بكاء الرجال هكذا سيكون اسم الحرب القادمة على غزة

بكاء الرجال هكذا سيكون اسم الحرب القادمة على غزة

بقلم : د . سمير محمود قديح

باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية

مازالت مشاهد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ، راسخة في ذاكرة الفلسطينيين رغم مرور ما يقارب عام عليها ، تلك الحرب التي أحدثت دماراً شاملاً وكأن زلزالا ضرب القطاع , فالبيوت الفلسطينية أصبحت إما مدمرة بالكامل أو صامدة ترفض السقوط ولكنها بأية حال لا تصلح للسكن ، والأراضي الزراعية أصبحت أكوماً من التراب لا يعرف أصحابها حدودها .
فمنذ أن انتهت الحرب الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة , لوحت دولة الاحتلال بحرب جديدة على القطاع لاجتثاث ما أسمته ' العمليات التخريبية ' و تقصد بها إطلاق الصواريخ من القطاع على بلدة سيدروت و غيرها من البلدات المحاذية للقطاع ، من الفلسطينيين ما يقول أن العملية القادمة سوف يطلق عليها الاحتلال اسم ' عملية بكاء الرجال ' و منهم من يقول أسماء أخرى ، و كل هذه الأسماء إن دلت فإنها تدل على مدى شدة هذه الحرب القادمة ، المحللون السياسيون و العسكريون و الإستراتيجيون يرون أن هذه الحرب قادمة لا محالة ، و يبررون ذلك بأن هناك معطيات لها، و أول هذه المعطيات هي التصريحات الأخيرة لمسئولين سياسيين و عسكريين من دولة الاحتلال ، و التي أكدوا فيها وجود أسلحة تصل إلى مسافة طويلة داخل إسرائيل ، ووجود مضادات للطائرات ولا يستطيع الطيران الاسرائيلي بسببها من التحليق في سماء قطاع غزة و التي أيضا تخللها تهديدات بحرب جديدة على القطاع .
رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غابي أشكنازي صرح منذ عدة اشهر بأن الحرب على قطاع غزة سوف تكون في فصل الشتاء الحالي ، و مسؤول إسرائيلي آخر يصرح بأن الحرب القادمة سوف تكون في نفس الميعاد الذي نفذت به الحرب الأخيرة على قطاع غزة وان هذه الحرب سوف تكون قصيرة جدا .
أما أليكس فيشمان، محرر الشؤون العسكرية في صحيفة يدعوت الاسرائيلية يقول أنه "يمكن الافتراض بأن المواجهة ستستأنف بحجم واسع في أثناء (كانون الثاني يناير) القادم، مع ختام سنتين على حملة "رصاص مصبوب" .

