خادم الحرمين لرؤساء بعثات الحج: نحن بحاجة إلى حوار الأمة

غزة-دنيا الوطن
جدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التأكيد على أن الهدف من فكرة الحوار بين الأديان والذي دعا له، وأقيم مؤتمر بمكة المكرمة لتأصيله، هو عزة الإسلام وخدمة الإنسانية، مشيرا إلى تفاؤله بنجاح هذه الفكرة مستقبلا.

وأشار الملك عبد الله إلى حاجة الأمة للحوار مع نفسها، داعيا إلى البعد عن الفرقة والجهل والغلو، وقال «نحن بحاجة إلى حوار الأمة مع نفسها فالفرقة والجهل والغلو عقبات تهدد آمال المسلمين»، وشدد على أن الإرهاب الذي يهدد العالم وينسب للمسلمين وحدهم «سببه أفعال المتطرفين الذين لا يمثلون غير أنفسهم وإن لبسوا ثوب الإسلام وهو منهم بريء» مؤكدا أن هذا ما يجعل حوار الأمة مع نفسها ضرورة لوحدة المواقف وتعزيز الاعتدال، مع انتهاج الوسطية لإزالة أسباب النزاع والقضاء على التطرف.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمس في القصر الملكي بمشعر منى، خلال حفل الاستقبال السنوي الذي اقامه للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام، ومن أبرز تلك الشخصيات الرئيس السوداني عمر حسن البشير، والرئيس الشيشاني رمضان أحمد قديروف، وفيما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين:

«الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد، أيها الإخوة الأعزاء.. ضيوف الرحمن، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهنئكم بعيد الأضحى المبارك وأتمنى لكم حجا مبرورا وذنبا مغفورا وكل عام وأنتم بخير.

منذ عهد إبراهيم الخليل عليه السلام ومرورا بعهد نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام إلى يومنا هذا والمؤمنون يتوافدون على البيت العتيق ملبين النداء الخالد في مشهد رائع يعلي كلمة التوحيد ويجسد فكرة المساواة ويجدد الأمل في وحدة الأمة التي كانت هاجسا ملحا لمؤسس دولتنا الحديثة الملك عبد العزيز يرحمه الله.

أيها الإخوة الكرام: في موسم الحج الماضي حدثتكم عن أهمية الحوار بين أتباع الأديان حيث دعت المملكة العربية السعودية إلى لقاء بين المسلمين في مكة المكرمة لمناقشة فكرة الحوار شارك فيه علماء ومفكرو الأمة الإسلامية أسفر عن الترحيب بالفكرة وتأصيلها تأصيلا شرعيا وأعقب ذلك مؤتمر عالمي في مدريد ضم ممثلين عن الأديان والثقافات واستعرض ما صدر عن لقاء مكة وأصدر بيانا مرحبا بالفكرة ودعا إلى تطويرها كما شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا عالي المستوى حضره العديد من قادة العالم البارزين حيث باركت الأسرة الدولية بأكملها فكرة الحوار.

إن هدف إخوانكم في المملكة من هذا المشروع هو عزة الإسلام وخدمة الإنسانية ولعل ما حققه من نجاح وقبول ـ والذي كان بفضل من الله وتوفيقه ـ يجعلنا متفائلين ان يصاحبه النجاح مستقبلا إن شاء الله.

اليوم نحن بحاجة إلى حوار الأمة مع نفسها فالفرقة والجهل والغلو عقبات تهدد آمال المسلمين, كما أن الإرهاب الذي يهدد العالم وينسب للمسلمين وحدهم سببه أفعال المتطرفين الذين لا يمثلون غير أنفسهم وإن لبسوا ثوب الإسلام وهو منهم بريء وهذا ما يجعل حوار الأمة مع نفسها ضرورة لوحدة المواقف وتعزيز الاعتدال والوسطية وإزالة أسباب النزاع والقضاء على التطرف وما ذلك على الله بعزيز، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وحضر الاستقبال الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والامير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والعلماء والوزراء وكبار المسؤولين وسفراء الدول العربية والإسلامية.

وكان الدكتور فؤاد الفارسي وزير الحج السعودي ألقى كلمة، بين خلالها أن حكومة المملكة العربية السعودية ومنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ كانت وما تزال تبذل الجهد الكبير، نحو المزيد من التطور لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وترصد لذلك الميزانيات الهائلة مما يجعل عملية البناء والإصلاح تواكب المستجدات وتلبي المتطلبات الضرورية.

