فيديو يرصد انتحاري ستوكهولم متعثراً ويجهد لتفجير عبواته الناسفة..شاهد الفيديو

فيديو يرصد انتحاري ستوكهولم متعثراً ويجهد لتفجير عبواته الناسفة..شاهد الفيديو
غزة - دنيا الوطن
بثت صحيفة "أكسبريسن" السويدية شريط فيديو يبدو فيه "انتحاري ستوكهولم" تيمور العبدلي وهو في شارع للمشاة بوسط ستوكهولم يروح ذهاباً وإياباً وقد تعرقلت معه الأمور وهو يحاول على ما يبدو تهيأة حزامه الناسف بلا جدوى، ثم توقفت اللقطات بانبهار ضبابي نتج عن انفجار. 

وبدا العبدلي في الشريط مموه الوجه تقريباً لبعده عن الكاميرا، لكنه كان في الوقت نفسه والمكان عينه الذي حدث بقربه الانفجار، كما ظهر في بعض اللقطات يتحدث عبر جهاز اتصال كان لديه، وهو ما أكدته، أمس الخميس 16-12-2010، سيدة سويدية برزت للمحققين كشاهد حاسم على وجود شركاء لتيمور" بحسب ما أخبر به "العربية.نت" أحد العاملين في "أكسبربسن" عبر الهاتف.

وبدا في الفيديو أحد المحققين يشرح كيف ظهر تيمور وعلى ظهره بدت حقيبة وضع فيها مئات المسامير، وبدا أيضاً وهو يستخدم جهازاً لاسلكيا يتحدث عبره إلى أحدهم. كما تمت إضافة خطوط حمراء إلى الشريط لإيضاح كيف انعطف الانتحاري فيما بعد إلى شارع متفرع من الذي كان فيه لتهيأة الحزام بعيداً عن الأعين، وفي ذلك الشارع تعرقلت معه الأمور ولم يستطع على ما يبدو إكمال تهيأة الحزام لأن إحدى 6 قنابل كانت فيه تعطلت، فانفجرت واحدة من القنابل الأنبوبية وأردته قتيلاً للحال.

شخص رافقه وهو يشتري السيارة


وروى إعلامي ما اكتشفه المحققون أمس بالذات، وهو أن شخصاً كان برفقة تيمور حين اشترى السيارة في بلدة ترانوس بأواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي "لذلك فهناك توقعات بأن تكشف الأجهزة الأمنية السويدية عن معلومات مهمة في الأيام القليلة المقبلة"، وفق تعبيره.

وتروي السيدة السويدية في شهادتها أنها سمعت صوت شريك لتيمور "وكان يتحدث عند مدخل الدرج المؤدي الى شقتها قبل ربع ساعة من حدوث التفجير"، فأطلت برأسها من باب الشقة وسمعته أكثر، وقالت إنه كان يصرخ ويتحدث بصوت عال بلغة أجنبية، وكان ما يشبه الصفير يرافق عباراته وهو يتحدث بجهاز لاسلكي"، وهي شهادة اعتبرها المفتش العام للشرطة، أندرس تورنبيري، حاسمة للتأكيد على وجود شركاء لتيمور في عمليته الإرهابية.

لذلك أصبح معظم المحققين السويديين، وكذلك 7 محققين من "إف.بي.آي" وآخرون من جهاز المخابرات البريطانية الخارجي، ممن يشاركون بالتحقيقات، شبه متأكدين من أن تيمور العبدلي، الذي ألمت "العربية.نت" بمعلومات جديدة عن شخصيته، لم يكن وحده، وأن هناك شريكاً أو أكثر كان بعيداً أقل من 5 كيلومترات عن المكان الذي حدث فيه التفجير المزدوج بعد ظهر السبت الماضي.

يؤكد ذلك أن جهاز اللاسلكي الذي تم العثور عليه قرب جثه، هو "ووكي توكي" بموجة منخفضة تسمح ببث الصوت لمسافة تزيد على 50 كيلومتراً في المناطق المفتوحة، الا أن مجاله الراديوي لا يتعدى 5 كيلومترات وسط أبنية المدن المكتظة بالحواجز والمشوشات المعطلة الاتصال.

وتركز التحقيقات بعد التأكد من وجود شركاء لتيمور، الذي مازالت جثته لدى المحققين خاضعة لفحص متنوع، على رحلة استمرت أكثر من 3 ساعات قطع خلالها 267 كيلومتراً بسيارته من حيث تقيم عائلته في بلدة ترانوس في أقصى الجنوب السويدي، الى ستوكهولم، لأن الرحلة مفتاح لكشف الكثير من الذيول.

