الهدوء يسود الشارع الأردني بعد رد الملك على مروجي الإشاعات

غزة-دنيا الوطن
ساد الهدوء الشارع السياسي الاردني امس، بعد رد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني على مروجي الاشاعات التي باتت تؤثر على مستقبل الاردن وثقة الاخرين به، في وقت يشهد عروضا واقبالا خليجيا على الاستثمار فيه.

وكان العاهل الاردني قد قال ان مرد هذه الاشاعات، هو الارتفاع في الأسعار (كررها مرارا)، الذي سبب كثيرا من عدم الرضا لدى الناس، وشكل أرضية خصبة لتصديق الأكاذيب والإشاعات. واضاف الملك عبد الله الثاني والسبب الثاني للزيادة في إطلاق الإشاعات، هو الاهتمام الكبير للمستثمرين العرب في الاستثمار في الأردن، وهناك فئات ومجموعات مختلفة تستغل عدم الرضا هذا لفرض ونشر أجنداتها السياسية.

وشهد الاردن في الآونة الاخيرة احاديث حول وجود فساد وبيع ممتلكات الدولة لمستثمرين عرب وأجانب، مثل موقع المدينة الطبية والمدينة الرياضية والجامعة الاردنية وأرض ميناء العقبة. وتتهم الاشاعات من تسميهم مجموعة الليبراليين المحيطين بالملك، في اشارة الى رئيس الديوان الملكي الدكتور باسم عوض الله «بمحاولة اختطاف البلد ووضع السياسة العامة، ويحاولون تفكيك إرث الملك الحسين».

ويرى رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عدنان بدران انه ليس جديدا على الاردن ان يتعرض طوال تاريخه السياسي للهجمات والمؤامرات والمكائد من مختلف الاتجاهات. وقال في هذه المرحلة بالذات التي يغرق فيها العالم اليوم في خضم التقلبات الاقتصادية والسياسية، يتعرض الاردن الى موجة من التشكيك والاشاعات وحديث الصالونات السياسية، التي اصبحت ترهق الوطن وسياساته في البناء والتحديث والتطوير وتخطي التحديات المتفاقمة التي تتمثل في ارتفاع الاسعار والفقر والبطالة. واضاف ان المطلوب من الحكومة الشفافية حول قراراتها والا تتراجع في سياساتها الرامية الى الاعتماد على الذات وبناء الاقتصاد الوطني على اسس متينة ومستدامة والا نكون رهينة الاشاعات والثرثرة والجهل. وكان العاهل الاردني قد هاجم الصحافة المحلية بالقول، «يبدو أن بعض صحافيينا نسوا نبل مهنة الصحافة، فهي تعني أولا وقبل كل شيء القراءة والبحث والتقصي سعيا وراء الحقيقة، لا الجلوس خلف المكتب واختراع القصص السخيفة، فلو أنهم قاموا بواجبهم لعرفوا الحقيقة وأدركوا أن ارض ميناء العقبة كانت ستباع في السابق بأسعار اقل كثيراً من السعر الذي بيعت به».

من جانبه قال رئيس مجلس النواب الاسبق الدكتور عبد اللطيف عربيات عضو مجلس الشورى في جماعة الاخوان المسلمين: «إن القضايا التي تناولها الملك عبد الله الثاني في المقابلة قضايا مهمة وذات دلالات بالغة على مستقبل البلد ووضعه الحالي والمستقبلي، من أجل ذلك يجب ان يؤخذ الاعتبار الكبير لهذا الحديث، وان يؤخذ على محمل الجد، فهناك ظروف امتزجت بها القضايا الداخلية بالقضايا الخارجية وخاصة المنطقة المحيطة بنا». واضاف: «إن مصلحة الامة هي أولا على الجميع أن يأخذ الحذر مما يجري في المنطقة وما تعانيه الشعوب فيها»، مشيرا الى الحاجة الى اظهار الشفافية الكاملة في كل ما يجري وان تكون الثقة هي موضع الاهتمام من الجميع.

اما الكاتب الصحافي طارق مصاروة، فيرى أن حجم الاستيعاب الشعبي للمتغيرات التي تحدث في المنطقة أقل كثيراً من تدفقاتها، فالناس لا تعرف الكمية الهائلة من الثروة في دول الخليج العربي نتيجة ارتفاع أسعار النفط.. وهذه الثروة لا بد ان تفيض على الجوار لأنها أكبر من أي استثمار محلي.

وقال مصاروة: «لو أن مجلسنا النيابي، وحكومتنا فتحا الباب لنقاش تحت القبة لاستقطبا الناس واهتمامهم، ولوجها النقاش والقناعات الشعبية داخل حوار رفيع بدل الاشاعات والدس والتهويل». واضاف «اننا نقف إلى جانب الملك، فنحن نعرف حجم المنجزات التي حققتها قيادته الشجاعة الملهمة. ونقف إلى جانب الوطن المفترى عليه ونقف إلى جانب الشفافية ونظافة الحكم وشجاعة المسؤول. فشعبنا لا يحتمل الغمغمة، والكلام بوجهين».

التعليقات