وتطرق الوزير الفارسي إلى أن أجهزة الإعلام المحلية والعالمية سجلت ونقلت عبر مختلف وسائلها الانطباعات الجيدة لضيوف الرحمن النابعة من أعماقهم، وأنهم كانوا يبتهلون إلى الله أن يبارك في جهود المملكة وقيادتها.. كما يثنون على رجال الأمن وعلى كل أجهزة الدولة.

فيما أشار الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في كلمته إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين في مؤتمرات مكة ومدريد والأمم المتحدة لحوار أتباع الديانات، «مما أبرز للعالم أجمع أن المسلمين بقيادتكم وانطلاقا من دينهم أمة تدعو للخير وللتعاون الإنساني وتحرص على الأمن والاستقرار والعدل وتنبذ الصراع والعنف والإرهاب والظلم والعدوان»، وقال التركي: «لقد لقيت مبادرتكم صدى عالميا وبدأت ثمارها تبرز في التعرف على حقيقة الإسلام وأنه رسالة رحمة وسعادة للبشرية كلها».

من جانبه ألقى وزير الأوقاف والإرشاد رئيس بعثة الحج اليمنية حمود عبد الحميد الهتار كلمة رؤساء بعثات الحج لهذا العام، ثمن فيها جهود خادم الحرمين الشريفين وحكومته السعودية في خدمة الحجيج وتحقيق راحتهم وتأمين سلامتهم ودفع المخاطر عنهم، وقال الهتار «لقد أكرم الله البلد الأمين بالوحي والأمن وشرف حكامه بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن الذين يأتون إليه من كل أنحاء المعمورة تحقيقاً لدعوة إبراهيم عليه السلام وتجسيداً لمعاني الأخوة والوحدة والمساواة».

وقد صافح الملك عبد الله بن عبد العزيز الشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين حضروا الحفل، تناول بعدها الجميع طعام الغداء على مائدة خادم الحرمين الشريفين.

من جانب آخر تسلم الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء أول من أمس تقريراً عن الوضع الصحي للحجاج في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة, وتضمن التقرير الذي تسلمه خادم الحرمين الشريفين من الدكتور حمد المانع مساء أول من أمس في منى، التأكيد على عدم وجود أي حالة وبائية أو محجرية بين الحجاج حتى تاريخه، وبين أن إجمالي عدد المستشفيات التي تقدم الخدمة الصحية في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة 14 مستشفى بلغ عدد أسرتها 4167 سريراً ، كما بلغ عدد المراكز الصحية 136 مركزاً وعدد المكلفين من وزارة الصحة خلال حج هذا العام من فنيين وأطباء وخدمات مساندة 17427 موظفاً، مشيرا إلى أن إجمالي مراجعي المراكز الصحية خلال هذه الفترة بلغ 695.674 مريضاً، وإجمالي المنومين في المستشفيات 13.328 مريضاً وإجمالي عدد الولادات 991 حالة ولادة.

إلى ذلك تلقى خادم الحرمين الشريفين عدة اتصالات هاتفية من عدد من زعماء العالم الإسلامي، والذين تبادلوا معه التهاني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، وقد تلقى الملك عبد الله أمس اتصالا هاتفيا من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، ومن الملك محمد السادس عاهل المغرب، والرئيس التركي عبد الله غل، وعبر خادم الحرمين الشريفين عن شكره للزعماء على مشاعرهم الأخوية الصادقة داعياً الله أن يعيد هذه المناسبة على الجميع باليمن والمسرات.

من ناحية أخرى، وصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى جدة مغرب أمس، بعد أن أشرف على ما قدم لحجاج بيت الله الحرام من خدمات وتسهيلات، ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة. كما تابع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة، كما هي عادته في كل عام.

وكان في وداعه عند مغادرته منى، الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة المركزية للحج، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي، فيما كان في استقباله عند وصوله جدة، الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، والأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، والأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز وزير مفوض بمكتب وزير الخارجية، والأمير بدر بن سعود بن سعد بن محمد وعدد من المسؤولين.

ووصل في معية الملك عبد الله كل من الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير سعود بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن نواف بن عبد العزيز، والشيخ مشعل بن عبد الله الرشيد، وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي، ومحمد الطبيشي رئيس المراسم الملكية، وإبراهيم الطاسان رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين، والدكتور فهد العبد الجبار مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف على العيادات الملكية، وخالد العيسى نائب رئيس الديوان الملكي، والفريق أول حمد العوهلي قائد الحرس الملكي، ومحمد السويلم رئيس شؤون المواطنين بالديوان الملكي.

التعليقات