الفضائح تلاحق رئيس وزراء إيطاليا

الفضائح تلاحق رئيس وزراء إيطاليا
غزة-دنيا الوطن
الفضائح الجنسية ما زالت تلاحق رئيس وزراء إيطاليا سيلفيو برلسكوني. وفي الأمس ادعت إحدى «المومسات» أن إمبراطور الإعلام السبعيني برلسكوني عرض عليها أن تختار بين الترشيح لمقعد في البرلمان الأوروبي عن حزبه أو وظيفة في التلفزيون خلال حفلة في فيلته حضرها العديد من الفتيات ورجل الأعمال الإيطالي غيانبتولو ترانتيني. وأدلت باتريزيا دا اداريو بهذه الاتهامات الأول من أمس في مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية.

والواضح أن فضائح برلسكوني التي لا تجد طريقها في الصحافة الإيطالية لأسباب أحيانا قانونية أو لاحتكار برلسكوني لوسائل الإعلام كونه يملك العديد منها، تقوم الصحافة الأوروبية بنشر ما هو مثير من صور ومقالات. وكانت قد منعت المحكمة الصحافة الإيطالية نشر بعض الصور التي التقطها مصور إسباني إلا أنه تمكن من نشرها في إحدى صحف بلده.

ونشرت صحيفة «ايل باييس» الإسبانية اليسارية خمس صور ملتقطة في حفلات أقيمت في منزل برلسكوني في سردينيا وهي من ضمن مئات الصور التي صادرها القضاء الإيطالي، بعد شكوى تقدم بها رئيس الوزراء بتهمة انتهاك خصوصياته. وتظهر إحدى الصور برلسكوني محاطا بعدة نساء في حديقة المنزل، وأخرى لامرأتين ممددتين في الشمس عاريتي الصدرين ورجل عارٍ تماما قرب المسبح.

كما أن صحيفة «التايمز» البريطانية قامت هي الأخرى بنشر مقابلة مع إحدى الفتيات اللواتي حضرن حفلات برلسكوني الخاصة قبل انعقاد قمة الثمانية العظام. كما أن الصحيفة البريطانية توقعت نشر مزيد من الفضائح خلال القمة لإحراج برلسكوني. الأمر الذي أغضب صحيفة «لا جورنالي» التي يمتلكها برلسكوني والتي شنت هجوما على الصحافة البريطانية وبريطانيا نفسها، وقالت إن بريطانيا لم تعد عظيمة وإنها في حالة تدهور مستمر. والآن جاء دور الصحافة الفرنسية. وكانت قد شنت صحف برلسكوني حملة على سيدة فرنسا الأولى وقالت إنها فجة، مما اضطر برلسكوني إلى الاعتذار عن الهجوم. وقالت باتريزيا دا اداريو في المقابلة، إنها دعيت إلى بيت برلسكوني في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ولم يكن حاضرا في حفلة العشاء سوى رئيس الوزراء برلسكوني ورجل الأعمال تارانتيني و20 فتاة أخرى، مضيفة «أنه كان واضحا أننا جميعا كنا فتيات مرافقات. وسأل برلسكوني الفتيات إذا كن يرغبن في العمل في التلفزيون أو دخول معترك السياسة أو الاشتراك في برنامج بيغ براذر» على إحدى المحطات التلفزيونية التي يمتلكها برلسكوني. وقالت باتريزيا دا اداريو إن رجل الأعمال تارانتيني، الذي يحقق معه القضاء الإيطالي بخصوص قضايا الفساد والعمل في مجال الدعارة، دفع لها ألف يورو (1200 دولار) وأن برلسكوني سيعطيها صكا آخر إذا قضت ليلة معه في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقامت بزيارة فيلا رئيس الوزراء في المناسبة الثانية إلا أنه لم يدفع لها أي أموال، لكنه وعدها بأن ينظر في مشكلة عقد للبناء كان قد تأخر لأسباب غير معروفة. «لم يدفع لي لكنه وعد أن يرسل شخصين لمعرفة مشكلة التأخير في عقد البناء»، قالت باتريزيا دا اداريو. «بالنسبة لي كان هذا يساوي أكثر من ألفي يورو (2400 دولار)، لأن المشروع كان مهما جدا بالنسبة لي، وهذا كان كافيا. لكن ذلك لم يحصل، لكنه عرض علي مقعدا في البرلمان الأوروبي». وهاجمت فرونيكا فاريو زوجها برلسكوني على اختلاطه بفتيات، وطلبت الانفصال عنه وبدأت بمعاملات الطلاق. وبعد نشر الفضائح أسقط «حزب الحرية» الحاكم الذي يتزعمه برلسكوني العديد من الفتيات من قائمته للانتخابات الأوروبية، وبقيت فقط باربارا ماتيرا على اللائحة.

وكانت قد نشرت الصحافة الأسبوع الماضي تسجيلا يبين رئيس الوزراء في علاقة حميمة مع إحدى الفتيات. وطالب البرلمان الإيطالي بمساءلة رئيس الوزراء حول هذه الاتهامات وطالب الأعضاء بسن قوانين صارمة ضد استخدام المومسات.

إلا أن برلسكوني نفى أي علاقات جنسية مع مومسات، وقال إنه لم يدفع أي أموال في حياته مقابل الحصول على الجنس. وقال أحد أصدقاء رئيس الوزراء إنه أي برلسكوني وسيم جدا ولا يحتاج إلى شراء الجنس، لأنه متوفر لديه. وقالت باتريزيا دا اداريو في المقابلة إنها لا تعمل كمومس نهائيا منذ فترة، لكنها بدأت تشعر بالخوف على حياتها بعد أن قام لصوص بالسطو على بيتها في باري. «أشعر بالعزلة. السيد برلسكوني قوي جدا وصاحب نفوذ، وبدأت أخاف على حياتي بعد عملية السطو على شقتي والأشياء الأخرى التي حصلت معي ولا يمكنني التحدث عنها هنا. لم أعد أعمل كمومس، ومشروع البناء ما زال معطلا ولا أملك أي نقود بعد أن سرقوا كل شيء».

وادعت باتريزيا دا اداريو أنها قررت نشر التسجيلات بنفسها دون أي ضغط من جهات خارجية. لكن حلفاء برلسكوني قالوا إنه طلب منها ذلك، وتم نشرها على موقع صحيفة «لو اكسبرس»، كجزء من المؤامرة على برلسكوني من المعارضة السياسية والصحافة اليسارية. ومع هذه المقابلة في الصحافة الفرنسية نشرت صحيفة «لا ريبابليكا» اسم غارسيا كابوني، 24 عاما، التي قالت إنها تخضع للتحقيق من قبل السلطات القضائية في باري لعملها كمومس واستخدامها من قبل رجل الأعمال ترانتيني لحضور حفلات برلسكوني. وقالت هي الأخرى في الصحيفة «نعم ذهبت إلى حفلة برلسكوني، ولا أرى أن ذلك مخالف للقانون أو الأخلاق». وقال محامي برلسكوني نيكولو غيديني، إنه لا توجد آثار فينيقية في فيلا برلسكوني في سردينيا. وقيل إنه خلال زيارة باتريزيا دا اداريو إلى الفيلا اصطحبها برلسكوني في جولة وقال في التسجيل إن هناك أكثر من 30 قطعة أثرية فينيقية في فيلته. وحسب القانون الإيطالي، أي شخص مطالب أن يبلغ السلطات الثقافية خلال 24 ساعة.

التعليقات