نجل الملك فاروق الأمير أحمد فؤاد: أعمل الآن مستشارا في وكالة اقتصادية ومأساة والدي أنه أصبح ملكا في عمر 16

نجل الملك فاروق الأمير أحمد فؤاد: أعمل الآن مستشارا في وكالة اقتصادية ومأساة والدي أنه أصبح ملكا في عمر 16
غزة-دنيا الوطن

عاشت العائلات العربية مؤخرا حالة من استعادة فترة مهمة من التاريخ الاجتماعي والسياسي العربي، وذلك خلال شهر رمضان الماضي ، الذي شهد عرض مسلسل «الملك فاروق» والذي حظي باهتمام كبير وشهد جدلا واسعا، خاصة عندما بدأت المقارنات بين ما شاهده الناس على الشاشة وما جرى في الواقع خلال تلك الفترة.

الاهتمام تواصل ليبدأ كثيرون طرح تساؤلات عن أفراد عائلة الملك فاروق والتي كانت حياة كل فرد منها دراما مشوقة ومأساوية أو صعبة في الوقت نفسه.

«سيدتي» تقدم في هذا الملف لقاء خاصا مع الأمير أحمد فؤاد الذي يحمل لقب «آخر ملوك مصر» وهو نجل الملك فاروق من زوجته الملكة ناريمان وحمل هذا اللقب في الأشهر الأولى من عمره ولفترة قصيرة.

نقدم في الملف أيضا استعراضا مع صور نادرة لمحطات من حياة الملك فاروق، ونقاشا ساخنا مع 5 شخصيات من المقربين الذين يكشفون أسرارا جديدة وملابسات ما زال يحيطها الكثير من التناقض واختلاف الآراء.

مهما اختلفت الأقاويل يظل الملك فاروق قطعة من تاريخ مصر، حكم المحروسة في زمن صعب كان فيه المندوب السامي البريطاني هو المتحكم في مجمل القرارات السياسية المصيرية للبلاد، وقد حاول فاروق جاهدا الحفاظ على كرامة المصريين، أصبح ملكا على مصر والسودان وهو لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، يمارس مهامه باسمه ونيابة عنه مجلس للوصاية تشكل برئاسة خاله شريف باشا صبري، وانحل المجلس حينما بلغ سن الرشد، وجلس على عرش مصر في 6 مايو 1938 حيث ظل ملكا على البلاد حتى يوم 26 يوليو 1952 حين حدث انقلاب عسكري كبير، ولكن دون أن تراق دماء وقد أجبره الضباط الأحرار على الرحيل والتنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد الذي أصبح بذلك ملكا وهو في الشهر السادس من عمره لمدة 11 شهرا، ويمارس مهامه نيابة عنه وباسمه مجلس للوصاية برئاسة المقدم رشاد مهنا وودع ملك مصر والسودان بعض رجال عبد الناصر «من بينهم أنور السادات»، وهو على ظهر المحروسة «اليخت الملكي العتيد»، وأطلقوا تحية له 12 قذيفة لكن هذه المرة لم يتمكن الطفل الملك من الانتظار؛ حتى يتوج على عرش مصر ملكا رسميا حينما يبلغ أشده، فقد ألغت الثورة النظام الملكي واستبدلت به النظام الجمهوري؛ لتطوى صفحة الملكية التي استمرت في مصر نحو قرن ونصف، وتعيش مصر مرحلة انتقالية تمهد لحكم جديد بثوب جمهوري وبقيت الملكية والباشوات مجرد ذكريات في مخيلة المصريين يستعيدونها في الأفلام والمسلسلات، وكان مسلسل «الملك فاروق» الممتع فرصة للعودة بالملك فاروق إلى قلب الأحداث.

استقبلني الملك السابق أحمد فؤاد بابتسامته اللطيفة تحت شاربه الخفيف، ووجدته طويل القامة والهيبة رجلا شديد الأناقة والذوق؛ سرعان ما تلمس في معاملته أدب الملوك وتواضع الكبار، في نظرة عينيه ذكاء حاد وحزن يحاول أن يخفيه بتبسمه ومرحه، لكنه لا يستطيع. وهو متدين ويصلي بانتظام ويصوم ويقرأ القرآن وتجد عشق مصر يجري في دمه.

وجدتني في شقة تجمع بعض تحف مصر؛ قطع أثرية، بقايا صولجان القوة والملك، فانتابني شعور بأني في أحد أجنحة الملك فاروق في قصر عابدين؛ ولاحظت لوحات راقية لرموز مصر التاريخيين وهم أجداده، أبرزهم محمد علي، الملك فؤاد الأول (الذي سمي على اسمه)، الملك فاروق، وكلها عليها تواقيع رسامين عظام، أبرزهم الفنان الفرنسي الشهير كودلير الذي رسم بعض اللوحات بأمر من ملك فرنسا لويس فيليب ردا على هدية جده والي مصر، كما لاحظت أنه يحتفظ بصوره والأسرة مع ملوك العرب (الملك فهد والملك حسين والملك الحسن الثاني رحمهم الله).

جلست معه في منزله؛ لأتعرف على جوانب من تفكيره، وكنت معدا للبقاء معه ساعة فإذا بالحوار يطول أكثر من ذلك، لم نشعر بالوقت فقد غصنا في حياة الملك فاروق حتى اختفى فينا واختفينا فيه.

< ما هي ذكرياتك مع والدك الملك فاروق، ماذا تعرف عنه؟

عندما مات أبي كنت في الرابعة عشرة من عمري، كان يعيش في إيطاليا، بينما أرسلني وشقيقاتي: فريال، فوزية، وفادية للإقامة والتعليم في سويسرا؛ لأنه كان يخشى علينا من الاغتيال، وكان يرى في سويسرا مكانا أمينا لنا ولتعليمنا، كان دائما يحدثني عن مصر وعظمة تاريخها وعراقة حضارتها، وكانت مصر دائما على لسانه في كل وقت ومناسبة، كان يهتم بأن أتعلم التاريخ وحضارة بلدنا، وكان يهتم بأن أحفظ القرآن الكريم، وكان بنفسه يعلمني المبادئ الرئيسة للإسلام، وهو أيضا الذي علمني الصلاة، وكان كل مساء يسألني إذا كنت ما أديت الصلاة في وقتها أم لا؛ لكونها أفضل الأعمال عند الله وهو ما جعلني حتى اليوم أعشق تأدية الصلاة في وقتها، ولله الحمد فقد نشأت على ذلك منذ الصغر، ونما في قلبي حب الصلاة، ولهذا أحس الحديث الشريف لرسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم- «...وجعلت قرة عيني في الصلاة».

