حالوتس.. 40 عاما في خدمة إسرائيل

غزة-دنيا الوطن

آخر ما كان يتوقعه دان حالوتس هو أن ينهي خدمته العسكرية بالاستقالة لأنه أخفق في ادارة حرب للجيش الإسرائيلي الضخم مع مجموعة مسلحين صغيرة مثل مقاتلي حزب الله.

فهو من جنود الجيش الإسرائيلي الذين تربوا على «النجاحات والانتصارات الدائمة». فمنذ دخوله دورة الطيران في سلاح الجو الإسرائيلي سنة 1966 وهو يتلقى المدائح والجوائز والأوسمة. وفي سنة 1969، عندما عاد من غارات على سيناء المصرية إبان حرب الاستنزاف قيل انه أفضل من يقود طائرات الفانتوم. وفي سنة 1973، بعد أشهر قليلة من تركه الجيش لكي يكمل تعليمه، استدعوه على عجل ليس كجندي احتياطي بل كضابط سرب طيران، وتمكن شخصيا من إسقاط ثلاث طائرات مصرية (كما تزعم اسرائيل)، فخرج من الحرب «بطلا». وفي سنة 1981 كان أحد قادة عملية قصف المفاعل النووي العراقي في بغداد. وعلى طول الطريق سار في سلاح الجو، دائما الى أعلى. فمن قائد سرب الى قائد فرقة الى قائد قاعدة عسكرية الى نائب لقائد سلاح الجو ثم رئيس قسم العمليات ثم قائد سلاح الجو وحتى توليه مهمة رئيس الأركان.

ولد دان حالوتس في تل أبيب عام 1948 أي عام قيام دولة إسرائيل لعائلة ميسورة من اصل إيراني. ثم انتقل الى العيش في كيبوتس زراعي اثر اتساع نشاط والده الاقتصادي. طوال عمره وهو يعيش حالة من الصراع الداخلي ما بين السير على خطى والده في عالم الاقتصاد والأعمال ، وما بين العمل العسكري. وحتى خلال الخدمة العسكرية كان يدير محفظة استثمار في البورصة. وبسبب هذة المحفظة تعرض لانتقادات واسعة خلال الحرب الأخيرة على لبنان، إذ كشف النقاب انه بعد خطف الجنديين من قبل مسلحي حزب الله وعندما كان يبحث في الرد بحرب، أصدر أوامره الى وكيله في البورصة ببيع الأسهم، حيث توقع هبوطها بسبب الحرب.

يعتبر اختيار حالوتس رئيسا لأركان اختيارا سياسيا، رغم أن الأمر محظور في القانون الإسرائيلي. فقد اختاره رئيس الوزراء، أرييل شارون، يومها لأنه أيده في خطة الفصل (الانسحاب من قطاع غزة وإزالة مستوطناته). ونفذ هذه الخطة وتعرض لانتقادات واسعة من المستوطنين، رغم انه حرص على إجلائهم بمنتهى النعومة والدلال. لكن المستوطنين، الشامتين به اليوم، لم يستطيعوا تأليب اليمين الإسرائيلي عليه، وذلك لأنه عرف بتصريحاته وممارساته الملائمة لأفكارهم وطريقهم السياسي. فحالوتس هو القائل بعدما ألقي طن من المتفجرات فوق منزل القائد العام للجناح العسكري لحركة حماس صلاح شحادة عام 2002 في غزة وقتل 16 شخصا بينهم 9 أطفال وثلاث نسوة، انه يشعر وكأن جناح طائرته قد لامس جسما غريبا بشكل خفيف وبعبوره المكان ينسى الموضوع تماما. وحالوتس هو الذي أمر بقصف مخيم النصيرات في قطاع غزة بالمدافع، ثم التقى الصحافيين وكذب عليهم بالقول: «أطلقنا صواريخ دقيقة على مسلحين، وما يدعيه الفلسطينيون من مقتل نساء وأطفال هو محض كذب وافتراء كما اعتدنا منهم». وفي ما بعد اكتشف الصحافيون الإسرائيليون انه هو الكاذب.

وسجل في تاريخه العسكري، خلال سنة ونصف السنة من الخدمة في رئاسة الأركان، انه قائد الثورة التكنولوجية التي تنقل الجيش الإسرائيلي الى عالم الفضاء. فقد سعى الى تغليب سلاح الجو وتحميله معظم أعباء الجيش. ولكن أي رئيس أركان بعده سيضطر الى الغاء هذه السياسة، لأنها فشلت في حرب لبنان بشكل ذريع.

التعليقات