ندوة سياسية نظمها مركز الحرية للإعلام بغزة

غزة-دنيا الوطن
أوصى عدد من قادة الفصائل والقوى الفلسطينية خلال ندوة سياسية نظمها مركز الحرية للإعلام, بقاعة جمعية الهلال الأحمر بغزة والتي نظمت تحت عنوان : " الحوار الوطني الشامل إلى أين؟" والتي شددوا فيها على أن الحوار الوطني الشامل هو الطريق الأوحد للخلاص من أزمة الانقسام والطريق نحو الوحدة الوطنية.

أكد د. احمد حماد مدير مركز الحرية للإعلام خلال مداخلته في الندوة السياسية التي نظمها المركز صباح اليوم انه من القضايا الهامة التي تتطلب تسليط الضوء عليها في هذه المرحلة الحساسة والحرجة هي مسألة الحوار الوطني في ظل حالة الانقسام غير المسبوقة التي تشهدها الساحة الفلسطينية.
وأضاف انه من القضايا الخطيرة تجرد الكثير من الصحفيين من موضوعيتهم ومصداقيتهم، والانحياز بشكل واضح لخدمة أهداف حزبية وسياسية، وهذا ما نشهده في وقتنا الحالي في وسائل الإعلام الحزبية، مما يترك آثاراً سلبية على مكونات المجتمع الفلسطيني ككل.
وتابع : "يومًا بعد يوم يزداد التصعيد الإسرائيلي شراسة ضد شعبنا الفلسطيني حيث تتواصل الاجتياحات والاغتيالات وحملات الاعتقال، ويزداد الحصار وطأةً، بما ينذر بكارثة إنسانية شاملة، وتستمر السياسة الإسرائيلية الاستيطانية بالاستيلاء على الأراضي وبناء المستوطنات بما ينذر بقطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على كافة الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، ناهيك عما تحمله هذه السياسة من مخاطر على قضية اللاجئين وحقهم في العودة".

بدوره أشار صالح زيدان, عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين, إلى أن حالة الانتظار التي أعقبت دعوة الرئيس أبو مازن للحوار الوطني الشامل بالرغم من الترحيب الوطني والشعبي الشامل لها جاء نتيجة ضغط القوى الوطنية والديمقراطية ومبادراتها المتتالية لإنهاء الانقسام، والطريق المسدود للمفاوضات. ولكن طريق الوصول إلى انعقاد الحوار الوطني الشامل شائك وتعترضه الكثير من العراقيل والصعوبات, مشدداً على أن إعلان وقف الحملات الإعلامية المتبادلة عزز التفاؤل بخطوات سريعة للمصالحة، ولكن الأمور سارت عكس ذلك, بالرغم من تيارات في فتح وحماس لم تخفِ امتعاضها من مبادرة الرئيس أبو مازن واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وهي تريد لو أن الانقسام يدوم.
وقال زيدان : "حالة الانتظار السائدة تخفي محاولات تقوية المواقع لدى الطرفين في أي حوار قادم سواء بالتعويل على تشكيل أجواء عربية ملائمة، مع أن هذه المسألة قد تطول. أو من يراهن على مكاسب يوفرها له استمرار التهدئة في غزة وغيرها مما يقوي موقعه وسلطته في غزة, ولكن العراقيل لم تتوقف عند هذا الحد، فهناك محاولات للالتفاف على فكرة الحوار الوطني نفسها بالدعوة للحوار الثنائي بين فتح وحماس، وفي هذا استعادة لتجارب مأساوية من أكثرها تدميراً وهو الاتفاق الشهير في مكة. لأن الحوار الثنائي ينزلق نحو المحاصصة سبيل تفاقم الأزمة والاقتتال".
وتطرق زيدان إلى أن المحاصصة التي تقود إليها الحوارات الثنائية تقوم على التنافس اللامبدئي، وعلى تحجيم الغير وتهميشه وتحول القتل إلى وسيلة لحل الخلافات، وتتعامل مع السلطة باعتبارها مجرد مكاسب وليس وسيلة لتوفير مقومات الصمود, موضحاً أن الانقسام ليس بين فتح وحماس بل شق الساحة الفلسطينية وشلها.
وأبرز زيدان على ان التهدئة ينبغي أن لا تدفع باتجاه تشدد في قضية الحوار مع العلم أن التهدئة الهشة المجزوءة هي نتيجة السياسة الانفرادية. وهي ليست شاملة أو متزامنة مع الضفة وفك الحصار الشامل. مما يمنح سلطات الاحتلال مواصلة سياسة العدوان والاستيطان. مؤكداً أن سبيل فك الحصار وإغلاق المعابر ووقف العدوان إنما يكمن في إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية.
كما دعا الى إيجاد صيغة للحوار الشامل بالاستناد الى وثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة وجوهر المبادرة اليمنية، وليس إعلان صنعاء , وان يكون حواراً يقود الى إعادة الوحدة الوطنية, وصيانة المشروع الوطني و والعمل على تطوير النظام السياسي الفلسطيني بحيث لا تتكرر الأزمات ومعارك الاقتتال.
وجدد زيدان دعوته للدول العربية إلى عقد اجتماع لوزراء خارجيتها للاتفاق على لجنة مشتركة من عدد من الدول تحت مظلة الجامعة العربية لرعاية حوار وطني شامل ينعقد في مقر الجامعة العربية. مطالبة بضرورة التحرك نحو حملة شعبية ضاغطة على مراكز القرار الوطني الفلسطيني لاستئناف الحوار الوطني الشامل بأسرع وقت ممكن. فكلما كان ذلك أسرع كلما كان أفضل لأن تحفيز الوضع العربي للإسراع في رعاية الحوار الوطني الشامل يستدعي خطوات فلسطينية تمهيدية تحضيرية وتحركات شعبية ضاغطة على مراكز القرار الوطني لفتح باب الحوار الوطني الشامل لإنهاء الانقسام المدمر واستعادة الوحدة الوطنية, بعيداً عن التدخلات الخارجية الضارة.

