عبد الوهاب المسيري.. أرخ للإسرائيليات وقاد حركة «كفاية» المصرية

غزة-دنيا الوطن
شيعت بعد ظهر أمس في القاهرة، جنازة الدكتور عبد الوهاب المسيري، المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) الذي وافته المنية فجر أمس عن عمر يناهز 70 عاماً. وكان المسيري يعالج من مرض السرطان، وسافر العام الماضي في رحلة علاجية إلى أميركا، حيث استقرت حالته الصحية، إلا أنه سرعان ما تعرض لأزمة صحية مفاجئة فجر أمس نقل على إثرها إلى مستشفى «لسطين» بالقاهرة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. ونقل جثمان المسيري بعد الصلاة عليه في مسجد رابعة العدوية بضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة) إلى مسقط رأسه بمدينة دمنهور (نحو 150 كيلومترا شمال القاهرة) حيث ووري جثمانه الثرى بمقابر عائلته.

ورفض جورج إسحاق، المنسق العام المساعد لحركة «كفاية»، الحديث عمن سيخلف المسيري في قيادة الحركة، قائلا لـ«الشرق الأوسط» «حركة كفاية حركة شعبية، وبها الكثير من القيادات والكوادر تعوض غياب المسيري، ولكن لا نستطيع الآن الحديث عمن سيخلفه في قيادة الحركة لأنه ليس من اللياقة الحديث عن هذا الأمر ونحن نأخذ العزاء في الرجل».
مؤرخ الإسرائيليات
وُلد المسيري في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة عام 1938، والتحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وعُيِّن معيدًا فيها بعد تخرجه، وسافر إلى أميركا عام 1963، حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (جامعة كولومبيا)، ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز. وعند عودته إلى مصر، درس في جامعة عين شمس وجامعات عربية عدة؛ من أهمها جامعة الملك سعود (1983 ـ 1988)، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام (1970- 1975)، ومستشارًا ثقافيًّا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 – 1979). وكان المسيري يشغل قبل وفاته عضو مجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا الأميركية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا .

وتولى المسيري قيادة حركة «كفاية» نهاية عام 2006، وقاد عدة مظاهرات للحركة. وتعرض للتوقيف مرتين؛ الأولى في مظاهرة وسط القاهرة، وقضى بضع ساعات قيد الاحتجاز، وتعرض لاعتداءات من قبل رجال الشرطة. والمرة الثانية كانت في مظاهرة بميدان السيدة زينب، حيث تم اصطحابه في سيارة مدنية إلى صحراء التجمع الخامس (30 كيلومترا شرق القاهرة)، وأخليَّ سبيله هناك. وبخلاف نشاطه السياسي، عرف عن المسيري اهتمامه العلمي والأكاديمي بالإسرائيليات، حيث ألف عددا من الكتب حول هذا الموضوع، أهمها «موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد». وفي عام 2003 صدر له كتاب «البروتوكولات واليهودية والصهيونية».

التعليقات