اعياء مفاجئ يجبر إمام الحرم المكي على بتر خطبتي الجمعة

غزة-دنيا الوطن

تعرض إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب لإعياء مفاجئ ما أجبره على بتر خطبتي الجمعة يوم أمس مما أثار قلق محبيه وبالتلي تدفقت الكثير من الاستفسارات والاتصالات من داخل السعودية وخارجها للإطمئنان على صحته.

وذكرت مصادر مقربة من الشيخ صالح أنه كان يعاني خلال اليومين المنصرمين من وعكة صحية لكنه اعتقد أنه أصبح قادرا على القاء خطبتي الجمعة، وعندما بدأ الخطبة الأولى شعر بإرهاق مفاجئ أثناءها حتى كاد يسقط مرتين من شدة الإعياء، ما حمله على ختم الخطبة الأولى قبل نهايتها، وبعد أن استراح نهض للخطبة الثانية، لكن العارض الصحي اشتد عليه فلم يتمكن من إتمامها فجلس، ثم حاول مجدداً القيام لإتمامها فلم يجد في نفسه القدرة، وعندئذ ختم الخطبة بالصلاة والسلام على رسول الله ثم نزل وصلى بالناس.

وقالت تلك المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها إن المصلين الذين كانوا خلف الإمام مباشرة تحفزوا لمساعدة الشيخ إلا أنه أخبرهم بأنه بخير، وأن الإعياء قد خف عليه، وذلك وفقا للتقرير الذي أعده الصحافي مصطفى الأنصاري ونشرته الطبعة السعودية من جريدة "الحياة" اللندنية السبت 25-8-2007.

من جهتها نقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن مصادر خاصة بها أن الشيخ صالح آل طالب في صحة جيدة الآن، مشيرة إلى أن المسجد الحرام قد شهد أمس تقاطرا لآلاف المصلين معظمهم من الزوار والمعتمرين الذين قضوا إجازتهم الصيفية في مكة.



تتمة خطبة الشيخ صالح

كما نشرت جريدة "الحياة" المقطع الذي تبقى من خطبة إمام الحرم الأولى، التي لم يتمها، وخطبته الثانية، التي عاجله الإعياء قبل أن يتلوها. فبعد حض علماء أهل البيت المعروفين على الأخذ بزمام المبادرة للحد من نفوذ من يستغل النسب الشريف من الأعاجم، أردف آل طالب في المقطع الذي لم يقله: "إن عليهم وعلى عموم الأمة مسؤولية عظمى لهداية الناس، وتبصيرهم بالدين الحق، الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم واكتمل بوفاته، وتنقية فطر المسلمين، من لوثات الغلو والجفاء، لكي لا تحيد بهم الأهواء عن صراط الله، الذي قال فيه سبحانه، (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون).

أما الخطبة الثانية التي لم يتمكن أيضاً من إلقائها، فشدد فيها على أن تمسك السعودية بالمنهج الوسط هو الذي جعلها مرمى لسهام المتربصين، الذين تعرضت لمحاولات تشويههم لدورها الريادي إسلامياً ودولياً.

وأضاف "لقد وفق الله هذه البلاد ومنذ أن قامت في دورها الأول بلزوم جماعة المسلمين والتمسك بالإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين، وقفو اثر آل البيت، وعموم الصحابة والتابعين، مما جعل للإسلام في هذه الديار بقاء بنقاء وهيمنة بصفاء. إن الاسلام الذي تمسكت به هذه البلاد، هو الإسلام الذي قبلته أجيال الأمة على مر القرون، يسلمه سلفهم إلى خلفهم وعلماؤهم إلى متعلميهم، نافين عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، ولأجل هذا كانت هذه البلاد بحكامها وعلمائها في مرمى سهام المتربصين وإفك الكاذبين".

وزاد: "لقد نال علماء هذه البلاد الكثير من الطعن والتكفير، كما نال حكامها صنوف اللمز والتشكيك في المواقف السياسية والمبادرات والقرارات، في محاولة للحد من تأثيرها الايجابي في العالم، ولإقصائها عن الريادة في أمور الدين وفضاء السياسة، وهو الأمر الذي هو قدرها وقدرها، ويمليه عليها مكانتها ومكانتها، وتتطلع إليه قلوب المستضعفين قبل عيونهم، أملاً في لملمة الشمل، وتطلعاً لمداواة جرح، ورغبة في سد حاجة، ومواقفها وسيرتها شاهدة على الجمع لا التفريق، ورأب الصدع لا شق الصفوف، حفظها الله قائمة بالإسلام منافحة عنه".

التعليقات