< هل كان أبوك متدينا؟ معذرة لهذا السؤال فالصورة التي أعرفها عن والدك غير ذلك، ومع هذا هي حياته الخاصة وما يعنينا أسلوبه ودوره في حكم مصر.

- على عكس كثير مما يظن الناس فإن والدي –رحمه الله- كان مؤمنا شديد الإيمان بالله وكان يؤدي فروض ربه، ويتصدق كثيرا، ولم يؤذ إنسانا قط في حياته رغم شدة المعارك، ووضاعة الأساليب للنيل من سمعته وتاريخه، لكن الحق ظاهر فلا يجب اتباع الظن، فقد قال تعالى «إن بعض الظن إثم» لكنه لم يكن نبيا ولا ملاكا، بل كان بشرا.

< هل كنت تعرف أشخاصا من مصر أو من البلدان العربية في منفاك؟

- لقد حرص والدي إبان تلك الفترة على ألا أقيم وشقيقاتي أية علاقات مع أشخاص من مصر أو من المنطقة العربية، حيث كانت الأوضاع السياسية متوترة وقلقة، فكان يخشى على حياتنا؛ فلم تكن لنا أية صداقات مع مصريين أو عرب طيلة فترة صباي ومطلع شبابي، وكان أبي يعوضنا بصداقته لنا، وكانت بالفعل أسعد أيام حياتي حينما كنا نقضي معه أوقات العطلة المدرسية، كان شديد الحنان والكرم والحب، ولم يحمل أية ضغائن لأي شخص مهما بلغت درجة عداوته لوالدي.

< قلت: إن والدك كان يحثك على دراسة تاريخ بلدك، فهل درسته أم دراستك الجامعية حالت دون ذلك؟

- بعد الانتهاء من دراستي الجامعية؛ عكفت على دراسة تاريخ بلدنا العريق، وتوسعت في دراسة الفترة التي حكمت فيها عائلتي مصر، وهي 165 سنة، وعرفت ماذا قدمت أسرتي وعائلتي لمصر، وإني فخور جدا بأنني مصري، وأحمد الله على كون عائلتي صنعت مجد وتاريخ مصر الحديث.

< هذا هو والدك الأب، فماذا تعرف عن والدك الملك؟ هل عرفت عنه شيئا من والدتك أم من الكتب أم من المخلصين له؟

- عرفت والدي الملك أولا منه شخصيا، ومن والدتي الملكة ناريمان، ثم من بعض خاصته ومستشاريه، وأحب أن أوضح لكم أن والدي –والحق يقال- حينما كان ملكا كان محبوبا لدى الشعب المصري، وكان المصريون يهرعون إلى لقائه والهتاف بحياته، تلك حقيقة تاريخية ويعرفها جميع المواطنين الذين عاصروه، وقد لمسوا منه صدق حبه إلى بلاده، فهو أحب مصر بقوة، وكان ملكا وطنيا ضد الاحتلال البريطاني، وكسر أنيابه واحتقر عملاءه، وكاد بسبب ذلك يفقد عرشه عندما حاصرت دبابات جيش الاحتلال قصر عابدين في حادثة 4 فبراير 1942 الشهيرة.

< بكل صراحة ماذا كانت مأساة الملك فاروق؟

- مأساة الملك فاروق أنه أصبح ملكا في السادسة عشرة من عمره، وعندما بلغ الثامنة عشرة كانت الحرب العالمية الثانية قد شبت، واضطربت الأحوال الإنجليزية فيها؛ لانتصار القائد الألماني روميل على حدود مصر الغربية، فكان تخبطهم واضطرابهم ونزقهم في التعامل مع السيادة الوطنية المصرية؛

ويسكت آخر ملوك مصر، ويرحل بخاطره بعيدا ينهل من ذاكرته عبق التاريخ الخاص بوالده، وبنفس الحرارة والحماس، والنبرة الهادئة التي بدأ بها حواره معنا يقول:

والدي هو الذي أدرك توحيد البلدان العربية، فدعا ملوك ورؤساء العرب في أول قمة عربية في أنشاص؛ لإقامة جامعة الدول العربية، والرحلة الرسمية الوحيدة التي قام بها والدي إلى الخارج كانت إلى المملكة العربية السعودية؛ حيث كانت الصداقة بين مصر والسعودية متينة، وهي التي كانت وراء قيام جامعة الدول العربية.

هناك أمر آخر أود تسجيله ألا وهو أن والدي الملك فاروق هو الذي أمر الجيش المصري بالزحف إلى فلسطين في مايو 1948؛ للحيلولة دون قيام إسرائيل على أنقاض الوطن العربي في فلسطين، وأعلن الحرب بالرغم من أن رئيس الوزراء في ذلك الوقت محمود فهمي النقراشي باشا عارض بشدة؛ لكونه ود تأجيل القرار.

ويا ليته سمع حتى يستعد أفضل، فقد ذهبنا إلى الحرب دون استعداد وتدريب، وكانت قضية الأسلحة الفاسدة.

لم يكن يتخيل أن دولة عربية يمكن ابتلاعها في مسرحية دولية، فلم ينتظر، وكان صادقا في وطنيته، وواثقا في جيشه لكن لسوء الحظ لم ينجح الجيش المصري في إنقاذ فلسطين المهم هنا أن إرادة والدي كانت واضحة ضد قيام دولة إسرائيل، ودخل وجازف بالحرب دفاعا عن العروبة والقومية واستمرار الوطن فلسطين، والحفاظ على حقوق شعبه المظلوم.

يتوقف ثانية يعيد ترتيب أفكاره، ثم يقول وهو يقدم لي الحلوى والشاي بكل تواضع: شيء آخر هام؛ النظام الملكي ظل قائما بعد حركة الجيش في 23 يوليو، وكنت أنا ملكا لمدة 11 شهرا بمجلس وصاية شكله مجلس القيادة الثورة برئاسة الأمير محمد عبد المنعم، تلك حقيقة تاريخية، وقد رفض والدي بشكل قاطع أن يكون سببا في إراقة دماء مصرية فمنع وحدات الجيش التي كانت تدين بالولاء له من الاشتباك مع من قاموا بالانقلاب العسكري؛ كانت وحدات من البحرية والحرس الملكي وكثير من الضباط طلبوا منه أن يأذن لهم بالتدخل، وطلبوا خطة طوارئ عاجلة إلا أنه منعهم من الرد، وآثر الخروج من البلاد وتنازل عن العرش كي يحقن دماء المواطنين، ولا يكون سبباً في إراقة نقطة دم واحدة يسأل عنها يوم القيامة، لقد كان يدرك والدي أن الأوضاع في حاجة إلى إصلاحات وتغيير، وقد حاول تغيير كثير من الوزارات والحكومات من أجل النهوض بمصر، فمن الظلم أن يعتبر المسؤول الأول والأخير عن السلبيات والأخطاء والنقائص، فمصر كانت دولة ديمقراطية برلمانية ووالدي كان ملكاً دستورياً؛ بمعنى أنه كان يملك ولا يحكم، وكانت الصحافة حرة واعتادت على توجيه الانتقادات الحادة له؛ بل كثيراً ما رفضت الحكومة وكذلك البرلمان طلبات الملك.

