ملك السويد لدنيا الوطن: نسعى لإقامة جسور الحوار بين شباب العالم

ملك السويد لدنيا الوطن: نسعى لإقامة جسور الحوار بين شباب العالم
ملك السويد والزميل جمال المجايدة
دبي-دنيا الوطن-اجري الحوار جمال المجايدة
قال الملك كارل غوستاف ملك السويد الرئيس الفخري لصندوق التمويل الكشفي في لقاء معه بدبي امس ان الحركة الكشفية العالمية تتطلع لبناء الشباب في العالم .
واوضح ان الحركة الكشفية التي تضم في عضويتها 28 مليون شخص في العالم تسعي لبناء جسور الحوار والتواصل بين الثقافات والاديان والحضارات لبناء عالم ملئ بالخير والرخاء بدلا من العنف والدمار .
و اكد ان زيارته الي دولة الامارات تصب في اطار الجهود الرامية الي تعزيز علاقات الصداقة القائمة بين الامارات والسويد والتي تشهد منذ سنوات تقدما وتطورا ملحوظا بفضل الرغبة المشتركة لتوثيق هذه العلاقات وتطويرها.

وابدي ملك السويد سعادته للنهضة الكشفية الكبيرة في الامارات التي بلغتها بفضل الاهتمام والدعم اللامحدود التي تحظى بها من القيادة الاماراتية واكد بهذا الصدد علي ان الحركة الكشفية تسهم دوما في نباء جسور التعاون والحوار بين الدول والشعوب .

واشار الي حرصه الشديد علي النهوض بالشباب في العالم وخاصة في الدول النامية وتوفير برامج تدريب وتأهيل لهم لحثهم علي العمل بدلا من اللجوء الي العنف وجعلهم قادرين علي خدمة شعوبهم واوطانهم واكد قائلا / ان هذا هدفا ساميا للحركة الكشفية / .
وقال اننا متفائلون بمستقبل الشباب في العالم لان الجهود تسير في اتجاء احتواء الشباب وتعليمهم بدلا من تركهم للمجهول .
واشار الي ان مملكة السويد سوف تستضيف مؤتمرا كشفيا عالميا في العام 2011 يشارك فيه 35 الف كشاف من دول العالم بهدف اعطاء الحركة قوة دفع جديدة في المرحلة المقبلة .

وباعتباره رمزا من رموز الحركة الكشفية الدولية والرئيس الفخري لصندوق التمويل الكشفي العالمي قال ملك السويد ان قيادة دولة الامارات تولي اهتماما كبيرا للشباب باعتبارهم قوة المستقبل التي تنهض بالمسؤوليات وتواصل مسيرة العمل والعطاء .

واعرب عن سروره لدور مفوضية كشافة الامارات في حشد همم الشباب وتدريبهم وتأهليهم لتولي مسؤوليات قيادية في وطنهم وملء اوقات فراغهم بالطرق المثلي التي تبعث علي تحفيز الشباب علي العمل والعطاء .

وحول انطباعاته عن التراث الاماراتي وحرص الدولة عل التمسك بالهوية الوطنية في زمن العولمة قال ملك السويد / لقد سررت كثيرا بالحرص الكبير الذي تبديه قيادة دولة الامارات للحفاظ علي الهوية الوطنية ولاحظت الاصرار علي التمسك بمفردات التراث الوطني وتعزيز مفاهيم الثقافة الوطنية اثناء زيارتي الي ابوظبي والشارقة من خلال الفنون الشعبية والفعاليات التراثية والرقصات الشعبية التي تعكس تراث الإمارات الشعبي .

واضاف ملك السويد قائلا ان العرض التراثي الذي شاهدته في منطقة سويحان بابوظبي اثناء الجولة مع الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة اكد لي الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الامارات في الحفاظ على مكونات تراثها العريق وما تشتهر به البيئة العربية الاصيلة من رياضات ركوب الخيل والهجن والصيد بالصقور .

وحول تمويل الحركة الكشفية العالمية التي يقودها ملك السويد قال ان التمويل يأتي من تبرعات رجال الاعمال والهيئات الخيرية الاقليمية والدول الصديقة مشيرا الي أن صندوق التمويل الكشفي العالمي ومقره في جنيف بسويسرا يعد أحد الممولين والمساعدين في تنمية وتطوير الحركة الكشفية في كافة دول العالم كما يقوم الصندوق وبشكل دائم في إستثمار المبالغ والتبرعات المقدمة من الأفراد والمؤسسات والشركات والحكومات في تعليم القيم الإيجابية للمنتسبين في الحركة الكشفية ليكونوا قادة الغد.
واشاد بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي قام بمنح الحركة الكشفية العالمية / هبة من اجل السلام / ادت الي المساهمة في انضمام اكثر من عشرة ملايين شاب الي الحركة الكشفية وتحويل الشباب الي رسل للسلام والحوار / .
وقال ان برامج الحركة الكشفية تقود الشباب الي الفهم المشترك وتعزيز الحوار والسلام واقامة جسور المحبة والتعاون بين الشعوب والدول بدلا من الشقاق والصراعات .

