رئيس قزقستان يطالب علماءه بإكسير الحياة لحكم البلاد إلى الأبد

رئيس قزقستان يطالب علماءه بإكسير الحياة لحكم البلاد إلى الأبد
صلاح أحمد من لندن

أمر رئيس قزقستان، نورسلطان نظربايف، علماء البلاد بأن يركزوا طاقاتهم على سبل البحث عن إكسير الحياة، وقال  «الناس في عمري هذا يتعجلون الحصول على عقاقير المستقبل في أقرب وقت ممكن.. الآن إذا تكرمتم».

ربما سعت كليوباترا للحفاظ على شبابها بحمامات الحليب. لكن نورسلطان نظربايف، رئيس قزقستان، لا يريد ما هو أقل من الحياة الأبدية نفسها.
ولهذ فقد أمر الرئيس علماء البلاد في معهد جديد للأبحاث بأن يركزوا طاقاتهم على سبل البحث عن إكسير الحياة. وقال نظربايف (70 عاما)، الذي ظل يحكم شعبه بقبضة من حديد على مدى 19 عاما، إن مهمة العلماء في معهد العاصمة الجديدة استانا هي «التركيز على دراسة تجديد خلايا الكائنات الحيّة وخارطة الجينوم البشرية، وإنتاج الأنسجة البشرية والأدوية التي تتخذ من المورّثات أساسا لها».

وقالت الصحف البريطانية التي أوردت النبأ الأربعاء إن نظربايف، الذي كان يلقي خطابه في إحدى جامعات استانا الأربعاء، تخلى عن النص الكتوب لحظات ليقول فيها للطلاب: «الناس في عمري هذا يتعجلون الحصول على عقاقير المستقبل هذه في أقرب وقت ممكن.. الآن إذا تكرمتم».

وقبل شهرين اقترحت مجموعة عرقية من القزق من اصول كورية في برلمان البلاد على الرئيس الاستمرار في الحكم حتى العام 2020. ورد هو عليهم قائلا: «ربما.. ولكن عليكم إمدادي بإكسير الشباب والطاقة. ربما كان لديكم شيء كهذا في كوريا.. نعم أرغب في حكم البلاد حتى 2020 وما بعده.. فقط اعثروا لي على إكسير الحياة».

وكان خطاب نظربايف الأربعاء هو المرة الثالثة، خلال سنة، التي يطلب فيها الى علماء البلاد العثور على شيء يسد الطريق على الموت. ففي سبتمبر / ايلول 2009 خاطب لجنة علمية حكومية بقوله: «العقاقير المضادة للتقادم.. التجديد الطبيعي.. الحياة الأبدية.. هذه هي الأشياء التي يبحث فيها الناس هذه الأيام. والدول التي تعثر عليها ستكون هي المتقدمة وتلك التي تخفق ستصبح المتخلفة».

ولو كان ثمة من يشك في أن الرئيس جاد في ما يقول، فقد أعاد الكرة بعد شهر على ذلك عندما خاطب تجمعا في جامعة قزقستان الوطنية في العاصمة السابقة المآتا قائلا: «منع التقادم يتخذ مكانه بين أهم الأشياء. أتحدث هنا عن إطالة الحياة. وبغض النظر عن صعوبة الأبحاث فإن التوصل الى هذا الأمر يجب ان يحدث عاجلا أو آجلا. لماذ لا يلقي العلماء القزق بهذه المهمة على عاتقهم؟ ألن يلهم هذا شبابنا الذي يعيش الآن أحلى لحظات العمر»؟..
.. واضح أن الرئيس القزقي يعني ما يقول ويريد حكم البلاد الى الأبد!

بطاقة شخصية
ولد نورسلطان نظربايف في 6 يوليو / تموز 1940 في شيمولغان، قزق السوفياتية، وترقى في صفوف الحزب الشيوعي، ليصبح أول رئيس لقزقستان المستقلة في 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وبهذا يكون قد أمضى في سدة السلطة 19 عاما حتى الآن. وهو متزوج من سارة البيسكيزي نظربايفا وله منها ثلاث بنات هن داريغا ودينارا وعاليا.
 
ورغم أنه أعلن إلحاده إبان الحقبة السوفياتية، فقد شدد على إسلامه بعد إسدال ستار ختامها وأدى فريضة الحج، وأمر بصيانة مساجد البلاد. وفي 2005 أمر بإجراء انتخابات رئاسية جديدة وأعلن فوزه بها بنسبة 91.15 في المائة. وهي نتيجة شككت فيها «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» والهيئات السياسية الدولية الأخرى. وأدى نظربايف اليمين الدستورية في يناير / كانون الثاني 2006 لولاية جديدة مدتها سبع سنوات.

وتبعا لسيرة حياته في الموسوعة الحرة «ويكيبيديا» فهو متهم بتحويل مليار دولار على الأقل من ثروة البلاد من النفط والغاز الى حساباته المصرفية الشخصية في عدد من البلدان، وبأنه أتاح لأفراد أسرته احتكار بعض أهم الأنشطة التجارية في البلاد.
وإضافة الى هذا فإن ثمة تقارير تقول إنه استفاد كثيرا من علاقات «خاصة» برجل الأعمال القزقي - الأسرائيلي الكسندر ماشخيفيتش الذي يقال إنه صار يسيطر منذ العام 2004 على ربع الاقتصاد القزقي.

ولكن بشهد لنظربايف، في المقابل، بأن البلاد شهدت ازدهارا نسبيا في عهده. ففي الفترة من 2001 وحتى اندلاع الأزمة المالية العالمية نما الاقتصاد القزقي بنسبة 10 في المائة سنويا. وفي مطالع العام الحالي وعد بإجراء إصلاحات ديمقراطية لا يزال العالم والقزق ينتظرونها.
وقزقستان جمهورية تمتد رقعتها على قارتين إذ انها جزء من آسيا الوسطى وأيضا من أوروبا الشرقية. وهي تاسع أكبر دولة من حيث المساحة في العالم (أكبر من أوروبا الغربية).

وقزقستان إحدى ست دول «توركية» مستقلة في العالم، ولها حدود مشتركة مع كل من روسيا والصين وقرغيزستان واوزبكستان وتركمانستان. وحتى العام 1997 كانت تتخذ من المآتا عاصمة لها، لكن هذه نقلت منذ ذلك الحين الى استانا أكبر مدن البلاد.
 

التعليقات