الفصائل الفلسطينية بلبنان تتبرأ من فتح الإسلام وسكان المخيمات تتعاطف مع نهر البارد

غزة-دنيا الوطن

تبرأت الفصائل الفلسطينية في لبنان من جماعة "فتح الإسلام" التي تشتبك مع الجيش منذ يومين في مخيم نهر البارد بالشمال. وطالبت الفصائل الحكومة اللبنانية بوقف إطلاق النار، وتجنيب المدنيين في المخيم القصف العشوائي.

جاء ذلك في لقاء عقده ممثلو الفصائل مع رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، ورئيس كتلة المستقبل النيابية، سعد الحريري؛ لبحث تطويق الاشتباكات التي لا تزال متواصلة بعد وقف لإطلاق نار صباح اليوم لم يدم طويلاً.

وأودت اشتباكات اليوم، وفق مصادر أمنية، بحياة 9 مدنيين جراء القصف المكثف للمخيم على أهداف تقول السلطات إن عناصر من "فتح الإسلام" تتحصن بها.

وتسببت معارك الأحد 20-5-2007 بالمخيم ومدينة طرابلس القريبة في مقتل 27 جنديًّا على الأقل، و17 مسلحًا من الجماعة و15 مدنيًّا، في أسوأ اقتتال داخلي منذ الحرب الأهلية ما بين 1975 إلى 1990.

"لا علاقة"

وصرح علي بركة، مسئول العلاقات السياسية بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بأن "الوفد أكد لرئيس الحكومة ولرئيس كتلة المستقبل أن لا علاقة لحركة فتح الإسلام بالشأن الفلسطيني أو المخيمات الفلسطينية، وأن الشعب الفلسطيني لا يتحمل أعمال هذه المجموعة الغريبة". ودعا إلى "تحييد المخيمات عن حالة فتح الإسلام".

وقال بركة: "إن الوفد طلب عدم قصف المخيم عشوائيًّا، والرد فقط على مصادر النيران حتى لا يقع ضحايا مدنيون".

وكشف عن أنهم علموا "بعدم وجود قرار سياسي من رئيس الحكومة باقتحام المخيم، بل بإنهاء هذه الحالة. أما كيفية الحل فتبحث لاحقًا".

من جهته، قال أسامة حمدان، ممثل حماس في لبنان، لـ"إسلام أون لاين.نت": "إن الفلسطينيين غير مسئولين عما يجري".

ودعا الجميع إلى التعاون لتخفيف معاناة المخيم جراء القصف والحصار. وتسبب القصف في تدمير خزانات المياه بأكملها داخل المخيم، مما أدى إلى انقطاع المياه عنه، كما تضررت 3 مساجد، ووصل الوضع الصحي والإنساني لحالة وصفت بالمتدهورة.

امتداد العنف

وحذر بركة من أن استمرار الاشتباكات بنهر البارد "سيفرض توسعها إلى بقية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (الإجمالي 12) جراء حالة الغليان التي يعيشها سكان المخيمات؛ لرفضهم الحصار المفروض على أبناء شعبهم في مخيم البارد، مع ما يستتبع ذلك من وضع إنساني سيئ".

ولفت إلى أن احتكاكا وقع اليوم بين الجيش وبعض السكان الذين رفضوا حصار المخيم، كاد يتحول إلى مواجهة عسكرية لولا مسارعة قيادات الفصائل إلى ضبط الوضع.

وقال بركة: إن سكان المخيمات تتعاطف مع نهر البارد، وليس مع حركة "فتح الإسلام"، مشيرًا إلى أن "جميع من قتلوا من الجماعة الأحد 20-5-2007 في طرابلس، وعددهم 17، غير فلسطينيين". وشدد على أن "هذا يدلل أن هذه الحركة لا علاقة لها بالحالة الفلسطينية".

ولفت إلى أنهم أبلغوا الجيش اللبناني والحكومة أن يتواصلوا مع اللجنة الشعبية بنهر البارد التي تضم جميع الفصائل باستثناء فتح الإسلام لتنسيق العمل الإغاثي.

التعليقات