إسرائيل توجه رسائل تحذير للأوروبيين وتبلغهم بأنها ستعترض السفن القادمة للقطاع بأي ثمن

غزة-دنيا الوطن
بات واضحا أمس الثلاثاء أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة الثلاثي نتنياهو وباراك وليبرمان ماضية في التصعيد والتحدي ضاربة عرض الحائط بأنّها باتت منبوذة في دول كثيرة، حتى من الدول التي كانت تعتبر من الأصدقاء المقربين للدولة العبرية، فقد دأبت المصادر السياسية والأمنية في تل أبيب على تمرير رسائل التهديد إلى كل من تُسوّل له نفسه بإرسال سفن المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر منذ أربع سنوات.
واختار رئيس أركان دولة الاحتلال الإعلام العبري لتمرير الرسائل، حيث برز واضحا أن العناوين التي تصدرت الصحف العبرية الأربعاء ركزّت على أن إسرائيل لن تسمح بأيّ حال من الأحوال للسفن بالوصول إلى قطاع غزة.
وبرزت صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، الأوسع انتشارا في الدولة العبرية، والتي خصصت عنوانها الرئيسي لهذا الموضوع حيث قالت إنّ إسرائيل عاقدة العزم وبأي ثمنٍ على عدم السماح لأيّ سفينة تحمل المساعدات الإنسانية بالوصول إلى ميناء غزة، مشددة على أنّ الحكومة الإسرائيلية ترفض رفضاً باتا تحويل ميناء غزة إلى ميناء إيراني لإدخال الأسلحة، كما قالت المصادر عينها.
وزادت الصحيفة قائلة إنّ إسرائيل بدأت استعداداتها لمواجهة حملة أخرى من سفن كسر الحصار، حيث من المتوقع أن تصل قريبا سفينة ناجي العلي من لبنان، وبعد عدة أيام ستصل سفينتان من إيران قام الهلال الأحمر الإيراني بتنظيمهما بدعم السلطات الإيرانية .وجاء أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تستعد لمواجهة هذه السفن في حال أصرت على كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وكشفت الصحيفة العبرية النقاب عن أنّه على المستوى السياسي توجهت إسرائيل إلى دول الاتحاد الأوروبي بطلب عدم السماح لمثل هذه الأساطيل بالإبحار من موانئ الاتحاد، ومنع المدنيين الأوروبيين من محاولة كسر الحصار عن قطاع غزة.
وبحسب المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية فإنّه يجري تنظيم عشرة أساطيل بحرية، على الأقل، لكسر الحصار حتى تشرين الأول (أكتوبر) من العام الجاري.
علاوة على ذلك، أوضحت المصادر عينها أنّه يجري تنظيم هذه الحملات البحرية في لبنان والسودان وإيران وبريطانيا والنرويج وتركيا، ودول أوروبية أخرى.
وذكرت المصادر السياسية الإسرائيلية أيضاً أنّه تمّ إيصال رسائل إسرائيلية، يوم الإثنين من هذا الأسبوع، إلى الاتحاد الأوروبي، تطالب بالعمل على منع تنظيم الحملات البحرية في القارة الأوروبية، ووقف انضمام المواطنين الأوروبيين إلى هذه الحملات بادعاء أن ذلك يعني العمل ضد المصالح الإسرائيلية، على حد قولها.
جدير بالذكر أنّ المطالبة الإسرائيلية تأتي تحت غطاء الحوار الذي يجريه مع إسرائيل مبعوث الرباعية الدولية، توني بلير، بشأن ما يزعم أنه تخفيف للحصار على القطاع.
على صلة بما سلف، أفاد موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على الإنترنت، أنّ مصادر في الخارجية الإسرائيلية قالت إنّ الاقتراح الإسرائيلي بتخفيف الحصار يقابل بالدعم من قبل قيادة الاتحاد الأوروبي، بيد أنه حتى هذه المرحلة لم يتم اتخاذ خطوات عملية من قبل الحكومات الأوروبية لوقف تنظيم هذه الحملات على أراضيها.
في المقابل، تستعد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لمواجهة 3 سفن ستصل شواطئ غزة قريبا، ولا يزال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن إيهود باراك يصران على عدم تمكين السفن من الوصول إلى قطاع غزة بزعم منع تحول غزة إلى ميناء إيراني متقدم، على حد وصف مصدر سياسي وُصف بأنّه رفيع المستوى في تل أبيب، وجاء أيضا أنّ سلاح البحرية الإسرائيلي يجري التدريبات ويعد لوقف السفن، التي يتوقع أن تكون سفينة (ناجي العلي) أولها، تليها سفينة الهلال الأحمر الإيراني التي أبحرت يوم أمس الأول، وسفينة أخرى ستبحر في نهاية الأسبوع.
ومن المتوقع أن يكون على متن السفينة اللبنانية عشرات الصحافيين والناشطين الأوروبيين الداعمين للفلسطينيين، بضمنهم أعضاء برلمان. وقد تم تنظيمها من قبل منظمتي (غزة الحرة) و(اتحاد صحافيين بدون حدود)، وتحمل المواد الإغاثية والتعليمية لمدارس قطاع غزة. يذكر أن العمل جار على تنظيم (أسطول حرية 2)، والذي ستشارك فيه 10-15 سفينة.

التعليقات