البحث عمن رافقه إلى ستوكهولم

يريدون التعرف الى من كان معه في السيارة حين انطلق بها في الصباح الباكر يوم السبت الماضي، وهي مهمة سهلة، لكنها تحتاج وقتاً يتم خلاله فحص جميع الصور التي التقطتها الرادارات لجميع السيارت التي مرت في مجال رصدها طوال الرحلة، ولابد أن أحدها أو أكثر التقط صور فيديو عن قرب لسيارته، وهي طراز "أودي" بيضاء، بحيث يتم مسحها بجهاز سكانر لكشف عمن كان يرافق سائقها.

وهناك طريقة أسهل، وبدأت تتعامل معها أجهزة التحقيق، وهي الحصول على كل ما التقطته كاميرات مثبتة في محطات بيع الوقود بين ترانوس وستوكهولم، وهي أكثر من 8 محطات مزودة جميعها بكاميرات للرصد المتنوع، لأنه لابد أن يكون تيمور العبدلي توقف في إحداها للتزود أو لشراء شيء ما.

كما يجري الآن فحص صور التقطتها جميع الكاميرات المثبتة في مواقع مختلفة من وسط ستوكهولم التجاري، لعل وعسى تظهره إحداها وهو مع أحدهم قبل أن يودعه وينفرد بنفسه في ما بعد متجهاً بالسيارة الى حيث أوقفها وبداخلها 6 أسطوانات متوسطة الحجم من الغاز، عمل على توقيتها بحيث تنفجر جميعها دفعة واحدة بعد دقائق معدودات، ثم خرج جرياً من السيارة قاصداً شارعاً للمشاة في ساحة "هوترييت" الشهيرة، وفيه كان المتواجدون بالمئات منهمكين في شراء احتياجات أعياد الميلاد.

وكان العبدلي يريد أن يندسّ بينهم، وكان عليه قبلها أن يتعامل مع حزامه الناسف بحيث يجعله ينفجر بعد دقائق يكون قد أصبح معها وسط حشود المارة فيقتل أكبر عدد منهم بانفجار العبوات الأنبوبية التي تتطاير على إثرها كالرصاص مئات من المسامير متنوعة الأحجام والأنواع كل منها قاتل كشظايا القنابل، واكتظت بها حقيبة وضعها على ظهره وبدت بوضوح في الفيديو، لكنه تلعثم وارتبك فأجرى اتصالاً بالووكي توكي طالباً على ما يبدو شروحات، ومحاولاً في الوقت نفسه إدخال يده الى الحزام الناسف لتهيأته للانفجار، فلم يفلح وانفجرت عبوة واحدة قضت عليه وحده.

وآخر كان معه وقت تسجيل وعيده

وبعض الجديد أيضاً هو ما كشفته قناة "تي.في 4" السويدية، من أن تسجيلاً صوتياً لتيمور تضمن صوتاً غير صوته، بحسب ما قال مهندس صوت استشارته، وهو يوهان أوغرين، الذي أكد وجود صوتين مختلفين، أحدهما خفيف ويمكن سماعه بعد أن يتوقف تيمور عن لفظ عبارة ليلتقط أنفاسه استعداداً للفظ أخرى، وفي هذه الثانية بالذات يمكن سماع صوت شخص آخر.

وقال أوغريان: "ولأنه يستحيل التحدث والتنفس معاً فإن الصوت الآخر لم يكن صوته في الغرفة بالتأكيد"، وفق ما وصف به الشريط الذي تلقاه جهاز الاستخبارات السويدي، المعروف اختصاراً باسم "سابو"، وكذلك وكالة الانباء "تي.تي" قبل دقائق من التفجير، وتضمن إعلان تيمور نيته القيام بأعمال ضد السويد لتواجدها العسكري بأفغانستان ودعمها للرسام لارس فيلكس صاحب كاريكاتيريات أساءت للنبي الأعظم.

كما ذكرت صحيفة "سفينسكا داغبلاديت" السويدية، نقلاً عن مصادر قريبة من ملف التحقيقات، أن سكوتلنديارد يحقق الآن في صلة محتملة بين العراقي تيمور والمتشدد أبوحمزة المصري، الإمام السابق لمسجد "فينسبيري بارك" بلندن، والسجين منذ 2007 في بريطانيا بعقوبة مدتها 7 سنوات لتحريضه على قتل غير المسلمين.