< هل من مثال؟

- في عام 1951 عندما طلب الملك تزويد القصور الملكية بأجهزة تكييف ورفض طلبه، فقد كان ملكاً عادلاً ورمزاً للوطن وراعياً للدستور؛ وقائداً للجيش، وحرص على تحقيق توازن بين القوى السياسية لكنه كان يمارس ذلك عبر الحكومة والتي تتحمل المسؤولية أمام البرلمان.

يبتسم ويعلق ضاحكا: الطريف أنه حينما آلت هذه القصور إلى الثورة زودتها الحكومة بأجهزة تكييف أغلى بكثير من التي كان قد طلبها الوالد.

< ثمة أقوال تتردد أن الملك بعد قيام الثورة قد أخذ ثروة طائلة أثناء خروجه من مصر وأنه تركها لك.

يضحك مستغربا ثم يقول؛ حينما قامت حركة الجيش؛ كان الملك فاروق في مقرة الصيفي بالإسكندرية، ومن المعروف أن كنوز العائلة المالكة والتي هي ثروة قومية كانت في قصر عابدين والقبة بالقاهرة، وقد غادر والدي البلاد في عجلة من أمره، فقد كانت المهلة التي أعطيت له 24ساعة لمغادرة البلاد، ولذلك لم يأخذ معه سوى ما كان لديه من ممتلكات في الإسكندرية فقط؛ وهي أشياء صغيرة جدا، وقد عاش والدي في روما كملك في المنفي محاطا بحاشية من خاصته وموظفيه؛ كان مسئولا عنهم ويعولهم وذلك أدى حين وفاته إلى تركي وشقيقاتي في حالة جد صعبة ودقيقة كنت في الثالثة عشرة من عمري، وكان عليَّ أن أواصل دراستي، وبالطبع عشت وإخوتي البنات سنوات قاسية ولله الحمد تمكنت من إنهاء دراستي بالحصول علي ليسانس في العلوم الاقتصادية؛ أتاح لي فرصة الالتحاق بعمل كريم كمستشار في مؤسسة اقتصادية عالمية.

< هل صحيح أن الرئيس السادات أول من أعترف بك كمواطن مصري؟

(يصمت قليلاً ويرحل بخاطره بعيداً ثم يقول:)

- كثيرون من الأمراء والنبلاء حينما يكلموني يظنون أن الرئيس أنور السادات هو أول من أعترف بي كمواطن مصري بسبب إعلانه ذلك وقتها أمام الشعب؛ وهذا صحيح لكن جمال عبد الناصر فعل ذلك قبله؛ فلم تكن لدي أوراق تثبت جنسيتي؛ فبعثت أطلب شهادة ميلادي؛ فأمر شخصياً باستصدار الشهادة وتم التوقيع عليها قبل وفاته بشهر.

< لكن لك قصة مع الرئيس السادات؟ أعتقد أنه كان يحترمك ومعجب بك.

- قصتي مع الرئيس السادات تعود حينما انتصرا الجيش المصري في حرب أكتوبر, وكانت مصر في حاجة إلى مساعدة كل أبناءها, فأسرعت بإرسال مبلغاً من المال مساهمة مني للمجهود الحربي, كان وعلم بما تبرعت به وتأثر كثيراً وقرر أن ترد لي الجنسية المصرية وتسليمي جواز سفر مصري”. وكانت هذه نقلة كبيرة فتشجعت بطلب منه أن يسمح بنقل رفات أبي إلى مسجد الرفاعي حيث يرقد والده وأجداده؛ وفوجئت بسرعة استجابة الرئيس السادات لطلبي. وهي مبادرة إنسانية لا أنساها له, كما أتذكر له لفته طيبة حينما تزوجت أرسل لي تهنئة رقيقة ومعها هدية قيمة جداً سيف والدي بل وسمح لمولودي الأول محمد علي بأن يولد في مصر والمفارقة أن الطبيب كان الدكتور مجدي باشا, الطبيب الذي قام بعملية ولادتي من أمي الملكة ناريمان.ولكني لم أذهب مع زوجتي وأرسلت شقيقتي الأميرة فوزية معها وكم كانت فرحتنا كبيرة حيما زارت السيدة جيهان السادات زوجتي في المستشفى لتهنئتها بسلامة الولادة

< قبل اللقاء رجوتني ألا نتكلم في السياسة ولكن كيف تنظر إلى الرئيس حسني مبارك؟

- احترمه جدا لكونه نقي اليد وصادق في حب مصر .

< بصراحة وبكل ديمقراطية ألا تحلم بالعودة إلى ملك مصر؟

- هذا مستحيل, فليست لي أية أطماع سياسية وقد كبرت وتجاوزت الخمسين؛ ثم أنه بكل موضوعية أؤكد بأن الملكية كانت مرحلة من مراحل تاريخ مصر وانتهت إلى الأبد وتعيش مصر عصر الجمهورية.

< ماذا لفت نظرك في مصر خلال زياراتك إليها؟

- بصراحة أول مرة زرتها فوجئت بالزيادة السكانية العظيمة , فمصر عم 50 كانت تقريبا 30 مليون اليوم تتجاوز ال70 مليون وهذا يؤثر على الاقتصاد غير إن المصريين يسكنون ثلث البلاد ويتركون ثلثين كبيرين لكن الجميل إن الحكومة متواصلة في عمليات البناء والإصلاحات.

< هل تعلم أن كثير من المصريين المقيمين في فرنسا يعشقون الملك فاروق ويذكرون محاسنه؟

- أنهم بذلك يذكرون شبابهم ويتذكرون أيام مصر الجميلة.

< وفي الختام سألته ماهي أمنيتك؟

- أن يوفقني الله في تربية أبنائي وبناتي كما يليق بعائلتنا العريقة وأن يحفظ الله مصر وشعبها ويوفق رئيسها للخروج بالبلاد بسلام من وسط أمواج وعواصف العولمة والمعطيات السياسية والدولية والرهانات الإقليمية؛ كما أتمنى أن أعيش في مصر وأسرتي الكريمة حيث أتمنى أن يتربى أبنائي في بلدهم وليس في الغربة فمصر أعظم واعرق دولة في التاريخ.

آخر من أجرى حواراً مع الملكة ناريمان

طارق حبيب:

الملكة دافعت عن فاروق..

