العراق.. الهاشمي جهز استقالته وطالباني يقول إن الحكومة تتعزز

غزة-دنيا الوطن

قال نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي السبت 25-8-2007 ان استقالته من منصبه جاهزة لانه لم يستطع ان يؤدي ماينبغي اداؤه, فيما قال الرئيس جلال طالباني إن حكومة المالكي تتعزز وتتطور في هذه الفترة برغم كل الانتقادات، وذلك لأنها تستند الى دعم قوى شعبية وبرلمانية هائلة على حد تعبيره.

وذكر الهاشمي وهو قيادي في جبهة التوافق العراقية السنية ورئيس الحزب الاسلامي إن الاستقالة لدى القادة الآخرين في الجبهة و"سأكون سعيدا جدا لو وافقت جبهة التوافق ان تعطي ترخيصا لطارق الهاشمي بالموافقة والاستقالة" مشيراً إلى أنه لا يستطيع تحمل ما يجري في البلاد ويجد نفسه كنائب لرئيس الجمهورية محبطا "لانني لم تتح امامي ولا لغيري فرص حقيقية لاداء ماينبغي ان أداؤه".

وأضاف في حديث لمحطة تلفزيون أمريكية ان قرار الجبهة بالانسحاب من الحكومة تم اتخاذه "بعد ان وجدنا ان ليس هناك فرصة للوصول الى حل وسط مع رئيس الوزراء ولا مع الحكومة" وانها ماضية في سياستها التي تتقاطع مع المشروع الوطني.

وقال إن التاريخ سيكتب في يوم من الايام ان هناك حقبة سوداء مرت على العراق والعراقيين ربما كانت 2006 او 2007 وسيلعن التاريخ من كانوا في السلطة في هذه الفترة.

وكانت جبهة التوافق قد انسحبت من التشكيل الحكومي بداية الشهر الجاري وسحبت الجبهة وزرائها الخمسة من الحكومة لكن الهاشمي مازال يحتفظ بمنصبه كنائب لرئيس الجمهورية جلال الطالباني.

وجدد الهاشمي التزام جبهة التوافق بالعملية السياسية رغم الانسحاب من الحكومة ورغم الاعتقاد انها تحتاج الى تطوير وتصويب, وكرر دعواته لتغيير الحكومة, موضحاً ان المشكلة الرئيسية التي افرزتها العملية السياسية خلال السنوات الماضية والتي تحول دون التوصل الى اتفاقات وتفاهمات بين الكتل الرئيسية هي عدم الثقة والتخوف الذي تبديه كل كتلة او مجموعة تجاه الكتلة الاخرى.



حراس بعقوبة بدلا من ثورة العشرين

من ناحية أخرى, أكد ضابط أمريكي رفيع أن القوات الأمريكية في العراق تنسق مع مقاتلين أعداء سابقين من السنة للتصدي لخلايا تنظيم القاعدة في شمال بغداد.

وقال الكولونيل ديفيد ساذرلاند ان اعضاء "كتائب ثورة العشرين" ادوا دورا استخبارتيا للقوات العراقية والأمريكية اثناء العملية الاخيرة التي هدفت الى اعادة الأمن والاستقرار في محافظة ديالى (60 كلم شمال شرق بغداد) المضطربة.

وأوضح أن هذه الجماعة هي فصيل مسلح كانت تطلق على نفسها اسم كتائب ثورة العشرين, و"نسميها الآن حراس بعقوبة وهي تضم اشخاصا وطنيين تحركوا لدعم العملية الامنية واسناد قوات الامن العراقية والأمريكية وادوا لنا دور عيون ترى وآذان تسمع".

وتشكلت "كتائب ثورة العشرين" بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 بهدف مقاتلة القوات الأمريكية, واستوحت اسمها من ثورة العراقيين عام 1920 ضد الاستعمار البريطاني. ومعظم عناصر هذه الكتائب مقاتلون من العرب السنة كانوا في الجيش العراقي السابق, وسبق ان اعلنت الجماعة مسؤوليتها عن كثير من الهجمات التي استهدفت القوات الأمريكية, من دون ان تتبنى المشاركة في هجمات ضد المدنيين.



بيس: لن اطالب بتخفيض القوات

من جانب آخر، نفى الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة تقريرا لصحيفة لوس انجليس تايمز الامريكية قال انه سيحث الرئيس جورج بوش على خفض مستويات القوات الامريكية بالعراق العام القادم، وقال بيس من خلال متحدث "القصة خطأ. انها تكهن. لم اتخذ أو أقرر أي توصيات بعد."

وكانت الصحيفة قالت أمس الجمعة نقلا عن مسؤولين عسكريين ومسؤولين بالادارة الامريكية إن من المتوقع أن يدفع بيس وهو من مشاة البحرية وتنتهي فترة رئاسته للقيادة المشتركة بنهاية سبتمبر/ ايلول بأن الاحتفاظ بعدد كبير فوق 100 ألف جندي في العراق خلال العام القادم سيضع أعباء كبيرة على الجيش ويهدد قدرته على الرد على تهديدات أخرى.

ومن المقرر أن يرفع الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق الشهر القادم توصياته التي طال انتظارها بخصوص كيفية مواصلة العمليات العسكرية في العراق في تقرير يتوقع أن يثير نقاشا عاصفا بشأن الحرب التي لا تحظى بتأييد شعبي داخل الولايات المتحدة. وقالت لوس انجليس تايمز ان بيس سيقول ان من المهم من الناحية الاستراتيجية تقليل القوات الامريكية الموجودة بالعراق وان من المرجح أن يقدم تلك التوصية بصورة شخصية بدلا من رفعها في تقرير رسمي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير قوله ان هيئة الاركان المشتركة عبرت خلال الاسابيع الاخيرة عن قلقها من أن حرب العراق قلصت قدرة الجيش على الرد على تهديدات أخرى مثل ايران.



طالباني يرد على انتقادات أمريكية

ورداً على الانتقادات الأمريكية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي, قال الرئيس جلال طالباني إن حكومة المالكي تتعزز وتتطور في هذه الفترة برغم كل الانتقادات، وذلك لأنها تستند الى دعم قوى شعبية وبرلمانية هائلة على حد تعبيره، موضحاً أنه يؤيد موقف الرئيس الأمريكي جورج بوش عندما يقول "المالكي رجل طيب وجيد وهو يعاني صعوبات كثيرة ولكنه يحظى بدعم الشعب العراقي", وأعرب عن أمله في أن يعيد "الاخوة في التوافق وفي القائمة العراقية الموحدة" النظر في موقفهم والعودة للحكومة.

وكان تقرير" تقييم المخابرات القومية الامريكية "الذي رفعت عنه السرية وتناقلته وكالات الأنباء مؤخرا أوضح أن مستويات العنف الطائفي وعنف التمرد ستبقى مرتفعة" متوقعا "ان حكومة المالكي ستصبح أقل استقرارا على مدى الأشهر الستة المقبلة".

التعليقات