وقال ملك السويد في ختام الحوار الذي اجري بحضور مستشاره الشخصي ان الحركة الكشفية في نمو متواصل مشيرا الي ان عدد المنتسبين في الحركة الكشفية في أنحاء العالم حوالي 28 مليونا يتوزعون على 216 دولة وفي السنوات الأخيرة إنضمت إلى المنظمة الكشفية العالمية 30 بلداً.
واشار الي ان اكثر من نصف مليار شخص انضموا الي الحركة الكشفية منذ انطلاقتها في بريطانيا عام 1907 وحتي يومنا هذا .
الملك غوستاف في سطور
الملك كارل غوستاف السادس عشر ، عاهل السويد تولى العرش يوم 15 سبتمبر (أيلول) 1973 خلفاً لجده لأبيه الملك غوستاف السادس أدولف، وكان والده الأمير غوستاف أدولف دوق فستربوتن قد قتل بحادث طائرة عام 1947. وعام 1950 عندما أصبح جده ملكاً صار ولياً للعهد وهو في سن الرابعة.
ولد الملك واسمه الكامل كارل غوستاف فولك هوبرتوس، سليل أسرة برنادوت المالكة، في قصر هافا الملكي في سولنا يوم 30 أبريل (نيسان) 1946. أما أمه فهي الأميرة سيبيلا سليلة أسرة ساكس كوبرغ – غوثا الملكية في اكثر من بلد أوروبي.
وقد نشأ الأمير ـ الملك في ما بعد – وسط أسرته مع أمه وشقيقاته الأربع وكلهن أكبر منه سناً. وبعدما أنهى دراسته الثانوية أكمل سنتين ونصف السنة من التعليم والتأهيل العسكريين في أسلحة القوات المسلحة الملكية الثلاث، جيش البر والبحرية والطيران، ثم تخرج ضابطاً عام 1968 وبلغ رتبة نقيب في الجيش والطيران وملازم في البحرية قبل أن يعتلي العرش. وبجانب التأهيل العسكري انتظم في دراسة اكاديمية أنهاها في جامعتي أوبسالا واستوكهولم، حيث درس التاريخ والعلوم السياسية والاجتماعية والاقتصاد.
كذلك في سياق تأهيله للنهوض بأعباء الملك أكمل برامج إعدادية في الأنظمة والتقاليد والأعراف الملكية، والمسائل المؤسساتية والقانونية والنقابية. كما تابع بعناية آليات عمل البرلمان (الريكسداغ) وأجهزة الحكومة، وعلى الصعيد الدولي، أمضى بعض الوقت مع بعثة السويد الدائمة في الأمم المتحدة بنيويورك للتعرف عن كثب على آليات عمل المنظمة الدولية وأجهزتها المختلفة، كما عمل في أحد المصارف في لندن بجانب العمل في السفارة السويدية بالعاصمة البريطانية. وعمل في فرنسا أيضاً مع كل من الغرفة التجارية السويدية في باريس ومصنع شركة ألفا لافال السويدية في فرنسا. وفي عام 1972، إبان الألعاب الأولمبية التي استضافتها مدينة ميونيخ بجنوب ألمانيا، التقى كارل بابنة رجل أعمال ألماني أمها برازيلية اسمها سيلفيا سومرلاث، كانت تعمل إبان الألعاب مترجمة ومضيفة، فانجذب إليها وبادلته شعوره وتزوجا عام 1976. وتعيش العائلة المالكة اليوم ومنذ 1980 في قصر دروتنينغهولم خارج حدود العاصمة السويدية، بينما يمارس الملك مهامه الرسمية من القصر الملكي داخل العاصمة.
أما على الصعيد العائلي فللملك والملكة سيلفيا ثلاثة أولاد هم: الأميرة فيكتوريا ولية العهد ودوقة فسترغوتلاند المولودة عام 1977، والأمير كارل فيليب دوق فرملاند المولود عام 1979، والأميرة مادلين دوقة هالسينغلاند وغستريكلاند المولودة عام 1982. والجدير بالذكر أن الأمير كارل فيليب عندما ولد كان مرشحاً للولاية، غير أن تعديلاً دستورياً كان قيد المناقشات في ذلك يهدف إلى جعل ولاية العهد للولد الأكبر بصرف النظر عن جنسه، أقر في مطلع عام 1980 وبالتالي جعل شقيقته فيكتوريا ولية للعهد وفق مبدأ التكافؤ والمساواة، وبذا غدت السويد أول دولة ملكية في العالم تعتمد مبدأ الملك للولد الأكبر بصرف النظر عن الجنس حتى بوجود أخ ذكر. الحكم في السويد ملكي دستوري برلماني، وبالتالي للملك مهام رسمية بروتوكولية عديدة. وللملك كارل بالذات اهتمامات خاصة عديدة تشغل ما تبقى له من وقته، في طليعتها قضايا البيئة والتكنولوجيا والزراعة والتجارة. كما تستهوي الملك السيارات القديمة ولاسيما الرياضية منها، والرياضة والحياة الكشفية، علماً بأنه الرئيس الفخري للمؤسسة الكشفية العالمية .

التعليقات