قالت إنه كان لا يشرب الخمر ولا يقامر!


الإعلامي طارق حبيب كان آخر من أجرى حواراً مع الملكة ناريمان، التي خصته ببعض أسرار حياتها الخاصة مع الملك فاروق.

عن هذا الحوار يقول: سألتها عن فترة الخطوبة، فقالت إن الملك كان يأخذها معه بسيارته في نزهة في إحدى المناطق الشعبية بدون حراسة ويشربان عصير القصب، وكان فاروق يقود السيارة بنفسه، ويحاول أن يرعبني بطريقة قيادته السريعة والجنونية.

وعن شهر العسل قالت: سافرت معه إلى ايطاليا، حيث أقمنا هناك ثلاثة أسابيع تنزهنا خلالها في كافة الأماكن السياحية هناك.

وقالت الملكة ناريمان: إن الملك فاروق لم يكن يتعاطى أي نوع من الخمور بإجماع الآراء، ولم يضع طوال عمره نقطة خمر في فمه، بل إنه كان يصلي ويصوم وتربطه علاقات طيبة ببعض رجال الدين. أضاف: سألتها عما إذا كان الملك يفعل المحرمات كالمقامرة، فقالت إنه كان يلعب الورق «الكوتشينة» فقط في نادي السيارات.

وعن رد فعل الملك عندما عرف بحملها الأول قالت: إنه كان يضحك معها، ويقول: لعلك تأتين لي ببنت أيضاً إلا أنني أنجبت ابنه أحمد فؤاد الذي سعد به كثيراً.

وقال طارق حبيب إنه أجرى حواراً مع فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد الراحل، والوزير في عهد الملك فاروق حول السلطة، التي كان يتمتع بها الملك، فقال إن فاروق لم تكن له أية سلطة، أو نفوذ في مصر.

الأميرة فريال

فادية كانت في الرحلة نفسها على ظهر مركب المحروسة، إلى أن استقرت أيضاً في مدرسة أوزي في سويسرا، وتخرجت فيها، وتزوجت في عام 1960 من شخص سويسري من أصل روسي، وأشهر إسلامه في الأزهر، بعدما جاء للقاهرة خصيصاً لهذا الغرض، وأنجبت منه “شامل” و”علي” وهما في الثلاثينات الآن، ويمتلك زوجها مزرعة لتربية الخيول العربية، وقد ساعدت شقيقتيها، في حياتهما المادية.

الأميرة فوزية

الأخبار مقلة عنها وغالباً ما كان يحصل لبس في سيرتها، وما حدث بينها وبين عمتها فوزية، التي سميت على اسمها، وهي كأختيها لاقت المصير نفسه، لكن وفاتها كانت مؤلمة بعد أن أصيبت بضمور في العضلات، وصل لمرحلة الإعاقة، ثم العمى‏. وفاتها كانت يوم الخميس في لوزان (سويسرا) ومساء الأحد 30-1-2005م دفنت في مقبرة العائلة الملكية بمسجد الرفاعي في القاهرة.

الأميرة العمة فوزية

كانت تعمل مترجمة وعملت فترة في مجال السياحة، ومعروف عنها أنها تزوجت شاه إيران محمد رضا بهلوي، وأنجبت ابنتها شاهناز وبعد طلاقها منه وقعت الأزمة الشهيرة بين مصر وإيران بسبب هذا الطلاق، ثم تزوجت من “إسماعيل شرين”، آخر وزير حربية في مصر قبل ثورة يوليو 1952، وعاشت معه في سموحة بالإسكندرية، إلى أن أتى خبر وفاتها عام 2005 بمدينة لوزان بسويسرا. وفي ذاك العام أعطى الرئيس المصري حسني مبارك تعليماته بنقل جثمانها على نفقة الدولة لتدفن في ارض مصر.

الملكة ناريمان

لم تستمر طويلاً سعادة الملك فاروق والملكة ناريمان بمولد ولي العهد الجديد الأمير احمد فؤاد، وانفصل فاروق عن ناريمان، التي لم تستطع تحمل الملك المنفى، وذلك في فبراير عام 1954 بعد زواج ملكي دام 4 سنوات إلا 3 أشهر، إذ جاء في إعلان الدعوى القضائية التي رفعتها أن الملك لم يحسن معاشرتها، وتنازلت عن نفقتها الشهرية.

عادت ناريمان إلى مصر، من دون ابنها الذي عاش مع والده، ولم تشاهده إلا بعد مرور عامين، وقد رحبت الثورة بطلاقها ومنحتها جواز سفر مصرياً، كان عمرها 23 عاماً، يوم قابلت الطبيب ادهم النقيب خريج جامعة كامبردج بلندن وهو من الإسكندرية، فتم الزواج نفس عام توقيع الطلاق الملكي، وأنجبت منه “أكرم” يعيش الآن في الإسكندرية وعند زواجه جاء أحمد فؤاد خصيصاً لحضور حفل زفاف شقيقه من والدته بالإسكندرية... ولكنها تطلقت للمرة الثانية، لتتزوج الدكتور إسماعيل فهمي عام 1967 .

حكاية «فاروق» من البداية إلى النهاية


الملك فاروق خفيف الظل أو كما يقول المصريون «ابن نكتة» هكذا يري المقربون منه أو كما يقول سمير نجل محمد الغزولي المصور الخاص بالعائلة الملكية أن فاروق كان سريع البديهة حاد الذكاء .. الملك فاروق شخصية حيرت الكثيرين سواء من كتبوا عنها أو صوروها أو عاشوا بالقرب منها وأخيرا مسلسل ضخم أثار ضجة وأعاد للأذهان «عصر فاروق»

مولده:

ولد الملك فاروق الأول يوم 11 فبراير سنة 1920، والده الملك أحمد فؤاد الأول، ووالدته الملكة «نازلي صبري»، وتمت مناداته ولياً للعهد في 16 أبريل سنة 1920، ويرجع بعض المؤرخين تأخر إعلانه ولياً للعهد إلى أن الملك أحمد فؤاد كان ينتظر موافقة الحكومة البريطانية الحامية على مصر، وإلا لكان فعل ذلك منذ اليوم الأول لميلاد ابنه الوحيد فرحا به وخاصة بعد وفاة ابنه إسماعيل بعد ميلاده من زوجته شويكار خانم أفندي عام 1896.

نشأة فاروق

نشأ فاروق الأول بين شقيقاته البنات: فوزية وفايزة وفايقة وفتحية وكان يشعر دوماً بأنه مدين بعرشه لبريطانيا، وإن كان يرفض تماماً تدخلها السافر في شؤون البلاد، بل ورفض تدخلها لتثبيت أقدامه فيما بعد في مصر بعد قيام ثورة 1952، بل ورفض التحام الحرس الملكي القوي بضباط وعساكر الثورة، وعنف حارسه الخاص حينما بادر بإطلاق الرصاص على الجنود المحاصرين لقصر رأس التين بالإسكندرية قبل أن يغادر مصر نهائياً.

