تغيير نمط الحياة.. أفضل علاج لمرض السكري من النوع الثاني

تغيير نمط الحياة.. أفضل علاج لمرض السكري من النوع الثاني
غزة - دنيا الوطن
يتوقع الخبراء أنه بحلول عام 2030 ستضاعف نسبة المصابين بمرض السكري (خاصة من النوع الثاني) بنسبة 100 في المائة.. مما حدا بالمنظمات والهيئات الدولية أن تكثف جهودها لمكافحة هذا المرض في إطار التوعية به وسبل علاجه وكيفية التعايش معه بصورة سليمة.
وفي سياق الاحتفال باليوم العالمي للسكري، أقامت الجمعية المصرية لرعاية مرضى السكري في إطار حملتها التي تحمل شعار «سكر مضبوط»، مؤتمرا صحافيا علميا يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالقاهرة، للتوعية بخطر انتشار النوع الثاني من المرض.

أشار البروفسور جان جاك ألتمان، رئيس وحدة خدمات السكري بمستشفى جورج بومبيدو بفرنساوفي كلمته أمام الحضور، إلى أن معدلات الإصابة بالمرض أصبحت في تزايد مستمر وبمعدل أسرع من ذي قبل، ضاربا المثل بالوضع في فرنسا، حيث ارتفعت نسبة الإصابة بمرض السكري من 4% إلى 4.5% خلال العام الحالي، مما يعني أن أكثر من مليوني فرنسي يعانون من هذا المرض.

وقال إنه بالمقابل، يوجد في مصر أكثر من 8 ملايين مريض، بينما يفوق عدد المرضى على مستوى العالم 200 مليون، وأن مستوى الوفيات جراء الإصابة بالمرض في تزايد مستمر، مشيرا إلى أن ارتفاع نسبة المصابين بالمرض في مصر قد يرجع إلى ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية المطلوبة لمكافحة هذا المرض.

* الجينات والبيئة

* وقال ألتمان إن مرض السكري من النوع الثاني ناتج عن تزامن عاملين أساسيين، هما الجينات والبيئة، موضحا أن الجينات الموروثة تعرض بعض الفئات إلى مخاطر الإصابة بأمراض من قبيل البدانة والسكري أكثر من غيرهم، رغم أنهم لا يفرطون في تناول الطعام، نتيجة احتفاظ أجسامهم بالسعرات الحرارية وتخزينها بدلا من حرقها.

وأشار أيضا إلى أن أسلوب الحياة غير الصحي والعادات الغذائية الخاطئة، من الإفراط في تناول الوجبات السريعة المليئة بالزيوت المهدرجة والمياه الغازية المليئة بالسكريات المضرة والمكوث من دون بذل مجهود لفترات طويلة، من أهم أسباب الإصابة بالبدانة، وبالتالي ترتفع فرص الإصابة بمرض السكري، قائلا إنه يتذكر مقولة أحد مرضاه ومفادها أن «الأمر لا يتطلب شهادة في الطب حتى يدرك المرء أنه إذا اتبع نظاما غذائيا سليما ومارس الرياضة بشكل منتظم، فلن يصاب بمرض السكري أو مضاعفاته».

* تغيير نمط الحياة

* وذكر ألتمان أيضا أن السيطرة على مرض السكري ليست مسألة مستحيلة، بل إنها أبسط بكثير مما قد تبدو عليه، وأن كل ما يتطلبه الأمر هو تعديل أسلوب الحياة إلي آخر أكثر ملاءمة للصحة، والابتعاد عن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، إلى جانب ممارسة الرياضة البدنية من 20 إلى 30 دقيقة يوميا على الأقل.

وأشار إلى أنه عرف أن الحكومة في مصر تقوم بدعم السكر الأبيض وزيوت الطعام، وحذر من أنه يجب محاولة الإقلال من استهلاك هذين المنتجين على وجه الأخص، حتى بالنسبة للأشخاص الطبيعيين من غير مرضى السكري.

وحين سئل عن العلاجات الطبية للمرض، قال ألتمان «فضلت ألا أتحدث عن العلاج لأن تعديل أسلوب الحياة في رأيي هو العلاج الحقيقي لمرض السكري. لكن تظل العقاقير التقليدية للمرض مثل (ميتفورمين) و(إل – كارنيتين) هي السائدة، وإن ظهرت في الأسواق أدوية جديدة تحد من تمثيل السكر».

وبدوره، أكد الدكتور إبراهيم الإبراشي، مندوب وزارة الصحة المصرية، عميد المعهد القومي للسكري، أن إطلاق المشروع القومي لمكافحة مرض السكري تم في مصر يوم 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وأن التوعية الإعلامية بالمرض ومخاطره بدأت عبر الأجهزة المرئية والمسموعة والصحف، إلى جانب النوادي الاجتماعية ومراكز التسوق.. مشيدا برد فعل الجمهور، الذي فاق كل توقع، وبخاصة من الشباب الذين أقبلوا بصورة كبيرة للكشف المبكر عن المرض.

يذكر أن الجمعية المصرية لرعاية مرضى السكري هي جمعية غير ربحية، تهدف إلى تثقيف وتعليم الأطفال والشباب والبالغين المصابين بمرض السكري، وإمدادهم بالمعلومات الطبية الموثقة علميا لمساعدتهم على التعايش مع المرض، وذلك من خلال برنامج تثقيفي معتمد من جمعية مساعدة مرضى السكري الشباب الفرنسية المناظرة «A.J.D» (Aide aux Jeunes Diabétiques).

التعليقات