مرشد الاخوان بمصر يخرج عن صمته ويكشف حقيقة الـميليشيات بالأزهر

مرشد الاخوان بمصر يخرج عن صمته ويكشف حقيقة الـميليشيات بالأزهر
طلاب إخوان يستعرضون مهاراتهم في فنون القتال
غزة-دنيا الوطن

خرج المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين مهدي عاكف عن صمته وخص "العربية.نت" بحقيقة الصور الصحفية واللقطات التليفزيونية التي قيل إنها لميليشيات عسكرية طلابية اخوانية تمارس تدريبات الكاراتيه والكونغ فو في استعراض للقوة أمام مكتب رئيس جامعة الأزهر داخل الحرم الجامعي.

وأكد أنها كانت مجرد "اسكتشات" لعرض مسرحي تمثيلي عن المقاومة الاسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكن الصحافة والكاميرات التليفزيونية قامت بنقل صورة مغلوطة وبالغت فيها لبث القلق والخوف وتحريض الدولة ضد الاخوان.

وقال مهدي عاكف ضاحكا خلال اتصال مع "العربية.نت" بشأن التقارير الصحفية والتليفزيونية حول ما اسمته ميليشيات طلابية اخوانية تمارس تدريباتها العسكرية علنا في حرم جامعة الأزهر " هذا عبث صحفي. الحقيقة كالآتي.. بعض طلاب الأزهر معتصمون منذ عدة أيام بسبب فصل زملاء لهم من الجامعة لاشتراكهم في انتخابات (الاتحاد الحر) وخلال هذا الاعتصام يتسلون بألعاب رياضية واستكتشات تمثيلية".

وأضاف أن هذه الصور التي ظهرت هي لاسكتش تمثيلي كانوا يؤدونه عن المقاومة الاسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال مستطردا: يبدو أن الصحافة لم يعد لها عمل، إلا التقاط مثل هذه الأشياء وتصعيدها والمبالغة فيها.

بيان لطلاب الاخوان

وكشف عاكف أن "طلاب الإخوان أصدروا بيانا بشأن الصور واللقطات التي نشرت لهذا الاستكتش التمثيلي، يشرحون فيه الحقيقة وأرسلوه للصحف، وجاءتني نسخة منه، لكن الصحافة التي بالغت وصورت الأمر على أنه ميليشيات طلابية اخوانية واستعراض عسكري للقوة، لم تهتم ببيانهم وغضت الطرف عنه، ولم تنشره أي صحيفة".

واستطرد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في تصريحه لـ"العربية.نت": لا شأن لنا بهذا العبث والانتهازية من أصحاب الأغراض الدنيئة، فما ظهر لهؤلاء الطلاب حقيقته "اسكتش" قاموا بتمثيله في قلب المدينة الجامعية وليس داخل حرم الجامعة أمام مكتب رئيسها د.أحمد الطيب كما نشر وبث في بعض القنوات الفضائية.

وانتقد عاكف بعنف التغطية الصحفية لهذا الأمر قائلا: لقد أصبحت صحافة عابثة لا تهتم إلا بصغائر الأمور، أما القضايا الكبرى مثل تعديل الدستور والغاء قانون الطوارئ وأحوال السجون والمعتقلين داخلها والتعذيب، هذه قضايا لا يتكلمون عنها ولا يهتمون بها. كل اهتمامهم موجه للقضايا العبثية الصغيرة ويملأون بها الصفحات.

وعبر عن دهشته من تخويف المستثمرين الأجانب من هذه الصور "أحدهم قال أمس إن هؤلاء المستثمرين عندما رأوا المنظر، أصابهم الرعب وقرروا العودة إلى بلادهم وعدم الاستثمار في مصر".

وتساءل مهدي عاكف: هل يعقل أن هذه الصور أرعبتهم وجعلتهم يتراجعون عن خططهم الاستثمارية، بينما لم يشعروا بنفس حالة الرعب من مناظر الأمن المركزي التي تملأ الشوارع".

ومضى قائلا: "أخي اعذرني لا أريد أن اتكلم أكثر من ذلك.. لقد قبلت الحديث معك رغم أنني آليت على نفسي ألا أعبث مع العابثين. ما نشر حول الموضوع كلام فارغ من إعلام لا يتقي الله ولا يعمل لنهضة أمته ويتصيد أي شيء لينسج قصصا حوله".

وردا على سؤال عن الربط بين هؤلاء الطلاب وبين جماعة الاخوان، أجاب عاكف: السبب أن معظم قيادات الاتحاد الحر من الاخوان، وقد كانوا أصحاب الفكرة وهم الذين قادوها برغم أن الاخوان لم يحصلوا في انتخابات الاتحاد الطلابية على أكثر من 30%.