نشأ فاروق في عزلة تامة فلم يجد حضناً دافئاً ولا صديقا مخلصا أو مربيا ناصحا أمينا، وعهد والده برعايته وهو صغير إلى مربيتين عرفتا بالحزم والتشدد، وحظر عليه رؤية والدته الملكة نازلي إلا في أوقات محددة مع عدم الاختلاط على الإطلاق مع أطفال الأسرة العلوية؛ لينشأ مفتقداً دفء الصداقة البريئة، خاضعاً بصفة دائمة لبرنامج تعليمي صارم في قصر عابدين، اشتمل على اللغات والقرآن الكريم وعلوم الدين والرياضات المتنوعة وغيرها.

وفي أكتوبر 1935 أرسله الملك أحمد فؤاد إلى إنجلترا ليتم تعليمه بها حيث التحق بكلية «وولوتش» الحربية بلندن، وأسكنه وحاشيته قصرا فخماً عرف بقصر «كنري هاوس» في ضاحية كنجستون بلندن.

وما كادت تمضي ستة أشهر على انطلاقه في لندن إلا وجاءه خبر وفاة والده يوم الثامن والعشرين من شهر أبريل عام 1936، وعاد فاروق مسرعاً؛ ليجلس على العرش ملكاً على مصر، وعمره 17 عاماً واستقبلته الجماهير بالحب والأمل، ولأنه لم يكن قد بلغ بعد سن الرشد، فقد أصدرت وزارة علي ماهر بياناً بتولي المجلس سلطات الملك الدستورية باسم الأمة المصرية إلى أن يسلم مقاليدها إلى مجلس الوصاية على العرش، وتولى مجلس الوصاية هذه السلطات وكان قد تألف من الأمير محمد علي توفيق وأخوال الملك عزيز عزت وشريف صبري.

زيجاته

تزوج مرتين: الأولى من الملكة فريدة، وكان زواجا مبكراً، وأثناء فترة تفتحه، وسعد الملك بالملكة التي أحبها المصريون، وكانت من أسباب توهجه، وأنجب منها ثلاث بنات «فريال، فوزية، فادية»، وكان لإنجابه ثلاث بنات نتيجة عكسية في علاقته بزوجته، فقد كان يحلم بإنجاب وريث للعرش.

وراوده الخوف من ألا يكون له وريث من صلبه، غير أنه كان يعجز عن تنفيذ هذا بسهولة؛ نظراً لقوة شخصية فريدة.

ومن ثم نشب الخلاف بين الاثنين، والذي أصبح ظاهرة في القصر، وراح فاروق يضيق الخناق على زوجته حتى منعها من الظهور في المجتمع؛ حتى وصلت العلاقات إلى طريق مسدود فصممت فريدة على الطلاق. وبالفعل حدث هذا في 19 نوفمبر 1948 حيث صدر بلاغ رسمي من الديوان الملكي بالطلاق البائن «لفريدة».

في مايو 1951 احتفل الملك بعقد القران على «ناريمان» والتقى الملك والملكة في أوروبا، ولم يغير فاروق من عاداته، وشنت الصحافة الأوروبية حملاتها عليه وقتها، واتهم فاروق بالبذخ والإسرف أثناء رحلات شهر العسل الملكية التي قام بها، وفي يناير 1952 أنجبت «ناريمان» ولي العهد الأمير أحمد فؤاد الذي عشقه الملك فاروق وكان أقرب أبنائه إلى قلبه.

في المنفى

في عام 1952 رحل الملك فاروق وحاشيته والملكة ناريمان وأولاده للعيش في جزيرة «كاري» بإيطاليا.

وحسبما ورد من أخبار كان الملك يعيش حياة البذخ رغم ما قيل عنه من كونه لم يصطحب معه ذهباً ولا فضة أو حتى أموالاً سائلة وسرعان ما عادت ناريمان إلى مصر دون ولدها الأمير أحمد فؤاد مع إصرار زوجها على السهر بصفة يومية بمفرده، وهو ما أصابها بالاكتئاب والألم وقضى فاروق حياته وحيداً بين السهرات النسائية وموائد القمار، وأصيب بأمراض الضغط والقلب والسمنة المفرطة التي توفي بسببها، ففي إحدى الليالي اصطحب فاروق إحدى صديقاته لمطعم «ديل دي فرانس» الأنيق في روما لتناول طعام العشاء وامتلأت المائدة بالعديد من أصناف الطعام، فامتدت يد فاروق تلتهم معظم ما أمامه من أصناف، وتشكلت من 12 قطعة جمبري وقطعتين من اللحم الضأن المشوي مع بطاطس وشطائر فطائر وزجاجة كوكاكولا ثم اتكأ في مقعده الوثير، وأشعل سيجارة هافانا وفجأة احتقن وجهه وشعر بالاختناق، فارتفعت يداه إلى حلقه ثم سقط على المائدة، وقد فاضت روحه فانقلب المطعم رأساً على عقب واختفت الفتاة التي صاحبته، وتم نقله لمستشفى سان كاميلو في محاولة لإنقاذه دون جدوى؛ ليفارق الحياة صباح يوم الاثنين 17 مارس 1965 وعمره 45 عاماً، وتمت مراسم دفنه في روما، وأقيمت له جنازة حضرها أبناؤه وشقيقاته، وبعد جهود بذلها إسماعيل شيرين زوج شقيقته فوزية تمت الموافقة على دفنه سراً، وبعد منتصف الليل يوم 27 مارس 1965 بمقابر الأسرة الملكية في مصر تنفيذاً لوصيته حيث دفن في قبر جده إبراهيم باشا، وفي عام 1975 طلبت ابنته الأميرة فريال من الرئيس الراحل أنور السادات نقل رفاته إلى مدفن الرفاعي تنفيذاً لوصيته أيضاً بأن يدفن بجوار جده إسماعيل وأبيه فؤاد فاستجاب لها السادات.

بنات وأخوات الملك فاروق..

أين هنّ؟ الأميرة فريال أصبحت مدرّسة والأميرة فادية مدربة خيول


لقاء مع زوجة الأمير أحمد فؤاد

في باريس

على إثر مشاركة ابنة الأمير أحمد فؤاد، الأميرة «فوزية لطيفة»، في حفلBal des débutantes، التقتُ «سيدتي» بوالدتها الأميرة فضيلة في باريس، سنة 2001. في مطعم «ماكسيم»، وهو من أشهر وأفخم مطاعم العاصمة الفرنسية. ولم يكن بعيدا عن شقتها، التي كانت في الأصل ملكاً للملك فاروق، الواقعة في شارع « فوش»، والتي لم تتح لنا الفرصة لزيارتها.

