عباس زكي زار البطريرك صفير وقدم لنيافته تهاني الرئيس بعيد الفصح

بيروت-دنيا الوطن
زار ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي، اليوم، البطريرك الماروني اللبناني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في الصرح البطريركي في بكركي، مهنئاً بعيد الفصح، وقدم لغبطته شتلة زيتون لغرسها في حديقة الصرح. وألقى زكي كلمة قال فيها: 'ليست المرة الأولى التي نقف فيها في هذا الصرح الوطني الذي تمتد جذوره في قلب تاريخ مشرقنا العربي ويشير بوضوح إلى ما يجمع فلسطين ولبنان، ففي الناصرة في قلب فلسطين عاشت العذراء مريم كسائر نساء فلسطين في التاريخ، وفي بيت لحم ولد يسوع الناصري طفلاً من روح الله يبشر رسالة المحبة ويبشر بالسلام، وفي قدسنا الشريف العزيزة على أفئدة المسلمين والمسيحيين أولى القبلتين وثاني الحرمين سار المسيح على درب الجلجلة والآلام ينشر البشارة وخلاص البشر في كل العالم'. وأضاف: 'لكن وقفتنا اليوم تكتسب معنى مميزا وهاما، لان درب الآلام في مهد السيد المسيح ما زال مفتوحا حيث يقتل الأطفال وتشرد النساء ويتم تدمير منهجي لكل مقومات الحياة لشعب لا يبغي إلا حريته وتقدير مصيره، لأن عملية تهويد أرضنا المقدسة ما زالت مستمرة عبر الاستيطان واقتلاع أهل فلسطين الأصليين، وأيضا طمس الوجود الفلسطيني واقتلاعه وكذلك تهويد الأديرة والكنائس والمعالم الدينية الإسلامية والمسيحية لاقتلاع شواهد التاريخ على الهوية الحقيقية لأرضنا بلد السلام بعد اقتلاع أهلها وتشتيت المجتمع الفلسطيني'. وتابع: 'تأتي وقفتنا اليوم بعد إعلان فلسطين في لبنان، والذي أعلنا فيه بكل وضوح سياستنا، إننا نعززها اليوم بغرس شجرة زيتون مقدسة عبر تاريخ أوطاننا، نغرسها في يوم آلام السيد المسيح لتأتي مع بشارة حقا قام لنستذكر معا دخوله الهيكل وهو يحمل أغصان الزيتون ويبعث فينا وفي أطفالنا الأمل وحب الحياة'. وقال: 'إن هذا الصرح برمزية بطركه الكبير الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير يستقبلني اليوم لأغرس شجرة زيتون في أرجائه ولأنقل لنيافته تحيات وتهاني الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية برئاسة السيد الرئيس محمود عباس، ولتأكيد عمق العلاقة بين الشعب الفلسطيني الذي جاء منه المسيح الناصري هنا وبين الشعب اللبناني الأخ والحبيب'.وختم زكي: 'لبنان شكل بأرزته العالية أجمل وأقوى العلاقات التي عمدت بالدم من اجل حماية الوطن، اسمحوا لي يا صاحب النيافة قبيل عيد القيامة أن أتوجه بدعاء لقيامة شعبنا قيامة حقيقية، وان يسدد خطاكم وان يحمي هذا الصرح المقدس رمزا للعطاء ورمزا لرفعة لبنان الحبيب'. من جهته، رد البطريرك صفير بكلمة قال فيها: 'إننا نشكر لكم ما تفضلتم به وهي عاطفة نعرفها منذ زمن، وإننا معكم في كل ما قلتموه وخاصة فيما خص الشعب الفلسطيني الذي يتألم منذ ما فوق النصف قرن وهو كل يوم يؤدي التضحيات وتقع عليه المصائب، ولكننا نأمل ان يوضع حد لهذه المأساة التي لم تقتصر على فلسطين واهلها انما امتدت الى الشرق كله، ولذلك اننا معكم في كل ما قلتموه، نسأل الله ان يمن علينا في وضع حد لهذه الحرب الطويلة المأساوية، واننا نشكر لكم هذه الهدية التي اتيتمونا بها وهي غرسة الزيتون، انها غرسة مباركة لما تعطيه من حب وزيت، والزيت يلين الامور المتعقدة، ولذلك ان هذه الشجرة سنزرعها هنا لتكون دائما رمزا للسلام والمحبة والتآخي والتعاون فيما بيننا'. اضاف: 'اننا نسأل الله لكي يجود علينا وعليكم ان تكون أيامنا خيرا من الأيام الماضية وأن يعود هذا الشعب إلى بعضه البعض أفراده الى أفراده الآخرين ليعيشوا جميعا بتآخ وتعاون ومحبة، طبعا تعرفون وانتم تعيشون في لبنان ما وصل اليه من سوء حال، إن فلسطين وما فيها من مشاكل منذ زمن بعيد إنما لبنان أصبح تقريبا مثل فلسطين ولا يحسد أحدنا الآخر على ما نحن فيه، إنما ايماننا بالله كبير وإيماننا وثقتنا ببعضنا البعض كبيرة. نسأل الله في هذا العيد المبارك عيد قيامة السيد المسيح أن يجود علينا بالسلام والتعاون والمحبة ليعود بلدانا فلسطين ولبنان بلدي المحبة والوئام والسلام'.

التعليقات