زي أسود وأقنعة

وكانت بعض وسائل الاعلام قد عرضت لقطات لطلاب من جامعة الأزهر ينتمون لجماعة الاخوان يرتدون أزياء سوداء وأقنعة كتب عليها "صامدون" و"عائدون" أثناء اعتصامهم أمام مكتب رئيس الجامعة احتجاجا على فصل بعض زملائهم. وذكرت أنهم قاموا باستعراض عسكري للقوة وأدوا تدريبات عنيفة تشبه التي تؤديها ميليشيات كتائب القسام وحماس.

وقد أثارت هذه الصور بعض أوساط الرأي العام، وحذرت رموز في أوساط المثقفين من نشأة ميليشيات عسكرية اخوانية مدربة، خاصة بعد اللقطات التليفزيونية التي ظهرت في برنامج "القاهرة اليوم" الذي يقدمه الصحفي عمرو أديب، وأعادها المعلق الرياضي وعضو مجلس الشعب أحمد شوبير في برنامجه بقناة دريم في اليوم نفسه، محذرا من تداعياتها الخطيرة.

مخاوف حرب أهلية بين الطلاب

ونشرت "جريدة المصري اليوم" 12 -12 -2006 أن هناك مخاوف من نشوب "حرب أهلية" بين الطلاب في الحرم الجامعي بعد الاستعراض العسكري للاخوان، واصفة ما قاموا به بأنه تقليد لممارسات كتائب القسام وحماس في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ونسبت للخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ضياء رشوان قوله إن مشاهد الاشتباكات واستعراض القوة التي قام بها الطلاب حدثت من قبل، ولكن كانت بهدف دعم المقاومة في فلسطين، وهو ما بدا أمراً مشروعاً ولا يشير لأي خطورة، أما مشهد أول أمس فلا يتناسب بأي حال من الأحوال مع قضية فصل الطلاب، وإنما يوحي بأن هناك صداماً بين الميليشيات في الحرم الجامعي.

وأشار إلي أن هذا المشهد يترك أثراً سيئاً عن الاتحاد الحر، في الوقت الذي ننادي فيه بالعمل السياسي السلمي بالجامعة، بل إن هذا القرار خاطئ إذا تم تركه فإنه يمثل خطورة كبيرة علي كل القوي السياسية.

ورفض الدكتور عمرو الشوبكي الخبير في ملف الجماعات الإسلامية، ما قام به الطلاب بالأزهر، وقال إنه غير مقبول سواء كان له علاقة بالإخوان أم لا.

وكانت الصحيفة قد نشرت في عددها الاثنين 11 – 12 – 2006 أن طلابا من الاتحاد الحر لجامعة الأزهر أدوا عرضا بأزياء شبه عسكرية أمام مكتب الدكتور أحمد الطيب رئيس الجامعة، احتجاجا علي فصل خمسة من طلاب الاتحاد لمدة شهر.

طوابير تشبه الميليشيات

وارتدى نحو ٥٠ طالبا زيا أسود، ووضعوا أقنعة علي رؤوسهم مكتوبا عليها "صامدون" وأجروا استعراضا لمهاراتهم في لعبتي الـ"كونغ فو" و"الكاراتيه"، بينما تابعت قوات الأمن العرض الذي اصطف فيه الطلاب في طوابير منظمة تشبه طوابير الميليشيات. وكان الطلاب بدأوا اعتصاما مفتوحا، في المدينة الجامعة صباح أمس وشارك فيه نحو ٣ آلاف طالب، انتقلوا إلي مقر الجامعة وتظاهروا أمام مكتب رئيسها ومبني كلية الطب.

الاتحاد الطلابي الموازي

وكان بعض الطلاب الرافضين لنتائج الاتحادات الطلابية التي جرت مؤخرا في الجامعات المصرية ومعظمهم من المنتمين للاخوان المسلمين قد قاموا باجراء انتخابات موازية لانتخابات الاتحاد الطلابية على مستوى جامعات مصر احتجاجا على ما اعتبروه "تدخلات أمنية في كشوف المرشحين وأثناء الانتخابات" وأطلقوا على الاتحاد البديل اسم "الاتحاد الحر".

وفي ختام ملتقى القاهرة للاستثمار "الاثنين" قال رئيس الحكومة المصرية د.أحمد نظيف ردا على سؤال من بعض المستثمرين بخصوص المد الديني في مصر "إن هناك خلطا واضحا بين الدين والتدين والسياسة‏,‏ إلا أن سياسة مصر واضحة ومعلنة‏,‏ فمصر دولة إسلامية‏,‏ والإسلام مصدر رئيسي للتشريع‏,‏ وفي الوقت نفسه لا تفرقة بين الأديان في حقوق المواطنة‏".

التعليقات