السعودية: المنازل الخشبية بديل جديد في طور البحث عن تخفيض التكلفة

السعودية: المنازل الخشبية بديل جديد في طور البحث عن تخفيض التكلفة
غزة - دنيا الوطن
وضعت المنازل التي تعتمد على نسبة كبيرة من تركيبتها على الخشب في لائحة البدائل في السعودية في طور البحث عن تخفيض لتكلفة بناء المسكن المرتفع في البلاد، في ظل ارتفاع أسعار الأيدي العاملة وبعض مواد البناء كالحديد والإسمنت الخاضعين لعوامل العرض والطلب.
وقد تكون البعثات الخارجية للسعوديين للدراسة أو السياحة أسهمت في اكتشاف تلك البدائل لبناء المنازل التقليدية من حيث التكلفة أو من جانب التصميم ونوعية البناء بعد أن خاضوا تجربة السكن في منازل تم تشييدها بمواد تختلف عن المنازل التقليدية في السعودية والمشيدة بالحديد والإسمنت، ومن أهم تلك المنازل البيوت الخشبية التي بدأ السعوديون في الإقبال عليها لخلفيتهم السابقة عن جدواها في سفرياتهم للخارج بعد أن تبنت عده شركات محلية في استيراد وتسويق المنازل.

وتنفذ البيوت الخشبية على نطاق واسع في أوروبا وأميركا لقلة تكلفتها وسرعة تنفيذها وتتميز تلك المنازل بجمال الشكل مقارنة بالمساكن المسلحة، كما يطلق عليها في السعودية لتسليحها بالحديد والإسمنت، فإنها تضمن درجة أمان عالية ضد الحرائق بأنواعها، حيث يتم وضع مواد عازلة خارجية باستخدام مادة «الجبس الأبيض» مع ضمان لمدة 10 سنوات للحفاظ على جودة المواد الموضوعة، التي بدورها تكون طاردة للحشرات، كما توفر إمكانية فك ونقل المنزل في أقل من يومين دون التأثير على جودتها وتماسكها، على أن تتم تركيب الوصلات الكهربائية في أماكن مخصصة على جدران المنزل الأرضية أو العلوية وإيصالها بمفاتيح مما يقلل من خطورة الكهرباء ونشوب الحرائق.

وبحسب متخصصين فإن عملية البناء تتم حسبما تروج لها شركات متخصصة في هذا المجال باستخدام أخشاب متخصصة دون الحاجة لحفر القواعد واستخدام الرمل أو الإسمنت أو الحديد، إضافة إلى تميزها بدرجة أمان ضد الحريق، حيث يتم وضع مواد عازلة خارجية باستخدام مواد عازلة.

وفي الوقت الذي يسهم عامل تثبيت مسامير قوية بين الأعمدة والجدران في متانة وقوة المنزل ويوضع في الأرضيات والجدران كما يعمل في المنازل التقليدية من ناحية تغطيتها بالسيراميك وطلاء الواجهات الداخلية والخارجية بالأنواع العادية للدهان أو الجبس الموجود في الأسواق، وغالبا ما يتم تسليم المنزل جاهزا مع الديكور الداخلي والخارجي.

وأوضح عادل الكامل الذي يعمل مدير تنفيذ لشركة في مجال السجاد «في أميركا لا يختلف اثنان على أن المنزل الخشبي هو أفضل المنازل وخاصة في مناطق الأرياف والأحياء الراقية إلا أن اعتمادها في السعودية أصبح ملحا وخاصة في ظل ارتفاع تكاليف البناء التي تشهد ارتفاعا مستمرا طوال الثلاث سنوات الأخيرة وخاصة في أسعار الحديد والإسمنت».

وذكر عبد الله الشهري الذي يعمل معلما ومن أصحاب السفر الخارجي، أن البيوت الجاهزة يفترض أن تكون مناسبة لذوي الدخل المحدود، إلا أن بعض المنازل وخاصة الخشبية تتجاوز أسعارها المنازل التقليدية وتصبح فقط محصورة على طبقة معينة فقط للحصول عليها. من جهته قال محمد الحسين، مدير فرع إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال في المنطقة الغربية من السعودية، إن «المنازل الخشبية ستشهد انتشارا كبيرا خلال السنوات المقبلة، نظرا لتوفيرها 40 في المائة من استهلاك الكهرباء ولمواصفاتها البيئية والصحية على الإنسان مقارنة بالمنازل المسلحة».

ودعا الحسين المطورين العقاريين إلى استبدال المنازل التقليدية بمنازل اقتصادية، التي منها المنازل الخشبية، خاصة في المشاريع السكنية للمجمعات السكنية والتي تتيح أسعارا مناسبة للمواطنين تسمح بامتلاك المنازل وخاصة لذوي الدخل المحدود.

محمد عقيلاني، مدير تسويق لشركة متخصصة في بيع المنازل الخشبية أشار إلى أن «زبائن هذا المنتج محصورون فقط على السعوديين الذين جربوا السكن فيها في زيارتهم الخارجية سواء في أميركا أو الدول الأوروبية». وأضاف «تتميز تلك المنازل بسهولة بنائها ونقلها من مكان إلى آخر وبوجود تصميمات كثيرة، بدءا من كوخ خارجي أو ملاحق بغرف محددة وانتهاء بأبراج سكنية تصل إلى 5 أدوار ولكن تبقى الفيللات السكنية الصغيرة أكثر التصميمات إقبالا».

وتابع «المنازل الخشبية تتميز باقتصادية الكهرباء لاحتفاظها بالبرودة لأوقات طويلة إضافة إلى عدم الحاجة لصيانتها الداخلية مع مرور السنين»، مشيرا إلى أن تكلفتها تبدأ من 1200 ريال (320 دولارا) حتى 2400 ريال (640 دولارا) للمتر المربع حسب نوعية التصميم والخشب المضاف وهناك تصميمات خاصة مسعرة بأسعار خاصة كالفيللات التي تتراوح ما بين 450 ألف ريال (120 ألف دولار) إلى مليون ريال (266 ألف دولار).

وتوجد المنازل الخشبية في الفيللات السعودية من خلال تصميم الملاحق الخارجية الذي يستخدمه السعوديون في استقبال الضيوف بشكل غير رسمي، وهو قد يكون بداية للتحول إلى بناء المنازل الخشبية بشكلها الكامل.

وأسهمت هذه المنازل في العالم وخاصة في اليابان على تقليل مخاطر الزلزال وفق تصاميم محددة تمنع هدم المنزل وقت وقوع الهزات الأرضية، ويضمن أصحاب تلك الشركات عدم تحديد عمر افتراضي للمباني المشيدة أو عدم تسببها للعفن أو التلف.

وتحتاج السعودية إلى ما يقارب المليون وحدة سكنية على مدى 5 أعوام مقبلة، وينتظر أن يقر نظام الرهن العقاري الذي يتوقع أن يشكل بنية تحتية لتملك المساكن في المملكة، في الوقت الذي يبحث عدد من الخبراء والمطورين العقاريين على بدائل كالمنازل الخشبية وتغير الثقافة الإسكانية من المنازل إلى الشقق السكنية.

وبحسب إحصائيات سابقة، فإن حجم السوق العقارية يبلغ نحو 1.2 تريليون ريال (320 مليار دولار)، وتعتبر من أكثر القنوات الاستثمارية طلبا في المملكة بتداولات عالية، إضافة إلى دعم الحكومة للقطاع من خلال مشاريع البنى التحتية وإنشاء المدن المختلفة كالمدن الاقتصادية والصناعية.

التعليقات