وتحدثت "سفينسكا" عن 200 متشدد إسلامي يعتقد المحققون بأنهم يقيمون في السويد البالغ عدد المسلمين فيها أكثر من 500 ألف نسمة، معظمهم عرب ومعظم العرب عراقيون. إلا أن تيمور لم يكن بينهم موضوعاً على رادارات الرصد الأمني، ولا مدرجاً بين من يمكن اعتبارهم شبكة إرهاب مرتبطة خيوطها مع الخارج، وفق ما قالت مالينا ريمبي، رئيسة المحللين بوحدة مكافحة الإرهاب في جهاز "سابو" المخابراتي.

تيمور فوضوي وعجول ومستصغر للشرر


وعلى الصعيد الشخصي لتيمور، فقد اتضح أن عائلته غادرت بغداد في 1990 الى الأردن، وفيه طلبت اللجوء من مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بعمّان، بحسب ما علمته "العربية.نت" من مقرب للعائلة نقلاً عما سمعه من نسيب لها، وهو ابن عم تيمور واسمه عمر عباس العبدلي.

ويقيم عباس، الذي اتصلت "العربية.نت" برقم هاتفه المنزلي أمس ولم يرد، في بلدة ترانوس أيضاً، وأخبر أن المفوضية ضمت طلب لجوء العائلة الى "كوتا" الدول الاسكندنافية، حيث لا يحصل الطالبون عليه إلا حين ترد أسماؤهم ضمن الحصة السنوية المخصصة للسويد، ولم يأت دور تيمور وعائلته إلا بعد عامين.

ويقول المقرّب أيضاً إن تيمور، الذي كان يعمل في محل للموكيت والسجاد والأسرّة والفراش وتوابعها في بلدة ليوتن البريطانية، كان فوضوياً ومتعثراً ومرتبكاً دائماً، وغير منظم، وينسى أغراضه أين وضعها، وكثير الوعود قليل الالتزام بها، وهو عجول جداً "ومستصغر للشرر ولا يبالي بالعواقب"، بحسب ما عرف المقرّب من أفراد عائلته، وكذلك من خلال 3 أسابيع تعرف اليه فيها ببلدة ترانوس.

وعائلة العراقي ثامر عبدالوهاب العبدلي وزوجته الأردنية الشركسية، ليلى بكير، وهما والدا تيمور، وكذلك شقيقتاه تامارا وتارا، هم حالياً في وضع سيئ، فلا يخرجون من البيت المحاصر من الصحافيين والفضوليين، ولا يردون على الاتصالات الهاتفية، وباتوا يخشون على مصيرهم وحياتهم من العواقب.

وذكر المقرّب، المقيم في ترانوس منذ 20 سنة، أن أفراد عائلة العبدلي تائهون والأمور غير واضحة لهم "ويفكرون في مغادرة السويد الى مكان لا يعرفهم فيه أحد". وشرح أن نظرة السويديين للعرب والمسلمين ساءت "فهذه بلاد لا تعرف المشاكل والحروب وأعمال العنف منذ قرنين تقريباً، وشعبها بريء بسيط ومضياف، ولم يكن يتصور أن يستهدفه بعدوان في عقر داره من فتح له ذراعيه ليحميه من نظالم بلاده الظالم"، كما قال.

من العراق: خطر يحدق بالدنمارك

ومن أوسلو ورد الأخطر: في عدد الجمعة 17-12-2010 من صحيفة VG النرويجية أن معلومات مصدرها العراق تشير إلى أن تنظيم "القاعدة" انهمك قبل أشهر في التخطيط لعمليات انتحارية موعود تنفيذها خلال احتفالات الميلاد في عدد من الدول الاسكندنافية، "ومن بينها الدنمارك بشكل خاص"، كما قالت.

ويحاول أئمة المسلمين استخراج بعض الدروس مما حدث، وقد تكاتف بعضهم على أن تتناول خطبهم اليوم الجمعة عملية تيمور "وما أحدثته من شروخات وخطر توابعها على الإسلام والمسلمين وعلى علاقة الجالية الإسلامية بالسويد وشعبها"، وفق ما نقلت "سفينسكا داغبلاديت" عن إمام مسجد بجنوب ستوكهولم، وهو الشيخ عبدالرحمن بن محمود، ويتوقعون أن يكتظ بأكثر من 2500 من المصلين.

كما دعت جمعيات إسلامية وعربية عدة، ومنها الجمعية الفلسطينية بمدينة مالمو الساحلية بالجنوب، الى تظاهرة ضخمة غداً السبت في ساحة "غوستاف أدولف توريت". ومن ستوكولم صدر بيان عن المهندس محمود الدبعي، وهو الأمين العام لاتحاد مسلمي السويد وممثل المسلمين لدى الحكومة السويدية، قال فيه عبارة مؤلمة: "إن الإسلام مهدد من استخدامه للقيام بعنف مرفوض، وحان الوقت لإنقاذه". 






التعليقات