كربلاء تترقب مليوني زائر بينهم عرب لأول مرة بعاشوراء

غزة-دنيا الوطن

فيما يتوقع المسؤولون في مدينة كربلاء الشيعية تدفق نحو مليوني زائر من أنحاء العراق والعالم للاحتفال بيوم عاشوراء (ذكرى مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه).. استهدفت تفجيرات مختلفة مساجد شيعية في باكستان والعراق ما أودى بنحو 16 قتيلا و34 جريحا الخميس 17-1-2008 قبل يومين من الحدث الذي يبلغ ذروته يوم السبت.

وأفادت السلطات في مدينة ببيشاور الباكستانية أن هجوما انتحاريا استهدف حسينية شيعية ما أدى إلى مقتل ثمانية اشخاص على الاقل واصابة اكثر من عشرين آخرين بجروح، وروى شاهد عيان ان شخصا فتح النار قبل ان يفجر نفسه عند عتبة الحسينية حيث كان يتجمع نحو مئة من المصلين.

واوضح غلام عباس المسؤول في الحسينية لوكالة الأنباء الفرنسية "شاهدت رجلا يتدافع مع قوات الأمن عند الباب ثم يركض مطلقا النار. ودوى انفجار قوي جدا وتصاعد الكثير من الدخان"، واضاف "سمع صراخ رهيب وتطايرت اشلاء جثث في محيط سياج المدخل".

وفي بعقوبة بالعراق التي تقع على بعد 65 كيلومترا شمالي بغداد قالت الشرطة ان مهاجما انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا قتل ثمانية اشخاص واصاب 14 آخرين قرب مسجد شيعي .



زوار من الدول العربية لأول مرة

وفي تلك الأثناء تتواصل في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة الاستعدادات لاستقبال نحو مليوني زائر في يوم عاشوراء لإحياء ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي ثالث ائمة الشيعة الاثني عشرية، وذلك عند ذروة الأحداث يوم السبت وسط اجراءات امنية مشددة، وذلك حسب تصريحات أدلى بها محافظ المدينة عقيل الخزعلي .

واكد الخزعلي خلال مؤتمر صحافي عقد في كربلاء الخميس وصول اكثر من 3400 زائر من دول عربية مثل السعودية والكويت والبحرين ولبنان واجنبية مثل باكستان والهند وتنزانيا, ما عدا القادمين من ايران.

يشار الى انها المرة الاولى تشهد فيها المدن المقدسة في العراق توافد الزوار من الاقطار العربية المجاورة منذ حوالى اربع سنوات بسبب الظروف الامنية في البلاد.

وعن الاجراءات الامنية قال العميد رائد شاكر قائد شرطة كربلاء "اغلقت جميع الطرق في المدينة منذ الثلاثاء امام السيارات, ومنع دخول اي سيارة قادمة من خارجها".

واشار قائد الشرطة الى مشاركة نحو خمسمئة امرأة في تولي مهام امنية من خلال تفتيش ومراقبة النساء خلال الزيارة, في مناطق متفرقة خصوصا عند مرقد الامام الحسين.

وأكد المسؤول الأمني تهيئة وسائط نقل مرخصة مزودة ببطاقات تعريف, من قبل السطات المحلية لتتولى نقل الزوار الى المواقع القريبة من مرقد الامام الحسين.

وتقوم الجهات الامنية والادارية في المحافظة بتنسيق متواصل لتأمين وصول وسلامة الاعداد الغفيرة من الزوار والتي تتزايد باستمرار, وفقا لقائد الشرطة.

ويصل العديد من زوار العتبات مشيا على الاقدام لا سيما من المحافظات الوسطى والجنوبية. ولكربلاء ثلاثة مداخل تشهد ازدحاما هي مدخل بغداد شمالا وبابل شرقا والنجف جنوبا.

ومن ابرز الطقوس التي تؤديها المواكب, التطبير (الضرب بالسيف على الراس) ويرتدي الاشخاص الذين يمارسونها لباسا ابيض ويسيرون بشكل منتظم ضمن حلقات مكونة من نحو عشرة اشخاص تقريبا فيما يسير قربهم آخرون يضربون طبولا لتوحيد عملية الضرب.

وتنتشر كذلك مواكب "الزنجيل" وهؤلاء يرتدون اللباس الاسود ويسيرون بصورة منتظمة ويدورون حول ضريح الامام الحسين على وقع الطبول.

واعرب شاكر عن ثقته بالاجراءات الامنية, قائلا "انا متفائل بنجاح الخطة الامنية وعدم وقوع أي حوادث".

بدوره اكد الخزعلي اصدار اوامره بمنع حمل السلاح مهما كان نوعه من اجل تجنب وقوع اعمال عنف وتحقيق سلامة الزوار. ويقتصر حمل الاسلحة على قوات الامن حصرا.

وشدد المحافظ على ان "هذا القرار جاء لتفويت الفرصة على الخارجين عن القانون والارهابيين الذي يبحثون عن ثغره لتنفيذ مأربهم".

واعلنت الشرطة العراقية الخميس مقتل ثمانية اشخاص على الاقل في هجوم انتحاري استهدف موكب عزاء للامام الحسين قرب مسجد شيعي احياء لذكرى عاشوراء, في وسط بعقوبة (60 كيلومترا شمال شرق بغداد).

وقال المقدم نجم الصميدعي من شرطة بعقوبة ان "انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه امام موكب عزاء كان يخرج من "حسينية شفتة" وسط بعقوبة لاجراء المراسم في الشوارع, ما اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص على الاقل واصابة 13 اخرين".

وفي الموصل, افاد مسؤول امني ان شرطيا وفتاة اصيبا بجروح طفيفة مساء الخميس بانفجار سيارة مفخخة متوقفة قرب كنيسة في المدينة بشمال العراق.

وكانت اشتباكات اندلعت منتصف اب/اغسطس الماضي في مدينة كربلاء خلال زيارة احياء ذكرى ولادة المهدي الامام الثاني عشر للشيعة, ما ادى الى مقتل 52 شخصا واصابة نحو 300 آخرين بجروح.

ودفع ذلك برجل الدين الشاب مقتدى الصدر الى اعلان تجميد نشاط جيش المهدي الميليشيا التابعة للتيار الصدري, لمدة ستة اشهر بعد اتهامات بعلاقة التيار بوقوع الاشتباكات.

واشار مراسل وكالة فرانس برس الى انتشار مئات المواكب في عموم كربلاء حيث تنقلت مجاميع الرجال وهي تنشد مقاطع دينية تستذكر الامام الحسين, ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة الذي قتل العام 680 ميلادية.

ولفت الى انتشار آلاف الرجال الذين يرتدون ملابس سوداء وهم يمارس طقوسهم الخاصة عبر انشاد اغان دينية واللطم بالتزامن مع مكبرات صوت تبث تراتيل دينية تستذكر الامام الحسين.

وانهت مدينة كربلاء التي تحتضن مرقد الامام الحسين واخوه العباس, استعدادتها لاستقبال الزوار الذين يتوجهون اليها لاحياء ذكرى مقتل الامام الحسين التي تبلغ ذروتها السبت المقبل في العشرين من الشهر الحالي الذي يصادف العاشر من محرم.

وينتشر أكثر من عشرين ألف عنصر امن في شوارع المدينة حيث رفعت الرايات السوداء في جميع ارجائها وخصوصا فوق مرقد الحسين ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة.

ويتوجه الى كربلاء طوال الايام العشرة الاولى من محرم مئات آلاف الزوار الشيعة القادمين من مختلف ارجاء البلاد ودول اسلامية مثل ايران وباكستان.

التعليقات