من جانبه أشار د.غازي حمد, القيادي في حركة حماس إلى أن كافة الحوارات الفلسطينية- الفلسطينية ضرورية, بالرغم من عدم وجود حوارات جادة, المطلوب هو الدخول في عمق الحوار الوطني الشامل, والابتعاد عن المصالح الفئوية والتوجه نحو الأجندة الفلسطينية.
كما شدد حمد على ان الحوار يجب أن يكون حواراً استراتيجياً, عبر تشكيل لجنة حوارية تكون قادرة على إدارة الحوار الوطني الشامل وتشمل الكل الفلسطيني, وتنتهي بحكومة توافق وطني.

من ناحيته أوضح د. فيصل ابو شهلا, عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح, وان ما حدث في 14/6 هو انقلاب على الشرعية الفلسطينية, مما كرس وجود حكومتين واحدة بغزة وأخرى بالضفة.
كما شدد د. أبو شهلا على أن رؤية حركة فتح للحوار الوطني تحمل في طياتها نفس رؤى الفصائل الأخرى, والآن تكمن الخطورة على المشروع الوطني, نتيجة المصالح الفئوية, مطالباً بضرورة تشكيل لجنة مصالحة وطنية تدير الحوار الشامل على اساس المبادرة اليمنية وثيقة الوفاق الوطني وتعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل 14 حزيران 2007 . كما دعا الى تحرك شعبي لإدانة من يعرقل الحوار وإنهاء الانقسام.

وفي سياق متصل اكد د.رباح مهنا, عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, على ان إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ضرورية جداً , ولكن هناك من قبل الرئاسة وحماس والقوى الإقليمية من لا يريد حواراً فلسطينياً جاداً.
ودعا الى تحرك شعبي لإنهاء الانقسام واستعادة اللحمة الوطنية, بالرغم من ممارسات حركة حماس في غزة, والسلطة بالضفة, مشيراً إلى رفض كافة الاعتقالات السياسية سواء بالضفة او غزة لتهيئة الأجواء الى حوار وطني شامل.

من ناحيته اكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام ان الشعب الفلسطيني محتاج لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وعودة الجميع إلى الصف الوطني جراء استمرار العدوان والحصار.
وتطرق الى ان أي حوار ثنائي يحتاج إلى تطويره ليكن حواراً شاملاً دون تهميش أحد. بالاستناد الى المبادرات الفصائلية والاتفاق على آلية محددة تخرجنا من أزمة الانقسام, داعياً الدول العربية الى احتضان الحوار الفلسطيني.
من جانبه تطرق طلعت الصفدي, عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني الى ان الشعب الفلسطيني غير موحد بكافة شرائحه, لعدم الاتفاق على الحد الأدنى من المصالح الفلسطينية,مشدداً على ان إسرائيل هى المستفيد الأول من حالة الانقسام, وتعمل يوماً بعد يوم على تكريسه. موضحاً ان دعوة الرئيس للحوار أراحت الجميع ولكنها بحاجة الى لجنة تدير الحوار وتحول دون عرقلته من أي جهة كانت.

واختتمت الندوة بعدد من المداخلات التي تحث على الحوار الوطني الشامل, والتخوف من استمرار حالة الانقسام وتعميقه لأنه يدمر المشروع الوطني, ويتماشى مع دعوات إسرائيل بعدم وجود شريك فلسطيني حقيقي.

التعليقات