خذلوك يا نجاد كما خذلوا صدام

خذلوك يا نجاد كما خذلوا صدام
خذلوك يا نجاد كما خذلوا صدام

بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية

نفس السيناريو يتكرر مع الرئيس الإيراني نجاد ، فمسلسل الخذلان يتكرر مع نجاد كما حصل حرفيا مع صدام حسين . وأولى محطات الخذلان بدأت مع روسيا التي عول عليها صدام حسين وفوجئ بالموقف الروسي المتخاذل عشية الحرب ، كما فوجئ صدام بالموقف المتخاذل لكوريا الشمالية عشية الحرب أيضاً إذ رفضت كوريا الشمالية تزويد العراق بصواريخ كان قد تم الاتفاق عليها مع كوريا الشمالية وسددت ثمنها الحكومة العراقية ، وعللت كوريا الشمالية رفضها تسليم صفقة الصواريخ للعراق بان العراق ُمقدم على حرب مع أمريكا .. أمرً مثير للسخرية . وهل كان صدام يريد الصواريخ لحرب مع الصومال مثلاً ، إذاً كل عنتريات كوريا الشمالية تلاشت وتحول موقفها إلى متخاذل لان صفقة ثانية أبرمت سراً مع أمريكا مقابل عدم تسليم الصواريخ للعراق .
الموقف الروسي مشابه وصل به الأمر أن يعرض على صدام اللجوء السياسي في روسيا مع أسرته ومن يرغب من القيادات العراقية ، وذلك قبل الحرب مباشرة ، أي أن سقف الدعم الروسي للعراق قبل الحرب كان اللجوء السياسي فقط .
الآن نعيش نفس التطورات والأحداث ، فروسيا استغلت الملف الإيراني كي تحقق مكاسب تحت الطاولة من أمريكا مقابل عدم تزويد إيران بالصواريخ وكذلك دول أخرى من شرق أسيا التي تبدأ بخطابات نارية وتنتهي بصفقة تحت الطاولة تبيع فيها إيران وتدير ظهرها للازمة الإيرانية ، بل أن روسيا هاجمت إيران بشدة بدون سابق إنذار حتى قال الرئيس الإيراني نجاد .. لقد تحولت روسيا إلى ناطق إعلامي باسم أمريكا ودول الشر .
والوسطاء كعادتهم مجرد ناقلي رسائل التهديد الأمريكية بحجة السعي بإيجاد حل للازمة .
فقصة الخذلان هذه ليست جديدة سبق وان عايشها صدام حسين وتجرع مرارتها وهاهو نجاد يواجه نفس الموقف .
ولكن صدام كان يكرر عبارة أصبحت مضحكة بعد تداعيات الحرب فكان يقول : " العراق ومن معه وأمريكا ومن معها " .
فاكتشفنا أن الجميع مع أمريكا وان صدام وقف وحيداً في حربه ضد أمريكا مثل طرزان بلا حلفاء حقيقيين .
إن نجاد يخطئ ويكرر أخطاء صدام إن اعتمد على دول تظهر معاداتها لأمريكا في شرق أسيا وتستخدم الملف الإيراني لتحقيق مكاسب تحت الطاولة وعندما يطلق أول صاروخ أمريكي وإسرائيلي على مفاعلات بوشهر سنرى موقفها على حقيقة بكل معاني التخاذل . وستختفي عنتريات كوريا الشمالية وروسيا والصين وسيسير الجميع في ركب أمريكا جهاراً نهاراً بلا خجل وستقف إيران وحزب الله وسوريا والمقاومة الفلسطينية لوحدهم في هذه المواجهة .
الحرب على الأبواب وتتسارع ساعة الصفر والحسابات الإيرانية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه المسائل ، أي قواها الذاتية وقدرتها على صد الهجوم الإسرائيلي دون الاعتبار لعنتريات دول شرق أسيا .
[email protected]

التعليقات