي مثل ترميم الكنس والمؤسسات اليهودية في سورية". وأضاف أنه لم يتحدث إلى نتنياهو أو رجاله قبل سفره، وأنه بكل تأكيد لم يكن موفداً باسمه، رافضاً الإدلاء بتفاصيل لقاءاته مع الرئيس الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم.

التعليقات