كانت الأميرة فضيلة سعيدة جداً بلقاء صحافية عربية، وعبّرت عن فرحتها بابتسامة عريضة وبكثير من الترحاب. قالت لي انها سعيدة جداً بالتحدث إلى مجلة عربية. وكان ذلك الحوار الذي انفردت به «سيدتي» أول حوار لها مع مطبوعة عربية. أكّدت لي الأميرة فضيلة بأنها رغم كونها من أصل فرنسي، إلا أن زواجها بالأمير أحمد فؤاد غيّر مسار حياتها جذرياً، حيث قالت انها لم تتزوج بأمير عربي فحسب، بل اعتنقت أيضا ديانته وأحبّت تاريخه وعاداته وتقاليده، وتسعى لغرس تلك التقاليد في أنفس أولادها الثلاثة: محمد علي (مواليد القاهرة، سنة 1979)، وفوزية لطيفة (مواليد موناكو، سنة 1982)، وفخر الدين (مواليد الرباط، سنة 1987)، مؤكّدة أنها حرصت على تنشئتهم على التربية العربية الإسلامية، لكي يبقوا على اتصال دائم بأصولهم وبلدهم.

عند سؤالي للأميرة فضيلة عن علاقتها بزوجها وبأفراد عائلته، وخاصة أخواته المقيمات في جنيف، بدا عليها الحرج من سؤالي، وأجابت باقتضاب وتحفظ شديد، رافضة الدخول في أية تفاصيل. واكتفت بالقول ان علاقاتها بأخوات زوجها ليست جيّدة، وان زوجها الأمير ذاته لديه مشاكل كثيرة مع أخواته، لأسباب مرتبطة بخلافات مالية قالت انها لا تريد الخوض في تفاصيلها.

عدتُ فسألتها عن سرّ علاقاتها المتوترة والسيئة مع أخوات زوجها، وذلك منذ بداية زواجها. فقالت ان السبب يرجع لكونهن (أي أخوات الأمير أحمد فؤاد) يعتقدن أنها تزوّجته من أجل المال. وأكدت لي الأميرة فضيلة أن ذلك يتنافى مع الحقيقة، وقالت انها تزوجته عن حب، وأضافت أن الدليل على ذلك أنها أنجبت له ثلاثة أبناء، وأنها تحرص على إعطائهم تربية عربية وإسلامية تليق بأصولهم ومقامهم الملكي.

المثير أنه في الوقت الذي كانت فيه الأميرة فضيلة تؤكد مدى حبّها وتعلّقها بزوجها، كان الانفصال قد وقع بينهما، وإن كان الطلاق لم يتم رسميا إلا بعد ذلك بنحو عامين. بعد ذلك سافرت الأميرة فضيلة برفقة أولادها الذين حصلت على كفالتهم بحكم القانون الفرنسي. وعلمنا أنها أصبحت تعيش بين مراكش المغربية وبين إمارة موناكو.

حلم الأميرات في استرداد القصور

عام 2000 شهد عودة الأميرات الثلاث فريال وفوزية وفادية بنات الملك فاروق إلى الأضواء في مصر، مطالبات بحقهن في ممتلكاتهن التي صادرتها الثورة، وأقمن دعاوى قضائية لاسترداد ما أسموه ممتلكاتهن في أملاك وأراض بالشرقية ونزلة السمان وقصر الطاهرة بالزيتون! وقد قضن المحكمة برفض الدعوي

أكرم النقيب ابن الملكة ناريمان والشقيق الأصغر للأمير أحمد فؤاد:

عشت طفولة عادية ولم أشعر أننى أبن ملكة

أكرم النقيب من أشهر الشخصيات فوالدته هي الملكة ناريمان آخر ملكات مصر، وأخوه الأمير أحمد فؤاد، ووالده هو الدكتور أدهم النقيب وأكرم يعمل محاميا، ويمتلك مكتباً للاستشارات القانونية بالإسكندرية.

< سألناه عن طفولته؟

- عشت طفولة عادية مثل أي طفل آخر، فوالدي ووالدتي لم يشعراني بأنني مختلف عن أي شخص في تربيتي، وهذه التنشئة ساعدتني على التغلب على متاعب الحياة، وجعلتني متفوقا في مهنتي وقادرا على التعامل مع كافة الناس، وأنا أكره أن أتعامل مع الناس على أني ابن ملكة وابن رجل أعمال مشهور. بدأت دراستي في مدرسة «ويدلي»، وعند وصولي إلى السن القانونية، وانتقال الحضانة إلى الأب انتقلت إلى الإسكندرية، ودرست فيها المرحلة الإعدادية والثانوية قبل أن ألتحق بكلية الحقوق، وتخرجت في الحقوق، فأنا أعمل في مجال المحاماة منذ 25 عاماً.

< ما العلاقة التي جمعت بينك وبين أخيك الأمير أحمد فؤاد، وهل يتبادل معك الزيارات؟

- أخي أحمد فؤاد يعيش الآن في أوروبا في إحدى المنتجعات السويسرية، وأنا أحتفظ بعلاقتي القوية به، فنحن دائماً على اتصال، ويحدث تبادل للزيارات بيننا، وإن كان أخي أحمد ليست لديه أية توجهات سياسية، وحلم حياته أن يعيش في مصر، فهو دائماً على اتصال بمصر، ويعيش كل الأزمات التي تعيشها مصر بقلبه وعقله، والشيء الذي أسعده كما قال لي أحمد بنفسه كثيراً أن الرئيس الراحل أنور السادات دعاه إلى زيارة مصر، كما دعا زوجته لأن تنجب أول أولاده «محمد علي» في مصر، كما أنه يفضل العودة والعيش في القاهرة.

< ماذا عن الصفات التي تجمعك بأخيك أحمد فؤاد؟

- صفات كثيرة تربطني بأخي أحمد، منها التواضع ومحبة الناس، الإخلاص في العمل، الغيرة على الوطن، البساطة وعشق مصر حتى النخاع.

