القمامة تشوه شوارع بريطانيا.. والبلديات تتذرع بالأعياد والبرد

القمامة تشوه شوارع بريطانيا.. والبلديات تتذرع بالأعياد والبرد
غزة - دنيا الوطن
يعاني البريطانيون خلال هذه الأيام تكدس أكياس القمامة بالقرب من منازلهم، لفترة طويلة نسبيا. وعلى الرغم من أن هذه الحالة معتادة في مثل الفترات من أعياد الميلاد والسنة الميلادية الجديدة، فإن الأمر أصبح سيئا أكثر هذا العام بسبب امتناع البلديات عن إرسال شاحنات جمع القمامة بسبب الجليد الناجم عن حالة الطقس. ومعروف أن ديسمبر (كانون الأول) الماضي كان الأكثر بردا في بريطانيا منذ عقود.
ومنذ أسابيع، تمكن ملاحظة أكياس مختلفة الأنواع والألوان من القمامة قرب المنازل أو الحدائق أو أماكن مختلفة من الشوارع، وكان الوضع في بعض المناطق أسوأ بسبب مطالبة سلطات البلدية السكان بأخذ القمامة بأنفسهم إلى مكبات النفايات.

ويخشى خبراء من أن يتدهور الوضع أكثر خلال السنوات المقبلة بسبب إجراءات تقليص العمال، التي طالت المجالس البلدية، بل إن تلك التدابير بدأت بالفعل في بعض المناطق ببريطانيا؛ إذ صارت عمليات جمع القمامة تتم كل أسبوعين بدلا من أسبوع واحد. لكن وزراء الحكومة قالوا إنهم مصممون على العمل مع المجالس المحلية من أجل تحسين خدماتها الأساسية مثل جمع النفايات، خصوصا في أوقات مثل أعياد الميلاد عندما تجمع العائلات كميات أكبر من القمامة.

ونقلت صحيفة «ديلي تليغراف» في تقرير لها حول الموضوع أمس عن بوب نيل، وزير الشؤون المحلية، قوله: «نحتاج إلى التفكير مجددا حول كيفية المحافظة على الخدمات الرئيسية أثناء فترة العطل. الناس يتركون كميات أكبر من القمامة خلال فترة عيد الميلاد، وإنه من المخيب للآمال أن بعض البلديات لم تقدم مبادرات تضمن تلقي الناس خدمات مقابل ما يدفعونه» من ضرائب.

يُشار إلى أن السلطات المحلية في بريطانيا خفضت بالفعل دوريات جمع القمامة من أمام المنازل، وزودت السكان بأكياس أو علب بلاستيكية متباينة الألوان بهدف تصنيف كل من أوراق الكارتون والزجاج وبقايا الطعام بشكل منفصل. والهدف من ذلك هو تمكين السلطات من إعادة تدوير أوراق الكارتون والزجاج بسهولة، وتفادي غرامة سنوية قدرها 180 مليون جنيه إسترليني (280 مليون دولار) قد يفرضها الاتحاد الأوروبي على أي بلدية ترسل كميات أكبر من القمامة لأماكن طمر النفايات.

لكن نقص الخدمات الذي سُجل خلال الفترة الماضية كان لدواع تتعلق بالصحة والسلامة؛ إذ إن الكميات غير المسبوقة من الثلوج التي عرفتها بريطانيا الشهر الماضي دفعت السلطات المحلية إلى التردد في إرسال شاحناتها في طرق بها جليد والسماح لرجالها بجمع أكياس القمامة من أرصفة يكونون معرضين فيها للانزلاق.

وعندما خفت أزمة الطقس نسبيا خلال الأيام القليلة الماضية، طلبت البلديات من عمال جمع القمامة التركيز على الأكياس البلاستيكية ذات اللون الأسود لاحتوائها على بقايا الطعام وحفاظات الأطفال المتسخة، وترك أوراق الكارتون والزجاج، وهي أمور أقل اتساخا ويكون جمعها أصلا بهدف إعادة تدويرها. وأمام تكدس القمامة في الشوارع، وجد السكان أنفسهم في حيرة من أمرهم بشأن اليوم أو الوقت المحدد لإخراج الأكياس بسبب طول المدة التي لم يروا فيها شاحنات البلدية. وتفيد معلومات السلطات البلدية بأن عمليات جمع القمامة لن تعود إلى انتظامها الطبيعي حتى وقت متأخر من الأسبوع الحالي. وتقول «ديلي تليغراف»: إن الوضعية الأسوأ سجلت في مدينة برمنغهام (وسط إنجلترا)؛ حيث نظمت النقابات، في ظل أزمة البرد ومباشرة بعد عيد الميلاد، إضرابا لمدة يوم. ونقلت الصحيفة عن سكان في برمنغهام قولهم إن أكياس القمامة لم يتم جمعها من أمام منازلهم منذ 14 ديسمبر الماضي «والأكياس مكدسة في كل ركن من كل شارع». ودفعت الأزمة بعض البلديات إلى تقديم نصائح إلى السكان باستهلاك كميات أقل من الطعام أو الهدايا «بهدف التقليل من القمامة».

وهناك بلديات أخرى، مثل بلدية برادفورد (شمال إنجلترا)، طلبت من السكان الصبر حتى عودة خدمات جمع القمامة إلى المستوى المعتاد. وقالت البلدية على «تويتر»: «الدوريات بطيئة بسبب كميات القمامة.. إذا كان وقت جمع القمامة الخاصة بكم هذا المساء فإن من الممكن أن يأتي العمال غدا».

وأقرت «جمعية الحكومات المحلية»، وهي عبارة عن مظلة لكل المجالس المحلية في بريطانيا، بأن عمليات جمع القمامة تأجلت لأسباب تتعلق بالصحة والسلامة. وقال متحدث باسم الجمعية: «مررنا بظروف جوية شتوية قاسية، مما جعل، في بعض الحالات، عمل جمع أنواع من القمامة يتسم بالخطورة». وأضاف أن بعض عمال البلديات أخذوا إجازات، وهناك عمال في قطاعات أخرى، مثل قطاع تنظيف الشوارع، طلب منهم القيام بأعمال أخرى مثل إزالة القمامة.

التعليقات