ولفت فيشمان المقرب من دوائر صنع القرار في المؤسسة الحربية الإسرائيلي- إلى أن العد التنازلي للحرب المقبلة على غزة قد بدأت بالفعل. وقال فيشمان أن حركة "حماس" أجرت تجربة أولى على صاروخ بعيد المدى أطلق من شاطىء غزة نحو البحر، موضحاً "أن "حماس" بذلت كل جهد مستطاع لإخفاء هذا الإطلاق عن العيون الإسرائيلية"، على حد إدعائه.
ورأى فيشمان أن تجربة "حماس" المشار لها تأتي ضمن تطبيقها أحد الدروس المركزية من الحرب التي شهدتها غزة ، حيث قال:" إن قادة المنظمة توصلوا إلى الاستنتاج بأنه طالما لا تكون في أيديهم صواريخ تهدد "تل أبيب" فليس لديهم أي ورقة حقيقة تؤثر على الرأي العام في إسرائيل وتردع بشكل حقيقي الحكومة والجيش الإسرائيلي".
وعاد هذا الصحافي ليؤكد حديثه عن احتمال نشوب حرب في غزة حيث قال:" الشهر القادم، كفيلٌ بأن يكون الموعد الذي منه فصاعداً قد تنشب مواجهة".
وقد نشرت في تل أبيب، تقديرات جديدة تقول إن حربا ستقع في الشرق الأوسط وأن هذه الحرب باتت حتمية، بغض النظر عن الموضوع الإيراني. وأنها قد تقتصر على هجوم إسرائيلي على حزب الله في الجنوب اللبناني أو حماس في قطاع غزة أو كليهما معا.
وبنى المراقبون هذه التقديرات على أساس توجهات الجيش الإسرائيلي في الشهور الأخيرة، كما ظهرت في التدريبات العسكرية وفي نوعية الأسلحة التي تم تطويرها في الصناعات العسكرية الإسرائيلية وفي تصريحات مختلفة يطلقها من آن لآخر، قادة سياسيون وعسكريون. وآخرها تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقائد اللواء الشمالي في الجيش، اللواء جادي آيزنقوط من وجود منصات صواريخ واسلحة متطورة في قطاع غزة.
فالتدريبات العسكرية الإسرائيلية، وكذلك التدريبات المشتركة مع الجيش الأميركي، بنيت على أساس سيناريوهات متعددة، أبسطها تتحدث عن «استفزازات من حماس تستدعي ردا بحرب جارفة، ذات طابع مشابه للعملية الحربية الأخيرة، وأكبرها حرب على إيران لتدمير مفاعلاتها النووية تشارك فيها سورية وحزب الله وحماس معا. وتتجند فيها الولايات المتحدة بقوات تحارب مباشرة إلى جانب إسرائيل».
وحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر تلميحا عن موقف شبيه عندما قال في خطابه أمام مؤتمر الطيران في اللد، إنه «منذ أن تعرضت بريطانيا إلى الهجمة الصاروخية الألمانية في الحرب العالمية الثانية وقتل لها 9000 مواطن، لم تعرف البشرية دولة تعرضت لتهديدات خطيرة كهذه مثل إسرائيل. فأعداؤنا يقصفوننا بهدف قتل أكبر عدد من اليهود ثم يهاجموننا لأننا ندافع عن أنفسنا. ولكننا لن نقبل بهذا وسنعرف كيف نخلص شعبنا من هذا الخطر».
المحللون السياسيون و العسكريون و الإستراتيجيون يرون أن هذه الحرب قادمة لا محالة , و يبررون ذلك بأن هناك معطيات لها،و أول هذه المعطيات هي التصريحات الأخيرة لمسئولين سياسيين و عسكريين من دولة الاحتلال ، و التي أكدوا فيها وجود أسلحة تصل إلى مسافة طويلة داخل إسرائيل ، و التي أيضا تخللها تهديدات بحرب جديدة على القطاع .
واجمع خبراء في الشؤون الإسرائيلية ' ان الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة نتانياهو هي حكومة يمينية متطرفة لا يمكن أن تسير باتجاه السلام والخيار البديل لديها هو الحرب لأننا نعرف أن الشارع الاسرائيلي صوت إلها بأغلبية ساحقة لكي تقود المرحلة القادمة في الانتخابات السابقة حيث أيدت الحرب على القطاع '.
وتابع الخبراء قولهم ' كلنا شاهد زيارة نتانياهو وبارك للولايات المتحدة الأمريكية وعقدوا لقاءات مع القيادات الجمهوريين بالولايات ومع أقطاب اللوبي الصهيوني من أجل الدعم المادي والسياسي لأي حرب مقبلة على القطاع ' .
وحول إذا كانت الحرب المقبلة ستكون كبيرة قال الخبراء ' لا نتوقع أن تكون حرباً كبيرة مثل السابقة التي شنتها إسرائيل لكن نتوقع أن تكون حرب سريعة وخاطفة كما قالت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية فإسرائيل جاهزة تماما لحرب على غزة " .
وأكد الخبراء أن 'الحرب الدعائية التي تقوم بها إسرائيل مثل وجود طائرة بدون طيار لدى حماس وصواريخ تصل تل أبيب تدل على وجود نية حرب ، وهذا يشبه ما قامت به إسرائيل في الحرب السابقة' .
من الفلسطينيون ما يقول أن العملية القادمة سوف يطلق عليها الاحتلال اسم ' عملية بكاء الرجال ' و منهم من يقول أسماء أخرى ، و كل هذه الأسماء إن دلت فإنها تدل على مدى شدة هذه الحرب القادمة وقد بدأ حديث الشارع الغزي يتحدث عن الحرب القادمة ، والان حديث الساعة في قطاع غزة هو الحرب القادمة حيث بدأ المواطنين بتخزين المواد الغذائية خوفا من ان تطول المدة الزمنية للحرب . ومنهم من يقول انه سمع محلليين إسرائيليين يقولون أن الحرب القادمة على غزة مدتها عشرة دقائق ومنهم من يقول أن أهداف الحملة 215 هدف ومصادر عسكرية لفصائل المقاومة في غزة تقول أنها في فصل الخريف ... الخ .
وتاكيدا للحرب القادمة على قطاع غزة أن السيناريو الإسرائيلي الذي سبق الحرب قبل حوالي عامين قد أعادوه الإسرائيليون منذ أيام ، فقبل الحرب السابقة على قطاع غزة قال ضباط إسرائيل: ( لدي الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة صواريخ يمكن أن تصل لمدينة بئر السبع ومدينة أسدود)، وقبل يومين فقط، قال نفس الضباط أن فصائل المقاومة وحماس تمتلك صواريخ تصل حتى مدينتي رعنانا وكفار سابقا البعيدتين عن مدينتي بئر السبع والسدود ووسط تل ابيب، إضافة لما نشرته وكالات الانباء الاسرائيلية بان السلطات النيجيرية عثرت على أسلحة إيرانية كانت متجهة لقطاع غزة، وهذا مبررا لشن الحرب ، وفي الأيام المقبلة سنسمع في وسائل الإعلام الإسرائيلية قصص أخرى على لسان قادة الجيش والشباك والموساد ضد غزة، وكلها ستكون وفقا لخطة مبرمجة لشن حرب محتملة على قطاع غزة .
[email protected]

التعليقات