< ماذا تعلمت من والدتك ؟

أحاطتنى بالعطف والحنان فى جميع مراحل حياتى وحتى بعد أرتباطها بالدكتور أسماعيل فهمى الذى وضعته فى مرتبة والدى كنا نزور بعضنا بعضا مثل أى أسرة ولم أشعر بالغربة رغم

أقامتها فى القاهرة واقامتى بالأسكندرية وستبقى فى قلبى وعقلى مدى الحياة

< مسلسل «الملك فاروق» الذي أذيع عبر الفضائيات في رمضان وشغل الرأي العام. ما تعليقك على هذا العمل؟

- أنا شاهدت العمل كبقية المشاهدين، ووجدت أن العمل قدم صورة طيبة للملك فاروق، وأن مخرج العمل حاتم علي بذل مجهودا في إخراج العمل بهذه الصورة، وإن كانت «القصور» التي ظهرت في العمل هي من الديكور الذي بني للعمل، أما عن الأحداث الحقيقية التي اختلف عليها البعض فأنا أرى أن الكاتبة د.لميس جابر قد بذلت مجهودا كبيرا في جمع الحقائق حول حياة الملك. وإذا كانت هناك بعض الأحداث لم يظهرها العمل، فإنها كانت محتاجة إلى من يقوم بتدوين هذه الأحداث وقتها ممن عاشوا وعاصروا الملك فاروق حتى تخرج بدقة متناهية. والحقيقة أنه ينقصنا في مصر والعالم العربي مؤرخون يكتبون التاريخ والأحداث فور وقوعها؛ حتى يحفظها للأجيال القادمة، إلا أنني في النهاية أرى أن العمل في مجمله عمل جيد، وأشعل حماس الناس في معرفة تاريخ مصر وحياة الملك التي كان الجميع متشوقين إلى معرفتها.

الكاتبة لميس جابر:

عرضت الحقيقة ولم أنحز للملك فاروق

قليل هم المغاربة الذين يعرفون ان ابن الملك فاروق، الملك أحمد فؤاد الثاني، كان يتردد على بلدهم ويعيش في كنفه باستمرار، وحظي بكثير من الاهتمام والعطف من طرف ملك المغرب الراحل الحسن الثاني هو وعائلته التي كانت تعيش بفرنسا، زوجته الفرنسية الأصل التي أسلمت بعد زواجها منه وصار اسمها الملكة فضيلة، كما كانت تقدم نفسها دائماً، وهي التي كانت في واجهة الأحداث، ولعلها كانت تمر مرور الكرام أمام زوار الفندق الراقي الذي كانت تحل عليه ضيفة معززة مع زوجها وأبنائها الثلاثة فوزية (لطيفة) ومحمد علي وفخر الدين، هذا الأخير هو آخر العنقود الذي ولد في الرباط واختار له اسمه الملك الراحل الحسن الثاني. ويبدو أن سجلات فندق حياة ريجنسي هيلتون حالياً تؤرخ لزيارة عام 1999 بينما “سيدتي” التقتها هناك في سبتمبر 2000 حين أجرت لقاء مع حفيدة الملك فاروق وابنة الملك أحمد فؤاد الثاني الذي يعيش في فرنسا، وهي الأميرة فوزية سميت على اسم عمتها الأميرة ولكنها تحمل أيضاً اسم لطيفة على اسم زوجة ملك المغرب الراحل الحسن الثاني تقديراً من والدتها للعائلة الملكية المغربية التي احتضنتهم بكثير من الود. وهو ما كانت قد أشارت إليه في لقائنا معها. الحديث الذي دار مع الأميرة كله كان بحضور والدتها الملكة فضيلة، التي كانت حريصة جداً على أن تختار ابنتها مفرداتها بتوجيه من والدتها، مصرة كل مرة على تقديم الشكر والامتنان لملك المغرب الراحل الحسن الثاني. بل واستحسنت كثيراً أن نصور ابنتها الأميرة فوزية بأزياء تقليدية وأجواء مغربية، بينما لم تعارض الأميرة الشابة (18 سنة آنذاك)، وحسب بعض المغاربة، يبدو أن أبناء الملك أحمد فؤاد وحفدة الملك فاروق عاشوا لفترة لا تقل عن السنتين في المغرب برعاية من الملك الراحل الحسن الثاني.

اختلفت الآراء حول مسلسل «الملك فاروق»، البعض رحب بالأحداث التاريخية التي تضمنها، بينما انتقد الكثيرون مؤلفته الدكتورة «لميس جابر»، بل بلغ الأمر بالبعض إلى اتهامها بالترويج لعودة الملكية إلى مصر والتعاطف مع الملك رغم فساده الذي رصدته كتب التاريخ، وأنه كان مدمناً للقمار وللخمر وصاحب علاقات نسائية متعددة وأن عصره اتسم بالفساد.

< رصدت حقائق مخالفة تماماً للصورة النمطية المعروفة عن عهد الملك فاروق، وانتقد بعض المؤرخين تعاطفك معه، ما ردك؟

قالت: قرأت الكثير من المراجع والكتب والمقالات عن حياة فاروق آخر ملوك مصر، شعرت بأنها مثل كرة الخيط المتشابكة، واكتشفت أن هذا الرجل لم يكن محظوظاً، فأغلب من كانوا حوله تقريباً خانوه حتى أمه لدرجة أنه كثيراً ما يقول أصبحت لا أعرف الخائن من المخلص، لذلك حرصت على الغوص في أعماقه، وأنا أنحاز فقط للحقيقة؛ لأكتب عن فاروق ماله وما عليه.

< من أين استقيت هذه الحقيقة؟

- بدأت الإعداد لهذا العمل منذ أكثر من 10 سنوات، ولم أترك حرفاً واحداً عن الملك إلا وقرأته، وجمعت آلاف الوثائق والمعلومات الدقيقة والصحيحة؛

< لماذا حاولت إظهار أن فاروق يعاني من عقدة النقص؟!

- لأنها حقيقة، فالظروف التي عاشها في كنف والده الملك فؤاد أوصلته إلى هذه النتيجة، فلقد كان الولد الوحيد بين أربع بنات، ولم يختلط بأحد خارج القصر، وبالتالي فقد عاش في إطار نسائي، وكانت أخواته البنات يدللنه بصفة دائمة، فضلاً عن أنه لم يكمل تعليمه.

< هناك حالة من عدم الرضا الكامل عن أحداث المسلسل من أفراد عائلة الملك فاروق ممن لا يزالون على قيد الحياة، فهل أنت جاهزة لهذه المواجهات؟!

- أمر طبيعي أن يحدث ذلك وهو ما يؤكد الحيدة في كتابة العمل.

< ألم تعترضي على ترشيح «تيم الحسن» لبطولة العمل وهو ممثل سوري، وقد لا يجيد اللهجة المصرية؟

- عرضت المسلسل على العديد من نجوم السينما في مصر بينهم أحمد عز وكريم عبد العزيز وأحمد السقا، لكنهم اعتذروا حتى قبل أن يقرءوا النص، فهم لا يعرفون شيئاً عن الملك فاروق سوى المشاهد السطحية الساذجة التي ظهرت في بعض الأعمال الدرامية، ووجدت أن «تيم الحسن» يشبه إلى حد بعيد الملك فاروق بخلاف براعته التمثيلية فرشحته للمخرج «حاتم علي»، وبالفعل كان مبهراً!

