وثائق سرية اميركية تكشف تقديم وزير الدفاع اللبناني نصيحة لاسرائيل عبر الاميركيين حول كيفية التخلص من حزب الله

وثائق سرية اميركية تكشف تقديم وزير الدفاع اللبناني نصيحة لاسرائيل عبر الاميركيين حول كيفية التخلص من حزب الله
غزة - دنيا الوطن
نقلت صحيفة "لوس انجيليس تايمز" الاميركية الجمعة عن رسائل دبلوماسية سربها موقع ويكليكس ان مسؤوليين اميركيين تعاونوا مع وزير الدفاع اللبناني الياس المر في عمليات تجسس على حزب الله وفي سماح محتمل لاسرائيل بمهاجمة الحزب خلال الاسابيع التي سبقت المواجهة العسكرية في أيار (مايو) 2008.

وورد في احدى هذ الرسائل الاميركية ان وزير الدفاع الياس المر قدم نصيحة للاميركيين طالباً منهم احالتها على اسرائيل في ما يتعلق باي هجوم اسرائيلي على حزب الله، وتعهد بعدم اشتراك الجيش اللبناني في مثل هذه الاعمال القتالية.

وجاء في رسالة بعثت بها السفيرة الاميركية آنذاك ميشيل سيسون الى واشنطن في آذار (مارس) 2008 ان "المر يحول ان يعرف المدة الزمنية اللازمة لهجوم للقضاء على حزب الله". وتضيف ان المر أكد ان الجيش اللبناني "سيعمد الى ان يضع سلفاً ااطعمة واموالاً وكميات من المياه لتلك الوحدات حتى تبقى في قواعدها عندما تدخل اسرائيل لملاحقة حزب الله".

وجاء الكشف عن هذه المعلومات في وقت حساس بشكل خاص في لبنان بالنظر الى ان محكمة دولية تستعد لاصدار اتهامات ضد الذين اغتالوا رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وكان من السنة الموالين للغرب. وقال مسؤولون لبنانيون ان الاتهام سيوجه الى افراد من حزب الله، الامر الذي يزيد من حدة التوتر المتصاعدة بين السنة والشيعة في البلاد. وقد تعهد الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله بان يقاوم افراد الحزب اي امر بالاستدعاء يوجه اليهم، ودعا المسؤولين اللبنانيين الى التنصل من المحكمة.

وتقول الصحيفة الاميركية ان المر، وهو ظاهريا عضو في كتلة حيادية سياسية، قد يجد نفسه في وضع حرج. وقد وصف بيان صادر عن مكتبه أمس الخميس ان البرقيات "غير كاملة وغير دقيقة"، حسب وكالة الانباء الالمانية "د.ب.أ".

وجاء في البرقيات انه قال ان "الهدف الاستراتيجي للجيش اللبناني هو ان يبقى دون اي خسائر لثلاثة اسابيع من القتال، وان يستولي على ما قام حزب الله بتدميره".

وابلغ الوزير المر الاميركيين ان على اسرائيل ان تتحاشى مهاجمة الجنوب اللبناني حيث يقوم الالاف من القوات الدولية بدوريات و"ألا تدمر الجسور والبنية التحتية في المناطق المسيحية".

وبحسب ما جاء في الرسائل الاميركية، فان المر نصح الاسرائيليين عبر دبلوماسيين اميركيين بقصف مواقع صواريخ حزب الله في وادي البقاع وفي الاماكن الاخرى.

وكانت معارك العام 2006 قد جرت بصورة رئيسية بين القوات الاسرائيلية وقوات حزب الله فيما بقي الجيش اللبناني بعيدا عن الاشتباكات. الا ان الدينماميكية السياسية في لبنان تغيرت منذ النزاع المحلي في ايار (مايو) 2008. ففي الصيف الماضي قام اللبنانيون بالتهليل على نطاق واسع لجيشهم عندما اشتبك الجنود في عملية حدودية مع الاسرائيليين.

وتكشف برقيات دبلوماسية اميركية ان المسؤولين الاميركيين تجاهلوا احتجات بريطانية على رحلات تجسس جوية اميركية من قاعدة اكروتيري الجوية البريطانية في جزيرة قبرص للتجسس على مواقع حزب الله في لبنان.


"مسح الارز"

وتكشف البرقيات التي نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية مقالاً عنها في موقعها الاليكتروني الجمعة استخدام قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص لطلعات قامت بها طائرات الاستطلاع الاميركية من نوع "يو 2" للتجسس على مواقع حزب الله في لبنان وان ذلك اثار جدلاً حاداً بين مسؤولين بريطانيين والسفارة الاميركية في لندن. وتنقل احدى البرقيات عن وزير الخارجية البريطاني آنذاك ديفيد ميليباند قوله ان "صانعي السياسة بحاجة للسيطرة على العسكريين".

وطالب وزراء بريطانيون بسجل رقابة على عمليات التجسس السرية تلك التي اطلق عليها اسم "سيدر سويب" (أي "مسح الارز") وكانت مخصصة لجمع استخبارات زعم انه كان يجري تمريرها بعدئذ الى السلطات اللبنانية لمساعدتها في تحديد اماكن وجود عناصر حزب الله. واضافت "ذي غارديان" ان "مثل هذه الرحلات الجوية كان يقوم بها الاميركيون في الماضي ايضاً نيابةً عن اسرائيل".

وتقول الصحيفة البريطانية: "تكشف البرقيات (الاميركية) انه بالاضافة الى الطلعات فوق لبنان، كانت طائرات يو-2 من (قاعدة) اكروتيري تجمع استخبارات فوق تركيا وشمال العراق. وكانت المعلومات ترسل سراً الى السلطات التركية ضمن عمليات اسمها الرمزي هايلاند وورير. وفي الحالتي كلتيهما احتج البريطانيون على ان القصد من نتاج الاستخبارات هو تمريره الى حكومات طرف ثالث".

وفي 18 نيسان (ابريل) طالبت بريطانيا سفارة الولايات المتحدة باعطاء تفاصيل كاملة عن جميع الطلعات الجوية حتى يمكن للوزراء معرفة ما اذا كانت "تعرض المملكة المتحدة لتهمة التواطؤ في اعمال غير قانونية...هذه نقطة مهمة للوزراء".

التعليقات