< كتبت عن الملك فاروق ومحمد علي فما الذي يجذبك لهذا النوع من الكتابة التاريخية الصعبة؟!

- لأنني أؤمن بأننا لو قرأنا التاريخ بشكل صحيح فسنتعلم منه، ولن نقع أبداً في الأخطاء التي سبق أن وقع فيها غيرنا.

محمد سميح طلعت

يوجه إنذارا لوقف عرض المسلسل

محمد بهجت طلعت حفيد عبد الوهاب طلعت باشا وكيل الديوان الملكي ورئيسه بالنيابة إبان حكم الملك فاروق حرر إنذاراً بوقف عرض المسلسل وتقديم الاعتذار عن الصورة التي ظهر بها جده في المسلسل.

«طلعت» يقول: د.لميس لم تتبع المنهج العلمي والوثائقي السليم، وخلطت فيما بين الأحداث والحوارات ومواقف الشخصيات، وبدلاً من الرجوع إلى عائلات الشخصيات السياسية التي تناولتها، اختلقت أحداثاً ومشاهد غير حقيقية لم ترد في أية روداية تاريخية.

د. يونان رزق

لا يمكن رصد حقبة تاريخية بالكامل في مسلسل واحد!

الدكتور يونان لبيب رزق رئيس مركز الأهرام للدراسات التاريخية والمؤرخ الشهير، قام بمراجعة أحداث المسلسل كاملة بعد أن كتبتها

د.لميس جابر فهل هناك أحداث تم إغفالها عمداً؟!

د. يونان يقول: الوقائع التي ذكرتها د.لميس جابر راجعتها بدقة شديدة، وجميعها تطابق المراجع التاريخية عن تلك الحقبة الهامة من تاريخ مصر الحديث وخاصة أن تلك المراجع هي الفيصل الأول والأخير في التحقق من صدق الوقائع، وقد أثنيت بشدة على مجهود الكاتبة وأسلوب عرضها لها الذي تمتع بالحيادية الكاملة؛ أما تجاهل وقائع فالأمر يعد مسؤولية للكاتبة التي بالتأكيد رصدت الوقائع التي تخدم السياق الدرامي للعمل فقط، وإلا لظلت تكتب طوال عمرها حلقات لمسلسل واحد!


د.عاصم الدسوقي

أستاذ التاريخ الحديث:

خطأ تاريخي لا يغتفر!

د.عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان والذي قضى حياته العلمية في معايشة كاملة للوثائق التاريخية عن الفترة التي تولى فيها فاروق الحكم، يقول: الملك فاروق شخصية لا تستحق كل هذه الضجة، ربما يستحق الشفقة؛ لكونه تولى الحكم شاباً مراهقاً بينما كانت البلاد تمر بواحدة من أصعب مراحلها التاريخية، ولذا من الصعب التوافق مع فكرة كاتبة العمل د.لميس جابر بأن الملك فاروق كان مظلوماً وأن صورته شوهت تشويهاً عمدا، فذلك رصد غير أمين للتاريخ، فلا يوجد حاكم ظالم دائماً أو مظلوم على طول الخط!، أما اتهام المسودات التاريخية بتزييف وتشويه فترة الملك فاروق بعد عام 1952 فهو اتهام باطل، فكتب التاريخ صادقة ومدعومة بالوثائق، ولكن الاتهام يجب أن يوجه إلى كتاب السيناريو والأفلام.

د. لوتس عبد الكريم

تتذكر الملكة فريدة وتنتقد المعالجة الدرامية


عبرت د.لوتس عبد الكريم المبدعة والفنانة التشكيلية، والصديقة الحميمة للملكة الراحلة «فريدة» زوجة الملك فاروق عن استيائها وغضبها الشديدين لما طرح في حلقات المسلسل، الذي كتبته د.لميس جابر من افتقاده الدقة والموضوعية وأدنى الحيادية في سرد سيرة حياة الملكة المصرية الراحلة، والتي لو كانت بيننا هذه الأيام لكانت قد غضبت كثيراً، بل وقاضت القائمين على صنع المادة الدرامية في حلقات الملك فاروق.

د. لوتس قالت: الملكة فريدة كانت ولم تزل سيرتها وعلاقتها بفاروق والقصر الملكي من أهم النقاط المضيئة في التاريخ المصري.

< وماذا عن انطباعاتك عن المسلسل، في ضوء علاقتك الشخصية وما تعرفينه عن حياة الملكة فريدة ؟

- يؤسفني ما رأيته في المسلسل؛ لأن الملكة فريدة ظهرت وهي تتشاجر، وهذا عكس طبيعتها فقد كانت تتمتع بالرزانة والاتزان وكانت رشيدة فعلاً، ولا أنكر أنها كانت عصبية ولكنها كانت تتغلب وتكبح عصبيتها بالصمت ، في المسلسل كانت تمشي في غضب محاولة التماسك وقت غضبها حتى أنها كانت تتعمد طرق الباب خلفها في هدوء، وكانت تكتفي بالخصام ومقاطعة من أغضبها.

< وما مساوئ المسلسل من وجهة نظرك؟

- المسلسل ضد الملكة فريدة، ويناقض حب الشعب المصري لها، فكيف يرى المشاهدون تركيبتها هكذا في سياق التسلسل الدرامي للمسلسل، في حين أن الغالبية العظمى من الشعب المصري كانوا يقدرون الملكة ويحترمونها؛ لأنها كانت كريمة ومهذبة ولطيفة ومحبة لكل البشر.

< إذاً كيف حدث الطلاق بين «فاروق» وفريدة؟

- الملك فاروق وفريدة كانا يتعاملان ويتصرفان معاً كطفلين وسط عجائز من مدبري المؤامرات بالقصر، أما فيما يخص الطلاق ففريدة لم تكن جادة في طلاقها من فاروق، ولكن الذي حدث أن الحاشية المحيطة بالملك أقنعوه بطلاقها؛ حتى يتمكنوا من إزاحته من على العرش، والمدهش أنها كانت على علم بكل ذلك ومنشغلة به ليل نهار.

< وهل تحدثت معك عن كيفية حياتها بعد الطلاق؟

- فريدة كانت تعيش وحيدة في بيت أبيها في منطقة الهرم ولمدة خمس سنوات، وجاهدت كثيراً في التغلب على ألم الملل والوحدة بتعلم الرسم، وكانت أولى لوحاتها عن النخيل والأهرامات والطبيعة المصرية كافة.

التعليقات